أبرزت وسائل الإعلام الفلسطينية المقروءة والمسموعة والمرئية حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، مؤكدة أن هذا الإنجاز التاريخي الذي تم في زمن قياسي دليل على الإرادة الصلبة للشعب المصري وقيادته في تخطي كل الصعاب والتحديات.

ونقل “تليفزيون فلسطين” على الهواء مباشرة حفل افتتاح قناة السويس الجديدة والذي يشارك فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن” إلى جانب كوكبة من قادة وملوك وزعماء العالم.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” إن الرئيس محمود عباس وصل بعد ظهر اليوم الخميس إلى منصة الاحتفالات الرئيسية في مدينة الإسماعيلية المصرية على رأس وفد رسمي رفيع للمشاركة في احتفالية افتتاح قناة السويس الجديدة.

وأشارت إلى أن مراسم الاحتفال العالمي بافتتاح قناة السويس الجديدة بدأت باستقلال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وممثلين لكافة فئات الشعب المصري، يخت “المحروسة” التاريخي تمهيدا لإطلاق إشارة البدء لتشغيل القناة الجديدة.. كما قدمت القوات الجوية المصرية عروضا جوية في سماء القناة بمشاركة طائرات الرافال وإف 16.

وتحت عنوان “قناة السويس.. العبور إلى المستقبل”، قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد المجيد سويلم إن قناة السويس الجديدة مشروع عملاق في كونه معبرا نحو مستقبل مصر ونحو دور مصر ومهابتها وقيادتها لأمتها الكبيرة.

وكتب سويلم مقالا في صحيفة “الأيام” اليومية قال فيه “كثيرة هي تفاصيل الإنجاز المصري ببناء القناة الجديدة، إن كان ذلك على الصعيد الهندسي المتخصص أو على صعيد الفترة الزمنية الإعجازية بكل المقاييس.. وكثيرة أيضا هي المدلولات التي ينطوي عليها هذا الإنجاز الإعجازي إن كان لجهة التحديات الأمنية أو الاقتصادية الاجتماعية التي مرت على مصر في السنوات القليلة الماضية.. وكثيرة هي الأبعاد السياسية لهذا المشروع العملاق في هذه الظروف بالذات”.

وأضاف: “كل هذه المدلولات والأبعاد وكل ما لها من تبعات على مختلف المستويات أصبحت اليوم في متناول الجميع، وأصبحت المعطيات حول دور القناة الجديدة في دعم الاقتصاد المصري والمشروع التنموي المصري متداولة على نطاق واسع ليس على الصعيد المصري والعربي بل وعلى مستوى العالم بأسره”.

وأكد الكاتب الفلسطيني أن البعد الحاسم والمدلول الأعظم في هذا الإنجاز هو أن لدى مصر قيادة وطنية مخلصة وحازمة ومتفانية.
وقال في مقاله “يستطيع أي مراقب منصف ونزيه أن يلحظ بسهولة ويسر ـ إذا كان متحررا من المواقف الفكرية والسياسية المسبقة ـ ان الرئيس المصري يمتلك مواصفات قيادية رفيعة، وهو اليوم يتحول بصورة تلقائية إلى زعيم قومي كبير”.

وأضاف:”لقد بثت القيادة المصرية الجديدة روح التحدي وروح المواجهة بدلا من الاتكالية، وروح الإنجاز والإبداع بدلا من روح الرتابة البيروقراطية والانتظارية المقيتة التي تفرزها الدورة الروتينية المكتبية”.

وأشار سويلم إلى أن البعد الثاني هو أن هناك قدرة تخطيطية مذهلة، وان لدى الإدارة العريقة في مصر احتياطات هائلة كانت تنتظر القدرة القيادية على استثمارها وإعادة زجها في معركة التنمية الوطنية على الرغم من حالة الترهل التي كانت تبدو عليه هذه الإدارة في العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية.
وتحت عنوان “مصر العملاقة”، قال الكاتب حافظ البرغوثي في مقال بصحيفة “الحياة الجديدة” إن:”عظمة هذا المشروع هو انه تم تنفيذه في زمن قياسي “سنة واحدة” وباكتتاب قياسي أي قرابة ثمانية مليارات دولار خلال أسبوع وبأموال وسواعد مصرية.

وتابع:”في هذا المشروع رمزية تاريخية لأنه مشروع تنموي يعيدنا إلى تذكر مشروع نهضة مصر الذي بدأه محمد علي باشا وتآمر عليه الأتراك والفرنسيون والإنجليز لإجهاضه..وهو يذكرنا بمشاريع التنمية في عهد عبد الناصر من تأميم قناة السويس إلى بناء السد العالي إلى إقامة الصناعات الثقيلة وتآمر عليه عربان وإنجليز وفرنسيون وإسرائيليون لإجهاضه في عدوان 1967″.

وأضاف البرغوثي: “مصر تتأهب للانطلاق مجددًا وبعض أعداء الأمس ما زالوا يحاولون وأد الحلم المصري في التنمية، لأن أعداء الأمة يدركون أن قوة مصر هي قوة للعرب والمسلمين أجمع وأن ضعف مصر هو إضعاف لكل مكونات الأمة”.

واختتم مقاله قائلا: “نبارك لمصر مشروعها العملاق ونأمل أن تنجح بصمودها وإصرارها على المضي قدما في طريق التنمية ، ففي صمودها بارقة أمل للأمة وفي انتعاشها نهوض قومي ينتشل الأمة من هوانها، فإن ذلت مصر ذل العرب وإن انتصرت مصر انتصر العرب”.

بدورها، أبرزت وكالة “معا” المحلية احتفال مصر بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة بحضور عدد كبير من رؤساء وزعماء الدول العربية والأجنبية.

وأشارت الوكالة الفلسطينية – ومقرها بيت لحم- إلى أن مشروع “قناة السويس الجديدة” أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي في السادس من أغسطس العام الماضي مطالبا الجهات المختصة بإتمامه في عام واحد.

وأوضحت أن المشروع يتضمن حفر مجرى ملاحي مواز لقناة السويس بطول 35 كيلومترا وبعرض 317 مترا وبعمق 24 مترا ليسمح بعبور سفن بغاطس يصل إلى 66 قدما،كما يتضمن توسيع وتعميق تفريعة البحيرات الكبرى بطول حوالي 27 كيلومترا وتفريعة البلاح بطول نحو عشرة كيلومترات ليصل إجمالي طول مشروع القناة الجديدة إلى 72 كيلومترا.

وأشارت إلى أن قناة السويس التي افتتحت العام 1869 بعد أشغال استغرقت عقدا تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط وهي من طرق الملاحة الرئيسية للتجارة العالمية ولا سيما لنقل النفط.

ولفتت إلى أن الهدف من تشغيل المجرى الجديد البالغ طوله 72 كلم هو مضاعفة القدرة الاستيعابية لحركة الملاحة في القناة لتصل إلى عبور حوالى 97 سفينة القناة يوميا بحلول 2023 مقابل 49 سفينة حاليا.