| وسط ازدحام السماء السورية بالطائرات والمقاتلات الحربية الروسية والأمريكية، وقعت موسكو في خطأ خرق المجال الجوي التركي، وعلى الرغم من اعتزار الأخيرة عن هذا الخطأ، إلا أنه فتح أبواب التنديدات والانتقادات من قبل تركيا وحلف شمال الأطلسي وأمريكا، وكأن هذه الدول تتربص لتتصيد الأخطاء الروسية وتطالب بوقف التدخل الروسي في سوريا.
تصعيد تركي انتهكت طائرة روسية المجال الجوي لأنقرة، وهنا اشتعلت الأجواء والتصريحات والتنديدات، ليتصدر خبر انتهاك الطائرات الروسية للمجال الجوي التركي وسائل الإعلام خاصة التركية والأمريكية. للمرة الثانية في يومين استدعت تركيا السفير الروسي “للاحتجاج بشدة” على الحادث، بعد أن كانت قد استدعته من قبل وسلمته مذكرة احتجاج، وقال مسئول في الخارجية التركية “لقد تم استدعاء السفير الروسي للمرة الثانية يوم الاثنين، للاحتجاج بشدة على انتهاك آخر للمجال الجوي التركي الأحد الماضي”، بعد إعلان انقرة عن “اقدام طائرة ميغ-29 مجهولة على مضايقة اثنتين من طائراتها الحربية اثناء دورية”. تطمينات روسية قدمت السفارة الروسية في أنقرة ما وصفته بـ”الإيضاحات الضرورية” للسلطات التركية حول الحادث، كما أجرى وزير الخارجية التركي “فريدون سيزلي” اتصال هاتفي عقب الحادث مع نظيره الروسي “سيرجي لافروف”، للاحتجاج والمطالبة بعدم تكرار الحادث، حيث صرح رئيس الوزراء التركي “داوود أوغلو” بأن موسكو أبلغت بلاده أن انتهاك المجال الجوي التركي خطأ لن يتكرر، ومن جانبه قال نائب وزير الدفاع الروسي “أناتولي أنتونوف”، إن بلاده سترحب بوفد من وزارة الدفاع التركية، تبديدًا لأي سوء تفاهم. “الناتو” يستغل الفرصة على الرغم من تقديم أنقرة إيضاحات حول الحادث والاعتراف بخطأها، إلا أن حلف شمال الأطلسي “الناتو” وجد في الحادث ثغرة جيدة لإثارة التجاذبات مع روسيا، حيث حذر حلف الناتو من “الخطر البالغ للخرق الروسي غير المسئول للمجال الجوي التركي”، على حد وصفه، وطالب الحلف روسيا بالوقف الفوري لهجماتها على المعارضة السورية والمدنيين. الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ينس ستولتنبرغ” وصف الحادث بـ”الانتهاكات غير المقبولة”، وقال إنه أكد لوزير خارجية تركيا أن “الناتو يبقى ملتزمًا بشدة بأمن البلاد، وأن أعضاء الحلف سيعقدون اجتماعًا طارئًا لبحث الموضوع”، ورفض “ستولتنبرغ” ما وصفها بـ”مزاعم موسكو بأن اختراق مقاتلاتها للمجال الجوي التركي لم يكن متعمدًا”، لافتًا إلى أن حادثين منفصلين من هذا النوع وقعًا، وأن “الاختراق استمر لمدة طويلة”. هل تعود التجاذبات الروسية الغربية؟ التجاذبات بين روسيا وحلف “الناتو” أعادت فتح باب الحرب الباردة بين كلتا الطرفين، وأثارت احتمالات بحدوث مواجهات بين روسيا والغرب، حيث تكيل موسكو اتهامات للناتو بالقيام بإجراءات استفزازية وأعمال عدائية تهدف إلى محاولة تطويق روسيا وتهميشها على الساحة الدولية وإضعافها وتهديد أمنها القومي، خاصة بعد القرار الأطلسي بإنشاء قوة تدخل سريع عسكرية في عام 2016 في الدول المحاذية لروسيا، تشمل قطعات عسكرية برية تدعمها وحدات جوية وبحرية، بالإضافة إلى إنشاء مقار للقيادة العسكرية للحلف متعددة الجنسيات في دول بأوروبا الشرقية، كما جاء التدخل الروسي في أوكرانيا في أزمة القرم ومؤخرًا في الأزمة السورية ليزيد من وتيرة القلق بين القطبين المتنازعين. أمريكا تتصيد الأخطاء لم تفوت الإدارة الأمريكية الفرصة لإعلان خطأ روسيا والتنديد به، حيث قال وزيرالخارجية الأمريكي “جون كيري” إن المقاتلة الروسية كانت تواجه خطر إسقاطها اثناء تحليقها فوق تركيا، وعلق البيت الأبيض قائلاً إن الولايات المتحدة وحلفاءها “يشعرون بقلق بالغ” من انتهاكات روسيا للمجال الجوي التركي، وأضاف المتحدث باسم البيت البيض، “جوش إيرنست”، “إنه لا مؤشرات على أن روسيا غيرت إستراتيجيتها، لتركز جهودها العسكرية في سوريا على قتال تنظيم داعش”، وتابع “أفعال روسيا في سوريا لن تؤدي إلا إلى تأخير الانتقال السياسي، الذي تدعو الولايات المتحدة إلى تحقيقه في سوريا”. العلاقات الروسية التركية بعيدًا عن التصريحات الدبلوماسية للمسئولين الأتراك والروس، والتي جاءت مؤخرًا على لسان رئيس الوزراء التركي “أحمد داود أوغلو” بنفي نشوب أي توترات في العلاقات التركية-الروسية على خلفية اختراق المجال الجوي التركي، إلا أن العلاقات بين البلدين تقف على بحر من العداء التاريخي منذ سنوات، والتي اشتدت بعد الدعم الروسي للنظام السوري خلال الأزمة المستمرة منذ أربع سنوات، حيث تدور حرب بادرة بين الطرفين اتضحت ملامحها بعد تدخل روسيا المباشر في الأراضي السورية دعمًا للنظام السوري وهو ما يثير قلق تركيا بشدة. اخبار متعلقة صوت أمريكا: تركيا تتعاون مع داعش لمواجهة الأكراد جلوبال ريسيرش: عملية ضريح “سليمان شاه” تمت بتنسيق تركي إسرائيلي داعشي “يو أس ايه توداي”: الأكراد يتهمون تركيا بمساعدة داعش سيمور هيرش: “أردوجان” زود المعارضة السورية بـ”السارين” لتحريض واشنطن ضد “الأسد” |
