جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

اخبار عربية

“مؤتمر مواجهة إرهاب الإخوان وحزب النهضة الطاجيكي” يوصي بتحرك عربي أسيوي لاجتثاثهما ووقف التدخلات الإيرانية

كتب / كريم الرفاعياتفق الباحثون والخبراء المشاركون في مؤتمر اليوم بعنوان، “مصر وطاجيكستان في مواجهة التنظيمات الإرهابية دراسة حالة: الإخوان وحزب النهضة الطاجيكي”، على أن جماعة الإخوان المسلمون، وذراعها حزب النهضة في وسط آسيا، جماعات إرهابية، يجب التوحد لاجتثاثها وتوعية المجتمعات بخطورتها، من خلال تضافر جهود الدولتين المصرية والطاجيكية.

وحضر المؤتمر الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق، وجودة عبد الخالق وزير التموين الأسبق، وممثل من الأزهر الشريف والكنيسة ووزارة الأوقاف، ووزارة الخارجية والبرلمان والأحزاب السياسية، وعدد من أعضاء البعثات الدبلوماسية بمصر.

وجاءت أهمية المؤتمر من الحادث الأخير الذي ارتكبه أعضاء من حزب النهضة باغتيال 4 سائحين وإصابة 3 أخرين، من أمريكا وفرنسا وسويسرا وهولندا على طريق “دوشنبه – كولاب”، ومن قبلها تورطه في الحرب الأهلية التي دارت رحاها في التسعينات، نهاية بالانقلاب الفاشل الذي دبره عبد الحليم نظرزادة نائب وزير الدفاع والقيادي بحزب النهضة، في سبتمبر 2015، حيث أكد الحاضرين بالمؤتمر على أهميته كمنصة ضرورية لوضع توصيات عملية تمهيدا لرفعها إلى صانعي القرار في البلدين.
وعرض المؤتمر فيلم وثائقي عن النشاط الإرهابي والجرائمي لحزب النهضة، بعنوان “جذور غير مرئية”، والذي أظهر التدخل الإيراني لإحداث بلبلة وعدم استقرار بالداخل الطاجيكي، ونشر المذهب الشيعي بين المواطنين، وأوضح حديث للقيادي الأول للحزب في وقت الحرب الأهلية قيام الدين غازي، والذي كان يعيش في إيران، وكلفته الأخيرة بالسفر إلى روسيا لنشر التشيع، إلا أن السلطات الروسية ألقت القبض عليه ورحلته إلى طاجيكستان منذ 5 أشهر.

وأكدت مناقشات المؤتمر على أمرين مهمين، أولهما أن التحديات والتهديدات التي تواجه البلدين مصر وطاجيكستان، من جانب التنظيمات الإرهابية التي تستمد استمرارية أعمالها العنيفة من منبع فكر تنظيم جماعة الإخوان، وأن الثاني تأكيد الرؤية المشتركة بين البلدين في مواجهة التنظيمات الإرهابية وما ينبثق عنها من جماعات وأحزاب منتشرة على المستوى الدولي، ومدى الارتباط الفكري والأيديولوجي بين جماعة الإخوان في مصر وحزب النهضة في طاجيكستان، واللذان يعدان تنظيمان إرهابيان.

وخلص المؤتمر إلى ضرورة التأكيد على دور كل من مؤسسات التنشئة السياسية وفى مقدمتها المدرسة والمسجد للقيام بدورها، بالتعاون والتنسيق مع بقية مؤسسات الدولة وأجهزتها في مواجهة فكر تلك التنظيمات ومخاطرها، والتأكيد على دور الاعلام في دحض كل ما تقدمه هذه التنظيمات الإرهابية الإخوان وحزب النهضة، من معلومات وفتاوى مغلوطة لأتباعها، مع العمل على تطوير محتوى الخطاب الإعلامي سواء على مستوى نوعية وشكل الرسائل الاعلامية الموجهة للجمهور بما يمثل حائط صد ضد أفكار وتوجهات تلك التنظيمات.

بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين البلدين، وذلك من خلال تنظيم عديد الزيارات المتبادلة للخبراء والمتخصصين، والباحثين في مختلف المجالات ذات الصلة بمواجهة الإرهاب، و تنظيم عديد الفعاليات المشتركة لمناقشة مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين بوجه عام، وقضية الارهاب وكيفية مواجهته على وجه الخصوص.

وتضمنت توصيات المؤتمر، العمل المشترك بين الأجهزة المعنية بقضايا الارهاب في البلدين، للعمل في سبيل إدراج تنظيمي جماعة الإخوان وحزب النهضة الطاجيكي، كتنظيمات إرهابية لدى مختلف الدول العربية والإسلامية، وكذلك لدى المنظمات العربية والاسلامية والعالمية، وتنظيم مؤتمر موسع على مستوى الدول العربية والاسلامية من أجل مواجهة خطر التنظيمات الارهابية، ويقترح في هذا الخصوص أن يتم خلال هذا العام تنظيم مؤتمر موسع يضم دول آسيا الوسطى وبعض الدول العربية التي تعتبر جماعة الإخوان جماعة ارهابية، لوضع خريطة طريق في كيفية العمل على إدراج هذه التنظيمات ضمن قوائم الإرهاب، مع رفض التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول، وإدانة دعمها الدائم والمستمر للتنظيمات الإرهابية في مختلف الدول العربية والإسلامية، ومطالبتها باحترام سيادة الدول واستقلاليتها، فضلا عن تعزيز التعاون الأمني بين مصر وطاجيكستان وجهودهما الثنائية في مواجهة التنظيمات الارهابية.

حيث أكد السفير عزت سعد مساعد وزير الخارجية السابق، وسفير مصر في طاجيكستان سابقًا، أن مصر وطاجيكستان بينهما تعاون كبير في المجال الأمني، وعدد من المجالات الأخرى، مشيرًا إلى أن تلك المنطقة في وسط آسيا لها مكانة هامة وإسهامات كبيرة في الحضارة الإسلامية، خصوصًا وأنها أنجبت 95% من العلماء والشخصيات التي أثرت الحضارة الإسلامية، وليس من منطقة الشرق الأوسط العربي.

وأشار إلى أن أحداث 11 سبتمبر جاءت لكي تشكل مرحلة هامة في تاريخ مواجهة الإرهاب، وأن ذلك ظهر جليًا في منطقة آسيا الوسطى والشرق الأوسط، بعد غزو أفغانستان ثم العراق، مشيرًا إلى أن الاتهامات وجهت ظلمًا إلى تلك المنطقة، على أنها باتت تشكل أرضًا خصبة للإرهاب، بسبب قربها من أفغانستان خصوصًا وأن طاجيكستان يفصل بينها وبين أفغانستان حدود بطول 800 ميل، رغم أن أهلها يعتنقون المذهب الحنفي المتسامح.

فيما قال المهندس عبد السلام الخضراوي، عضو مجلس النواب، ورئيس مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، إن حزب النهضة هو ذراع جماعة الإخوان المسلمون في طاجيكستان، وأن المركز حرص على المشاركة في المؤتمر، مشيرًا إلى أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الطاجيكي إمام علي رحمان، عبرا عن ذلك خلال كلمات كثيرة في خطبهما، موجهًا رسالة للشعب الطاجيكي، بأنه يجب أن يعي الدرس جيدًا ويدرك حجم التهديدات التي يضمرها حزب النهضة، ويستفيد من تجربة مصر مع جماعة الإخوان المسلمون الإرهابية.

