جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

أخبار العالم

الأردن.. تدفق لاجئين وخطر أمني حدودي

5c19e52e-4dd2-4453-9863-a9a9da3d8663_16x9_600x338

على وقع المعارك في المناطق الحدودية مع الأردن وتقدم قوات النظام السوري وميليشيات حزب الله اللبناني فيها تحت غطاء روسي، تراقب عمان عن كثب مجريات تلك المعارك التي تمثل مشكلة عسكرية وأمنية مزدوجة، بخاصة بعد السيطرة على قرية الشيخ مسكين الاستراتيجية في درعا، وفقاً لمحللين عسكريين وسياسيين.

ويحذر المحللون العسكريون والسياسيون من تسرب عناصر إرهابية كانت تسيطر على المناطق المحاذية للحدود الشمالية إلى المملكة، الأمر الذي يشكل “تحدياً أمنياً استراتيجياً”، كما أن الهجوم النظامي الأخير خلط الأوراق بشكل كبير ما نتج عنه حالة “ارتباك” في مطبخ القرار الأردني في كيفية التعامل مع آخر التطورات.

في هذا السياق، حذر المحلل العسكري الأردني، فايز الدويري من مخاطر اقتراب الميليشيات الشيعية لاسيما حزب الله اللبناني إلى الحدود الأردنية، موضحاً أن كافة الفصائل الشيعية المسلحة تنفذ أجندة اللواء محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني.

وقال الدويري لـ”العربية.نت” إن “هناك رسائل تسربت تحمل إشارات خطيرة، لم يتم التحقق منها بعد، وهي موجهة من قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري إلى نور المالكي تتحدث عن ضرورة الوصول إلى الحدود الأردنية لبث الفوضى داخل المملكة”.

ويرى الدويري أن خطورة الميليشيات الشيعية المسلحة التي تعمل مع النظام السوري لا تقل خطورة عن المنظمات الإرهابية لاسميا تنظيم داعش على الأردن في حال وصلت حدوده.

تدفق اللاجئين.. الخطر غير الأمني

ويخشى الأردن من انعكاس الحملة العسكرية الأخيرة المدعومة بالطيران الروسي بدرجة كبيرة عبر احتمال تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى أراضيه، إذ يتوقع مسؤولون أردنيون أن يصل العدد إلى قرابة نصف مليون في حال تدهورت الأوضاع الأمنية، وفشلت جهود وقف إطلاق النار.

وقال المحلل السياسي وخبير في الجماعات الإسلامية، محمد أبو رمان لـ”العربية.نت” إن التقدم الأخير من قبل قوات النظام السوري وحزب الله على الحدود الشمالية للأردن يمثل مشكلة عسكرية وأمنية مزدوجة، بخاصة بعد السيطرة على قرية الشيخ مسكين.

وتابع أن الأردن كان قد توصل إلى تفاهمات مع الروس على إبقاء “الوضع القائم” في المناطق الجنوبية في سوريا، وطلب من الجيش الحر الالتزام بهذا الاتفاق، إلا أن الهجوم النظامي الأخير يعثر الحسابات الأردنية، وخلط الأوراق بشكل كبير، وهنالك ما يمكن أن نسميه حالة “ارتباك” لدى صانع القرار في الأردن، في كيفية التعامل مع التطورات الجديدة، موضحاً أن هناك قراراً أردنياً استراتيجياً أولاً بوقف تدفق اللاجئين السوريين، إلا الحالات الإنسانية الملحة، والثاني بالحياد تجاه التطورات العسكرية الأخيرة.

ويرى أبو رمان أن في حال ازداد تدفق عدد اللاجئين مع تدهور الأوضاع في المناطق الجنوبية سيكون هناك ضغوط دولية كبيرة بغية إدخالهم. من أجل ذلك سارع رئيس هيئة الأركان المشتركة، مستشار الملك للشؤون العسكرية، مشعل الزبن إلى زيارة موسكو الأسبوع الماضي في المحاولة للعودة إلى تطبيق وقف إطلاق النار.

تأتي هذه التطورات العسكرية رغم الحديث عن تفاهمات أردنية روسية، فالتصريحات الرسمية الأردنية تتحدث عن تحالف عسكري مع روسيا بهدف حماية الحدود والحفاظ على الهدوء في المنطقة الشمالية ما يجنب الأردن مزيداً من موجات اللجوء أو محاولات تسلل المقاتلين.

وكان الأردن يعد لمبادرة دولية إنسانية بموافقة مختلف الأطراف بأن يتم توفير مناطق آمنة للاجئين السوريين في داخل الحدود السورية، وتوفير الدعم الإنساني لهم في داخل الحدود السورية، لكن إلى الآن لا يوجد توافق دولي على هذا السيناريو، ما يجعل من قضية اللاجئين السوريين بمثابة التحدي الأكبر والأخطر استراتيجياً ومعضلة حقيقية لصانع القرار الأردني.