جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

أخبار العالم

عمر سمرة أول مصري يصل لقمة إيفرست يأمل بغزو الفضاء

150309104901_omar_samra_640x360_omarsamra

كان عمر سمرة على ارتفاع 24 ألف قدم على جبل إيفرست عندما اكتشف وفاة أحد متسلقي الجبال.

وقال “لقد كان ذلك في وقت مبكر من الصباح، وكان شخص من فريق آخر سبقنا، وحينما اقتربنا منه، أدركنا أنه توفي قبل أن نصل إليه بنحو عشر إلى 15 دقيقة.”

ونظرا لأن أكثر من 250 شخصا لقوا حتفهم وهم يحاولون صعود قمة إيفرست بسبب حوادث أو إعياء جراء الارتفاع الشاهق وانخفاض درجات الحرارة، قال سمرة إنه لم يشعر بدهشة.

لكنه قال إن حالة من الخوف الشديد انتابته. “لقد كنت خائفا للغاية لدرجة أنني لم استطع التحرك.”

لكن بالرغم من ذلك استطاع سمرة في نهاية المطاف أن يحافظ على رباطة جأشه، وبعد أن أن أدرك أنه لن يستطع أن يفعل شيئا للرجل، واصل سمرة وفريقه صعودهم إلى أعلى جبل في العالم.

وبعد مرور أيام قليلة وتحديدا في 17 مايو/أيار عام 2007، أصبح سمرة، الذي كان يبلغ من العمر 28 عاما حينها، أول مصري يصل إلى قمة إيفرست.

وبهذا حقق سمرة حلما كان يراوده على مدى 12 عاما، وعزز من إيمانه بأنه عن طريق العمل الجاد والتغلب على الخوف “يمكن للمرء أن يحقق ما يريد، ويصل إلى أي شيء يضعه نصب أعينه”.

هذه هي الروح التي يطبقها سمرة في حياته العملية كمؤسس وصاحب شركة “وايلد غوانابانا”، واحدة من شركات السياحة الأسرع نموا في الشرق الأوسط، وأيضا في مساعيه المستمرة لتسلق الجبال.

شعور بالانتماء

اختير سمرة و22 آخرين للمشاركة في رحلة للفضاء تنظمها شركة أمريكية ليكون أول مصري يغزو الفضاء

ولد سمرة في لندن لأبوين مصريين، وعادت الأسرة إلى مصر حينما كان سمرة يبلغ من العمر بضعة أشهر فقط.

اكتشفت إصابة سمرة بالربو وهو في سن 11 عاما، وأكد له الطبيب أن هذا المرض سيختفي حينما يصل إلى سن العشرينات لكن بشرط ممارسة تمارين رياضية، وبالفعل بدأ سمرة الركض ثم لعب كرة السلة والاسكواش.

لكن الرياضة التي أحبها على الفور كانت تسلق الجبال والتي جربها للمرة الأولى وهو في سن 16 عاما في أحد المعسكرات الصيفية في سويسرا.

وقال سمرة: “لقد كانت أول مرة أشاهد الثلوج وأسير عليها، كان عالم الجبال غريبا بالنسبة لي تماما، لكن الشيء المثير للدهشة هو أنني شعرت بالانتماء لهذا المكان.”

هناك وفي هذه اللحظة، قرر سمرة أن يتسلق قمة إيفرست.

لكن حينما عاد إلى المدرسة والجامعة في القاهرة، حيث درس الاقتصاد، اضطر سمرة إلى تأجيل ممارسة تسلق الجبال حتى تخرج من الجامعة وحصل على وظيفة في بنك استثماري في لندن.

وقال إنه كان يعمل 17 ساعة في اليوم، ثم ينفق جميع أمواله على قضاء العطلات لتسلق الجبال في أنحاء العالم.

لكن حب السفر والتجوال دفعه في نهاية المطاف بعد عامين ونصف قضاها في البنك إلى الاستقالة ليقضي بعدها عاما في السفر وتسلق الجبال.

بعد ذلك بدأت مساعي سمرة للوصول إلى قمة إيفرست، وحصل أيضا على ماجستير في إدارة الأعمال من كلية لندن للأعمال، وبدأ حينها التفكير في تأسيس شركته الخاصة.

وبعد عودته إلى مصر، أدرك سمرة أنه بدلا من العمل في وظيفة مربحة في القطاع المالي، يريد أن يساعد المزيد من الناس على فعل الشيء الذي يحبه، وهو قضاء العطلات في أجواء من المغامرة.

وفي مايو/أيار 2009، بدأ سمرة تأسيس شركته الخاصة للسفريات “وايلد غوانابانان”، واستأجر غرفة في منزل والده في القاهرة، واستثمر فيها مدخراته التي كانت تبلغ 25 ألف دولار.

سمرة قام برحلة إلى القطب الجنوبي العام الماضي

وقال إن “الأموال كانت ستكفي لعام فقط في أسوأ سيناريو، قلت لنفسي يمكنني أن أنتظر عاما، وإذا فشلت فيمكنني حينها على الأقل القول إنني نلت شرف المحاولة”.

وشهدت الشركة نموا وبدأ يتوافد عليها الزبائن، وشرع سمرة في الإعلان عن تنظيم رحلات من بينها التنزه في الهيمالايا أو صعود جبل كيليمنجارو، أعلى جبل في أفريقيا.

وبالرغم من اندلاع ثورة يناير عام 2011 في مصر، واصلت وايلد غوانابانا النمو بصورة مطردة.

رحلات استكشافية للقارة القطبية

ويوجد الآن فرع آخر للشركة في دبي، وهناك خطط لإنشاء فرع ثالث في الرياض، عاصمة السعودية.

ويقول سمرة إن الشركة تحقق زيادة سنوية في الأرباح تتراوح بين 20 و30 في المئة، ولديه عشرة موظفين بدوام كامل وانضم إليه 30 يعملون كسمتقلين.

ويعتزم سمرة التوجه الشهر المقبل في رحلة للقطب الشمالي، والتي تأتي عقب رحلة قام بها إلى القطب الجنوبي العام الماضي، وقد تسلق بالفعل أعلى قمم جبال في كل من القارات السبع.

ويأمل سمرة في أن يصبح أيضا أول مصري يغزو الفضاء بعد أن أعلنت شركة “ايه إكس إي ابوللو” الأمريكية الخاصة للفضاء عن وجود أماكن فارغة لأول رحلاتها للفضاء، والتي تأمل الشركة في أن تتمكمن من إطلاقها خلال السنوات المقبلة.

واختير سمرة و22 شخصا آخرين من بين أكثر من مليوني متقدم لهذه الرحلة من أنحاء العالم، وخضع بالفعل لتدريب أولي في مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا.

وقال: “لا أخشى مطلقا الفشل، حتى حينما أكون وسط الجبال، يمكنك ببساطة أن تخطئ عدة مرات حتى تنجح في نهاية المطاف.”