جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

بريد القراء

قراءة نقدية في قصيدة « مازلت طفلة « للشاعرة والاعلامية كريمة كركاش من الجزائر نص نثري ”

. بقلم الدكتور حمزه علاوي مسربت

.العراق

مازلت طفلة تئن تبكي وتحن.. مازالت تحتويني عادات الطفولة مازلت أخجل في حديثي مع الغير.

. تحمر وجنتاي وتهرب مني الكلمات مازال تعلقي بمن أحب عميقا..

وخشيتي من فراقهم صعبا وتفكيري بذلك مؤلما مازلت أمقت الانتظار.. والنفاق والكذب والفرار وأكره أثر الكلام الموجع.

. والصوت المرتفع مازلت تلك الطفلة.. تحب، تكره تضحك وتبكي تحلم تسقط تتألم وتتعلم… مازلت ورغم كبري أعيش طفولتي. تتخذ الشاعرة في مستهل قصيدتها من تكرار الظرف ‘مازال’ دلالة الثبات والوجود في الزمن الماضي ،

مع الاستمرارية ، التجدد والديمومة الزمنية ؛ اي ان هناك امتدادات زمنية ، مادية وعاطفية للوجود . حفلت القصيدة بالترادف لالفاظ مختلفة الشكل

، تحمل معنى واحد هو الحزن ، وهذا ما يجسد الايقاع الموسيقي للنسق الشعري ، ويعلو بالايقاع البلاغي للغة الشعرية . تعاني الشاعرة من النكوص ، والعودة الى الماضي ، والشعور بالارتياح النفسي ، وما يحمله من ذكريات

، شجن ، وألم ؛ يقابله الشعور بالخوف من المستقبل . يفشي الحنين الى الطفولة الجوانب النفسية والعقلية وما يوازيها من العواطف والمظاهر الجسدية.

يومىء التكرار اللفظي الى تسليط الضوء على محور الخطاب الشعري ، فضلا عن تسلسل النغم الموسيقي والصور البلاغية. تتخذ الشاعرة من الخجل دلالة الشعور بالخوف والقلق ،

وادبار الكلمات . تستخدم السيميائية ما بين احمرار الوجة – دال ، والصورة الذهنية هي الخجل-المدلول .

تتوجس بالصوت الخفي الراقد في بوابطنها العاطفية ، تعود الى الماضي ولاتأخذ الحسبان بالجاري والقادم . تتوارد على مخيلتها الافكار المتلجلجة ، ترتعب من فراق من تحبهم ،

تتوافد الصور الخيالية عليها ، وهذا ما يدفعها الى الافكار السلبية التداخلية ، وظهور صراع بين الطاقة السلبية والايجابية ، وما ينتج عنهما من قلق وهوس . تستمر القصيدة برسم خط من الامتداد الزمني للانساق الشعرية

. توظف الترادف اللفظي ما بين النفاق والكذب ، امقت واكره ، من اجل ان تفتح بابا للمتلقي لقراءة جمالية القصيدة ، فضلا زيادة التنغيم الموسيقي للالفاظ المقفاة . تشتد احاسيسها مابين المقت والحب

، وما يوردا من حركة ديناميكية فعالة للنص الشعري . زينت القصيدة بنسيج من اللغة الصوتية واللفظية ؛ هذه النقلات البنائية تزحزح ما كان سابت بين السطور . تعود بم ابتدأت به لتحافظ على متانة النص ولا تدع المتلقي ان يخرج عنه ؛

اضافة الى ان تكرار الجملة يعطي مساحة من التأمل والتخيل . توحي الطفولة لها عالما تجد فيه ما مفقود في حاضرها ، فهو عالم العفوية والتلقائية ، واثارة البهجة والطهر -عالم مخملي .

ابدعت الشاعرة في تحريك فعل الجملة الشعرية بين ماض وحاضر ، كي تمنح النص الديناميكية ، والنقلات البصرية والنغمية التي تعكس جماليته . تختتم قصيدتها بطباق حقيقي ما بين تحب

، تكره ؛ تضحك وتبكي ، تحلم ،تسقط ،تتألم وتتعلم ، هذا الازدواج اللفظي يضيف تناغم موسيقي للنص الشعري

، ويعمق التعبير البلاغي للجملة الشعرية ، ويضفي عليها طابع جماليا . حملت القصيدة مشاعر وعواطف اباحت بها الشاعرة ،

وبلغة شعرية نالت متعة القارىء ، وعبرت عن ذكريات الطفولة برداء فضفاض تطفح عليه احاسيس الكلمة ،

و براءة الحياة . بقلم الدكتور الناقد حمزة علاوي مسربت من العراق