كشف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في خطاب له، أن الولايات المتحدة الأمريكية حاولت استخدام السعودية للتصدى إلي القوى الثورية التي كانت تتزعمها مصر عام 1957.

ورغم أن أمريكا أنكرت المخطط مرارا وتكرارا، وأنها لا تؤيد تشكيل أي تحالف إسلامي، وليس لديها نيه لوأد القوى الثورية التي تتراسها مصر، إلا أن الرئيس أمريكا الأسبق «أيزنهاور»، أعلن عن المخطط الأمريكي في مذكراته، بعد انتهاء مدة رئاسته.

وكشف أيزنهاور عن نية بلاده احتلال سوريا، ودارت محادثات بهذا الشأن مع تركيا، إلا أنها تراجعت، وأوكلت المهمة للعراق، لكن مصر أرسلت قوات المظلات إلى سوريا، معلنة مساندة الجيش السوري؛ بعد تأكد المخابرات المصرية من وجود خطة أمريكية بمشاركة تركيا والعراق لغزو سوريا، لينتهي الأمر إلى إعلان الوحدة المصرية السورية.

وذكر عبد الناصر، في خطابه، أن أمريكا كانت تسعى لإقامة قوى مضادةللثورة التي تتزعمها مصر آنذاك، وأنه اقترح على الملك سعود؛ لشن حملة دعائية إسلامية تسعى لحلف ومؤتمر إسلامي، وبالفعل، دعت الولايات المتحدة الملك سعود إلى زيارة، استقبله أيزنهاور بنفسه في المطار، دون إنضاج حلف إسلامي.

وأعلن الملك فيصل أن تشكيل التحالف الإسلامي لم يكن اقتراحا أمريكيا، بل كان سعوديا؛ من أجل خير المسلمين والدين، ولم يقتنع «ناصر» بالإعلان، وتساءل: هل خرجت أمريكا من السعودية وأين الإنجليز الآن؟.