جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

أخبار مصر

قصص أبطال كتبوا نهاية لأسطورة الجندى الإسرائيلى الذى لا يهزم

10201561455529411

اللواء طيار “أحمد المنصورى” كان يناجى ربه دائما طالبا منه أن يمد عمره ويظل على قيد الحياة حتى النهاية خوفا من أن لا يدرك النصر بأعينه، فالفوز بالحرب والانتصار بعد الهزيمة كان سبيله الوحيد الذى لا يمكن أن يتنازل عنه، لذلك طوع طائرته ومن بعده طائرات سربه الذى كان قائدا له ليحقق هذا الهدف بأى وسيلة دون أى تراجع أو استسلام.

“18 دقيقة من القال بالطائرات هى المعركة الأطول فى تاريخ الدفاع الجوى” هكذا بدأ اللواء “المنصورى” والملقب بالطيار المصرى المجنون حديثه ذاكرا تفاصيل معركة الدفاع الجوى التى دارت بين سربه وبين طائرات العدو واستمرت إلى ما يقرب الـ18 دقيقة على الرغم من أن أطول معركة فى تاريخ الدفاع الجوى لم تتعد الثلاث دقائق عل حسب تعبيراته حيث قال: عندما لاحظت الهجوم الشرس من قبل الطائرات الإسرائيلية لم أجد أمامى سوى أن أصدر أمر بالتخلى تماما عن مبدأ الدفاع ومقابلة الهجوم الرس بهجوم أشرس واستمرت هذه العمليات لمدة 18 دقيقة، حتى أفقدنا طائرات العدو قوتها تماما وبدأوا فى التراجع والهروب من هذه المعركة الجوية التى كانت تلاحقهم بها الهزيمة والعار.

مضيفا، ولكن الأمور لا تسير دائما كما نرغب فلم يتبق فى وقود طائرتى ما يكفى لاستكمال رحلتى والعودة إلى المعسكرات الحربية، لذلك تطلب الأمر ثانيا أن اتخذ قرارا سريعا بالقفز من الطائرة بعد التوجه بها إلى اتجاه الساحل، وهنا واجهت الموت مرة أخرى أثناء عملية القفز فالنيران كانت تواجهنى من كل اتجاه لكن تقبل الله دعائى بأن يطيل عمرى حتى أتلمس لحظة الانتصار الذى طال انتظاره.

نزلت إلى الأرض ووجدت سيارة “لورى” ضخمة فر من كان بها وصعدت إلى مركبتها لأقودها وأتحرك من المكان، ولكن فجأة استمعت إلى صوت الطائرات الهليوكوبتر التى تنتمى للعدو الذى كان دائما بعد كل معركة سواء انتصر أو أتهزم بها يطلق طائراته لجمع الأسرى أو قتل الجنود المتبقين، وفى الوقت المناسب تم إطلاق النار على الطائرة من قبل قوات القناصة المصرية وصائدى الطائرات.

وعن سبب اقترانه بلقب “الطيار المصرى المجنون” قال: اقترنت بهذا اللقب بسبب تعاملى مع الطائرة بمنهج خاص أنا واضعه ومنفذه الوحيد، فعندما كانت تهاجمنى إحدى الطائرات أو يطاردنى مجند من قوات الدفاع الجوى للعدو كنت اتجه بمقدمة الطائرة إلى الأرض بحوالى 6000 قدم لأن فى هذه الحال من يستكمل مطاردته لى فليس أمامه سوى أن نموت سويا، أو يتراجع، ولأن الصهاينة جبناء بطبعهم كانوا دائما يتراجعون عن هجومى سريعا وأبدأ أنا فى محاولة استعادة اتزان الطائرة مرة أخرى الأمر الذى يعد خطرا للغاية ولكن التوفيق من الله عز وجل كان حليفى دائما، وكنت أنجح فى الصعود بمقدمة الطائرة مرة أخرى.

كيف خرج أبطال أكتوبر من الظلمة إلى النور؟ وكيف عبروا من الهزيمة الصاعقة إلى النصر المدوى؟ أسئلة حاول أن يطرحها اللواء “فؤاد أحمد فيود” فى بداية حديثه لـ”اليوم السابع” ليصل بحديثه إلى إجابة واحدة وهى إرادة المصرى وإصراره على الانتصار دون غيره ولا بديل أمامه سواه، مشيرا إلى حديث “موشى ديان” بعد حرب 67 عندما سأل عن استخدامه لنفس خطة حرب 56 فقال “المصريون والعرب لا يقرءون وإذا قرءوا لا يستوعبون، وإذا استوعبوا لا ينفذون” والذى كان بمثابة درس للقوات المسلحة من وجهة نظره جعلتها تتعرف على نقاط ضعف العدو لتضغط عليها ونقاط قوته لتدمرها.

وقال “فيود”: أدركنا أن طيران العدو من نقاط قوته فقابلنها بحائط صد الصورايخ، وأن سلاح المدرعات لديهم من أهم الركائز القتالية فدربنا الفرد المقاتل المصرى على مواجهة دبابة بمفرده، وبالنسبة للحرب السياسية فوطدنا علاقاتنا الدولية وعززنا موقفنا على المستوى الإقليمى لنكون فى مواجهة مع إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية لنعلم الصهاينة أن المصريين يستطيعون قراءة التاريخ واستيعابه والاستفادة منه عل أرض الواقع.

وعن ذكرياته الخاصة مع حرب أكتوبر قال “فيود “: كنت ملازم أول وقتها وقائد للمشاة الميكانيكى الذى بمجرد أن تعبر مركبته يتحول إلى مشاة برمائى، وكانت مهمتنا هى القتال فى العمق وتشكيل خطط دفاع قوى يؤمن ظهر بقية الأسلحة منعا لنزول قوات الصاعقة أو المظلات الإسرائيلية أرض الوطن.

مستكملا حديثه: وفى يوم كادت أن تزج بنا إسرائيل إلى ثغرة إذا لم نملئها فمن الممكن أن يتصاعد الأمر، فهاجمت قوات العدو الـ17 كيلو وضغطوا على قواتنا المسلحة وعبروا بمدرعات فى اتجاه أحد قواعد الصواريخ وللأسف تم تدميره، ولكن جاء دورنا هنا وبدورى كضابط أمن كتيبة نفذت الأوامر العليا وهاجمنا واستطعنا إرجاع العدو عن تقدمه وتحولنا من خطة دفاع غلى هجوم وأغلقنا الثغرة تماما وأردعنا العدو الإسرائيلى حتى فر هاربا إلى جبهته مرة أخرى.

وعن عنصر المفاجأة التى اتسم به حرب أكتوبر قال: طلب القادة منى أن استلم بعض التعليمات من القيادة العليا بالقاهرة وإيصالها إلى كتائبنا على الضفة، وكانت التعليمات عبارة عن ظرف مغلق لا يفتح إلا الساعة السادسة فجر يوم 6 أكتوبر.

وبالفعل تم تنفيذ الأوامر وفتح الظرف فى معاده المحدد وكانت يحتوى على 3 كلمات “استعدوا استعدوا استعدوا” دون غيرهم حتى أدركنا الطائرات تحلق فوقنا فى تمام الساعة الثانية ظهرا أدركنا أن الحرب قد بدأت.