جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

ثقافة و فن

مشوار حلمي (9) – هذا ما فكرت فيه بعد “كدة رضا” ألا أبيع نفسي.. ووالدتي لم تعرفني في “إكس لارج”

13791

“دائماً الفيلم الذي يأتي يشغل بالك لأن لديك دائماً فكرة أنه لا يقارن بأخر فيلم لك، ممكن أن يجتمع في صفات ولكن كل ما كان لا يقارن به فأنت هنا تكسر توقع المشاهد، سوف يراك في أي شكل إعتيادي وفي الغالب يستحضر عنده خانه يضعك فيها، من الصعب أن تكسر له هذه الخانة لكن ممكن أن تصبح في خانة أفضل” .

يقدم لكم موقع FilFan.com سلسلة “مشوار حلمي” التي بدأت مع الاحتفال بعيد ميلاده الذي يوافق يوم 18 نوفمبر، وتتزامن أيضا مع تكريمه وحصوله على جائزة فاتن حمامة للتميز بمهرجان القاهرة السينمائي.

كل ما يلي على لسان أحمد حلمي، ينقله موقع FilFan.com من حوار أجراه الناقد الفني طارق الشناوي ووضعه في كتابه “حلمي .. خارج السرب” الذي صدر من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لدورته الـ38.

أحمد حلمي قدم أدوار كوميديا بمختلف مضمون الشخصية، ولكنه كانت جراءه منه أن يتجه لتقديم الأدوار الدرامية الصعبة فهل فكر في ردة فعل الجمهور ؟

من الكوميديا إلى الأدوار الدرامية الصعبة

يقول أحمد حلمي ردا على ذلك التساؤل: العقل قال لي أن أختلف بعد فيلم “كده رضا” بالنوع لكسر المتوقع، طيب أنت هتكسر المتوقع بماذا؟ بشيء لا يُشبه العمل السابق إذاً لابد أن يكون عنده مواصفات خاصة به وهكذا سيصبح هناك حسابات عقلية .. ماهي المواصفات ؟ أن لا تكون أنت الفيلم بمعنى أن الناس لا تأتي لك ولكن للفيلم، فأنا أبيع لك الفيلم وليس أنا “كحلمي” لأنك لا تراني داخل الفيلم، “طيب أنا أبيع الفيلم للناس بماذا”، معنى إني أبيع الفيلم للناس أنه يعجبهم، فبدأت أضيف أشياء مع بعضها في فيلم “أسف على الإزعاج” مثل العاطفة، المرض، مرض الولد، قصة الصعود شيء من الحيل والغموض والمشاغبات لأن الجمهور يعشق أن يكون الفيلم أذكى منه ويكسر كل توقعاته.

ولهذا لم أفضل إختيار فيلم درامي عادي لأن الناس سوف تنفر منه هيقولوا إحنا جايين نضحك، فمن هنا أنا لا أبيع الشخصية الخاصة بي مطلقاً أنا أبيع الفيلم كله على بعضه، فعندما يسأل أحد من الجمهور الآخر سيقول: “هل رأيت فيلم كذا” وليس فيلم فلان لأن فلان الذي ذهب من أجله لم يضحكه، “رأيت فيلم (أسف على الإزعاج) لابد وأن تشاهده ستتفاجئ”، كل هذا كلام عن الفيلم وليس عن أحمد حلمي، فهناك من يسأل عن الفيلم ويقول: “طيب هو بيضحك؟”، أدخل وأنت ترى، فأنا كان رقم واحد يهمني أن الفيلم بين قوسين ثم بعد ما تخرج تقل: “ما هذا أنا لم أضحك”، أن أنسيك من أول لحظة الذي أتيت من أجله وهو الضحك، فكان يجب أن أنسيك أنك صدمت وأنك لم ترى إيفيه ولكن في نفس اللحظة أنت نسيت وبعدها إنجذبت لشيء ما في الفيلم، أجذبك لآخر مشهد، هذه هي حسابات العقل بالنسبة لي.

شجرة “أسف على الإزعاج” رسمت في ذهني بعد قراءة أول سطر

في يوم من الأيام جاء لي أيمن بهجت قمر وقال لي: “عندي فكرة” واحد عايش مع والده ووالدته ثم بعد ذلك نكتشف أن والده متوفي وأنه عنده شيزوفيرينيا، فقلت له: “أنا أريد هذه الفكرة”، فقال لي: “تُريدها حقاً!”، فأجبته بشغف “أريدها أرجوك إذهب إشتغل عليها”، وهنا وجدت المواصفات العقلية التي قمت بحسابها في خدعة، في مرض، في علاقة إجتماعية بينه وبين أبيه أكيد، وكل هذا بعد أن قال لي أيمن بهجت قمر سطر واحد فقط، ولكن الشجرة رُسمت في ذهني إنه لابد أن أعمل هذا الفيلم حيث إنه توجد به علاقة حب وتعاطف يوجد كل شيء.