وتحدث اللواء طارق المهدي عضو المجلس العسكري السابق، ورئيس المنتدى المصري للإعلام قائلا إن المنتدى يهدف إلى عمل مشروع تنويري، بالتنسيق مع رئاسة الوزراء، مؤكدًا أن أكثر الأشياء المقلقة هى عملية تدمير الذات التي من الممكن أن تحدث في المجتمع، والخوف من ألا يوضع الوطن في القلب، وأن البلاد قادرة على مواجهة الأزمات، واستشهد بأن التكاتف أثناء وبعد هزيمة 1967 كان مثالا لكيفية مواجهة الأزمات.

وأكمل المهدي أنه يجب تغيير الواقع، من خلال عقول الشباب، ويجب أن يكون عقل الشاب عقل نقدي لاختيار ما يصنعه، واستشهد بتجربته الشخصية أن تلك الأفكار والكتب التكفيرية شهدت رواجًا أثناء السبعينات لكن وقتها كانت هناك ثقافة ووعي لدى الشباب بحيث يستطيع التفرقة بين الصالح والطالح واختيار الطريق الصحيح.

وقال إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار السابق بالتلفزيون المصري سابقًا، إنه لابد من وجود تنسيق بين دول العالم لمواجهة الإرهاب، لأنه لا توجد آليات فعالة لمواجهته، مضيفًا أن الإرهاب ليس مسألة أمنية، لكنها فكرية في المقام الأول، وأن المعالجات الإعلامية للحوادث الإرهابية تتم من هذا المنطلق، وأن مواجهة الإرهاب جزء من الأمن القومي، مشيرًا إلى أن التعامل مع حروب الجيل الرابع تتطلب نوعًا من التخصص، لأن عدم التخصص يتسبب في حالة إرباك للإعلام مع كل حدث إرهابي، وأن ذلك الارتباك يحدث في كل مرة، مطالبًا بالاتفاق على رؤية محدةة لتحديد مهام الإعلاميين في مواجهة الإرهاب.

وبينت الدكتورة دلال محمود السيد مدرس العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، أن بعد المسافة بين مصر وطاجيكستان، لا ينفي وجود مرجعية واحدة ومشتركات بين حزب النهضة الطاجيكي وجماعة الإخوان المسلمون، مضيفة إلى وجود تشابه في نشأة التنظيمين، وأن الإثنان عرضا أنفسهما كبدائل للوضع القائم وهو السوفيت والشيوعيين في طاجيكستان، والليبرالية والتعددية الديمقراطية في عهد الملكة في مصر.

وأضافت دلال محمود أن التنظيمين استقى الفكر الجهادي من نفس المصادر، وانهما اتفقا في السير تحت مظلة الدولة خطوة بخطوة حتى نجحا في التغلغل، ومحاولة اغتصاب السلطة، وأنهما اعتمدا على 4 ركائز هي الحاكمية والجهاد والخلافة ورؤية العالم.

فيما قال الدكتور أحمد سامي عنتر، مدرس اللغة والأدب الفارسي في كلية الآداب بجامعة عين شمس، أن حزب النهضة الطاجيكي مدعوم بشكل أساسي من النظام الإيراني، مستفيدا من التقدم التكنولجي، حيث استطاعت طهران التكيف مع الجماعات على اختلاف أيدولجياتها، من خلال مراكز الأبحاث الحكومية والخاصة التي تتولى تحديد أفضل الطرق للوصول إلى الهدف، مثل مركز دراسات آسيا الوسطى والقوقاز، الذي يقسم الأقاليم الجغرافية إلى عدة أقسام ليمكن صانع القرار للتوصل لمشاكل كل إقليم، والدخول كشريك لمحاولة حلها، مستغلا تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاضطرابات التي تخلق مدخلا مناسبا لتجنيد أهل البلد ضمن أجندات معينة.

