جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

أسرة و مجتمع

تشجيع ممارسة الرياضة البدنية عند الاطفال

tbl_articles_article_15095_866

طب ويب

السمنة اصبحت وباء في السنوات الاخيرة بين الاطفال في الدول الغربية والعربية المتقدمة. كلما زاد التقدم اكثر، فان صحة اطفالنا وبصراحة صحتنا ايضا تسوء. وقد اظهرت الدراسات الحديثة ان الاهل يشكلون قدوة يحتذى بها من قبل الاطفال. وخاصة للاباء والامهات من نفس جنس الطفل. لذلك فنحن الاهل المسؤولين الاساسين عن الصحة العامة وتقوية اجسام اطفالنا وتشجيعهم على ممارسة الرياضة البدنية. اذا اردنا ان يقوموا بممارسة الرياضة فيجب علينا نحن انفسنا ممارسة الرياضة، وبذلك نقي انفسنا ونقي اطفالنا من الاصابة بامراض القلب، ارتفاع ضغط الدم ومشاكل الكوليسترول في المستقبل.

تشجيع ممارسة الرياضة البدنية عند الاطفال السن المبكرة هي المرحلة الحاسمة لتحديد السلوكيات والمواقف ، حيث يتم اكتسابها في هذا الجيل وتشكل تصوراتنا. اثنين من العمليات الرئيسية تشكل هذه السلوكيات والمواقف، وتسمى عمليات التقليد والتضامن.

عمليات التقليد

عملية التقليد تاتي من تيار علم النفس السلوكي، والذي ينص على ان الناس يفحصون باستمرار سلوك الاخرين ويتعلمون منه (بوعي ومن دون وعي). هذه هي عملية مراقبة وتكرار لعملية وسلوك وهي تحدث في مجالات سلوك مختلفة: المهارات الحركية (مثل الرقص)، في المجال العاطفي (كيفية التعبير عن الفرح – نرى ذلك في الاحتفال عند تسجيل هدف لدى الاطفال)، في المجال العقلي (كيفية حل معادلة، كيفية اتخاذ قرار)، في مجال السلوك الاجتماعي (طرق المجاملة، طرق التعبير عن الفرح بعد تسجيل هدف).

السلوكيات يتم تقليدها في الحالات التي يكون فيها السلوك الملاحظ مثير وممتع، عندما يكون المتعلم ليس متاكدا من انه يمكنه ان يؤدي العملية الملاحظة، عندما يريد المتعلم التحكم بدور معين الذي ينفذه شخص اخر، عندما يكون الشخص المنفذ لديه مركز او مكانة رفيعة في نظر المتعلم، او عندما يكون هناك تشابه بين المتعلم والنموذج. في كثير من الاحيان نرى الرياضي الشاب يلبس، يتصرف وحتى يرمي مثل مدربه او رياضي مشهور اخر.

عمليات التضامن

عملية التضامن تاتي من تيار التحليل النفسي. وهذه عملية حسية التي “تنتقل” بها المشاعر بين شخص لاخر. في عملية التضامن فان الفرد يتبنى مواقف ومشاعر الاخرين وينسبها لنفسه. في وقت لاحق يعبر خارجيا عن عمليات التضامن عن طريق السلوك. فنرى ان الناس يكتسبون نفس وجهات النظر السياسية لوالديهم، يشجعون نفس الفرق وينسبون لانفسهم حتى قدرات الموجودة لدى البالغين من حولهم. الرياضيون الشباب محاطون باستمرار بنماذج للتقليد، سواء كان ذلك الاهل، الاخوة، المدربين، الاصدقاء او الرياضيين الاخرين.

الاهل يشكلون قدوة للتقليد والتضامن في المراحل المختلفة لتطور الطفل، فهم يؤثرون على اطفالهم بشكل مباشر وغير مباشر. ونحن نعتقد ان التعليم يمنح لاطفالنا من خلال الكلمات والحديث، ولكن يتضح ان تاثيرنا الاقوى يكون من خلال سلوكنا واعمالنا. اطفالنا يطورون التضامن مع القيم والمعايير الموجودة في البيت، ويتعلمون تقليد السلوكيات وطرق تعبير الوالدين.

ومن المثير للاهتمام، ان تاثير الوالدين على الاطفال ليس متناظر، الوالد الاكثر تاثيرا هو الوالد من نفس جنس الطفل.

في دراسة التي نشرت مؤخرا في مجلة Oxford Bulletin of Economics and Statistics سعى الباحثين لفحص كيفية انتقال عادات التدخين داخل الاسرة، ووجدت انه في المنازل التي يتواجد فيها كلا الوالدين، فهناك مستوى كبير من انتقال عادات التدخين بين الاجيال عندما يكون الوالد والطفل من نفس الجنس. الاباء ينقلون عادات التدخين الى ابنائهم، والامهات لبناتهن. كما تظهر الدراسة ايضا ان احتمال ان يصبح الطفل مدخن اذا كان كلا الوالدين مدخنين هو حوالي 24 في المئة، ولكن الاحتمال يقل بمقدار النصف اذا لم يكن اي من الوالدين مدخن.

وجدت دراسة اخرى التي نشرت العام الماضي ان السمنة لدى الطفل تتاثر من الوالد السمين من نفس الجنس. بنات الامهات البدينات كن اكثر عرضة بعشر مرات للاصابة بالسمنة مقارنة مع النسبة الطبيعية للسمنة لدى البنات. لدى الاباء البدناء كان الاحتمال اكبر ليكون لديهم اطفال يعانون من السمنة المفرطة بست مرات. في كلا الجنسين لم يكن هناك علاقة مهمة بين سمنة الوالد وبين سمنة الطفل من الجنس الاخر.

الشيء المثير للاهتمام في البحوث الحالية ليس فقط تاثير المنزل ولكن تاثير الوالد من نفس الجنس. الدراسات تركز على عمليات التعلم التي تتم بين الاباء والابناء وبين الامهات والبنات. هذه الدراسات توضح ان سلوكنا كاهل، مدربين وطاقم تعليم يؤثر على طفلنا وتربيته بشكل كبير.