ورأيت إن الحسابات العقلية تتماشى مع هذا وشعرت به لأن كان من المحتمل أن يكتب ويقول لي الفكرة ولم أشعر بها وأستوعبها، ولكني قلت هذا هو المناسب شعرت به بحسابات العقل هو أفضل فيلم بعد “كده رضا” لأنه سيغير الإتجاه لأن كل الناس فكرت أنني سوف أسير على هذا السياق، دائماً أقول كلما قارنت الأفلام ببعضها بمقارنة تحت مقياس وكأنني مثل الذي يقول لك هي “النخلة أطول أم أن القطار أسرع؟” إذاً أنت نجحت، فتأتي وتقارن بين فيلمين كأني أقول لك “كده رضا” أحلى أم “أسف على الإزعاج” .

تاتو “عسل أسود” من ستوديو “إكس لارج”

أخر فيلم أقدمه دائماً هو الذي يعطيني نقله للفيلم الذي يليه، فمن الممكن أنه بدون حسابات الورق يحدث هذا ولكن يجب أن أدرسها قبل أن ابدأ وهذا ما فكرت فيه ولكن بشرط أن تعمل للفيلم الذي يليه، لأن رد فعل الناس على الفيلم الذي عُرض ممكن أن يُغير لك هذه الخطة، وممكن تكتشف أن فيه رد فعل يغيرلك كل حساباتك، ولذلك كنت دائماً أعمل في الأفلام وأنا أفكر في الشيء الذي يليه فيحدث تداخل، وعلى سبيل المثال أنا نازل أصور فيلم “عسل أسود” عندما كنت أقوم بعمل البروفة لبدلة فيلم ” إكس لارج” في أمريكا وأحضرت من نفس الأستوديو الخاص بالميك اب هناك “التاتو” الذي وضعته على يدي في فيلم “عسل أسود” وقمت بالتصوير وكنت وقتها مضغوط بأكثر من عمل كنا نعمل في سيناريوهان .

بعد “كده رضا” كانت الصعوبة في الإختلاف بالدور الذي يليه

بعد أن كنت أفكر في “إكس لارج” وأنا أصور “عسل أسود” الخطة تغيرت، وكان السبب انني شعرت أن معي شيئان ذو ثقل “حلويين يعني” وهذا هو رأي الشخصي ورأي من حولي، ثم يأتي لك فيلم قوي وآخر قوي أيضاً فتقول في المنتصف أعمل بينهم حاجة لأنه نادراً عندما تجد فيلم قوي فتقول في المنتصف لا مانع أنك تعمل فيلم مختلف، هذا سياسي أو كوميديا سوداء، وهذا إجتماعي إنساني فألعب حاجة لايت أو فانتازي أو فلسفة .

بعد “عسل أسود” أعتقد كان “ألف مبروك” هو لا يشبهه بالمرة، وبعد “كده رضا” كان “آسف على الإزعاج” هذا نوع وهذا نوع آخر فكان من الطبيعي أن أي شخص يخاف لأن فيلم “كده رضا” فيلم كوميدي به مقالب أو مشاغبات تجذب الجمهور ويفضلها فكان لابد أن أول تفكير أن نقدم جزء ثاني أو نقوم بعمل استكمال لنفس النوع، كانت الصعوبة بالنسبة لي أن أقدم نوع مختلف وكان هذا أمر صعب بل وخطير، ولكن المخاطرة تكون محسوبة بشكل صحيح وتترك ضمانات النجاح بعد ذلك على ربنا، لكن يجب أن تعمل ما هو عليك فيصبح نجاحه أكبر بدليل أن مثلاً “أسف على الإزعاج” حقق إيرادات أكثر من “كده رضا” وهذه معلومة لا يعلمها الكثير .

في بروفات “إكس لارج” صرخت لنفسي.

وبعد تقديمي لفيلم “أسف على الإزعاج” ثم “ألف مبروك” ثم “عسل أسود”، لم أفكر في تغير ملامحي في فيلم “إكس لارج” ولم أخف من التجربة لكن فجأة عندما تذكرت فيلم Eddie Murphy الذي كان يؤدي دور شخص سمين وجدت جزء منه صغير، فقلت لنفسي: “لا توجد مشكلة” ليس بالضرورة أن أؤدي دورين واحد سمين ولآخرعلى طبيعيتي المهم الجمهور يحب الفيلم، فأنا سمين بالفيلم بروحي وإيفيهاتي هذا هو المهم، وقال لي وقتها المخرج شريف عرفة : “أهم شيء في الفيلم إن الناس تحب الشخصية”، وحمدت الله أنه لم يتطرق إلى ذهني فكرة أني غير موجود، فعندما رأت أمي صورتي أثناء البروفات لم تتعرف عليِ فهذا كان من الممكن أن يشعرني بالقلق والخوف إلى أن حجبت الصورة وتركت العينين فقط فأصدرت صرخة لنفسي تقول: “أنت ده”.

الفيلم كنت متوقع نجاحه وليس الإيرادات فقط وحقق العمل 35 مليون من الإيراد الداخلي، ولو أضفنا له التوزيع الخارجي سوف يصبح الرقم 50 مليون، وأنا عن نفسي كنت لا أحلم بهذا الرقم.