وأضاف عنتر أن ممارسات السوفييت ضد الطاجيك، وحصارهم دينيا أضعف الهوية الوطنية، وجعل دخول إيران لملء ذلك الفراغ سهلا، في ظل ضعف معرفة الطاجيك وقتذاك بالإسلام، مشيرا إلى أن الطاجيك والإيرانيين فرعان لشجرة واحدة هى اللغة الفارسية، ما أدى لتوحد التراث الثقافي منذ قرون عديدة، وشكل مدخلا أخر للاختراق الإيراني، مع التأكيد على التقريب بين المذهبين السني والشيعي، وصولا إلى إقناع أعضاء الحزب بضرورة التشيع؛ لأنه المذهب الحق، وقد اقتنع معظم أعضاء الحزب بذلك، مستشهدا بمقولة محيي الدين كبيري زعيم الحزب، أن حزبه جزئا من أنشطة الحركة الدولية للصحوة الإسلامية، التي يترأسها علي أكبر ولايتي، مستشار آية الله الخامنئي، المرشد الأعلى في إيران، وإنها استهدفت تحريض المسلمين ضد حكوماتهم في كل دول العالم.

وقال محمود سعد دياب الصحفي بالأهرام، والباحث بالشئون الآسيوية، إن حزب النهضة الطاجيكي كان السبب الرئيسي في اشتعال الحرب الأهلية التي التي استمرت ما بين عامي 1992 لـ 1997، والتي كلفت الدولة خسائر تصل إلى 7 مليار دولار، و50 ألف قتيل، وهجرة مليون شخص للبلاد المجاورة، وهى أرقام ضخمة إذا علمنا أن ميزانية الدولة عام 2003، كانت 500 مليون دولار فقط.

وأضاف أن حزب النهضة يعتنق أفكار سيد قطب، أول من وضع بذرة التكفير والجهاد المسلح، وأنهم تعرفوا على أفكاره من خلال الطلاب العرب والمسلمين القادمين للدراسة في جامعات الاتحاد السوفيتي مطلع السبعينات، ومر بمراحل الانتشار حتى وصل إلى التمكين خلال الحرب الأهلية، واتفاق الكرملين الذي حصل بمقتضاه على حصة 30 % من المشاركة في الحكم، مشيرا إلى أنه تم تأسيس جناح عسكري تحت اسم “حركة انصار الله”، يستمد دعمه المادي واللوجيستي من التنظيمات التكفيرية الأخرى مثل داعش وطالبان.

ولفت إلى أن العلاقة وثيقة، بين الحزب والجماعة، حيث زار زعيم الحزب محيي الدين كبيري، مصر في زيارة سرية والتقي الرئيس المعزول محمد مرسي عام 2012، كما منحت الجماعة النائب الأول لرئيس حزب النهضة سيد عمر حسيني، “شقة” في مدينة نصر مجانًا لإدارة عمليات العنف بأسلوب حرب الشوارع والعصابات التي يجيدها مقاتلي النهضة، فضلا عن إمداد التنظيم الخاص بالجماعة بدعم لوجيستي من الأسلحة التي تحصل عليها جماعة أنصار الله من تنظيمات القاعدة وداعش وجبهة النصرة وحركة أوزبكستان الإسلامية.

فيما اعتبر المستشار محمود عبدالله المحامي، وعضو الأمانة المركزية بحزب التجمع، أن تنظيم الإخوان المسلمين، كان مشاركا في تأسيس حركات “كفاية” و “6 أبريل”، لإمدادهم بالإمكانيات التنظيمية والحركية لمواجهة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، في ظل احتضان النظام للجماعة وقتذاك، ووجود تشابكات بين الرأسماليين، ورجال أعمال الإخوان للوصول إلى مصالح وتوافقات سياسية ومالية.

ونوه محمود عبدالله، صاحب حكم حظر جماعة الإخوان إلى الجرائم الوحشية التي ارتكبها التنظيم منذ نشاته، بأنه ليس له عزيز ولا غالي، حيث اغتالوا القاضي أحمد الخازندار عام 1948، لأنه كشف تورط حسن البنا في حيازة زخيرة ومفرقعات بمخزن شركته بشارع محمد علي، ثم اغتالوا محمود فهمي النقراشي رئيس حكومة الوفد عقابا له على قرار حل الجماعة في نفس العام.