جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

أسرة و مجتمع

العند نتيجة تربوية

2833576-200x300

العند محاولة من الطفل لتوصيل رسالة “أنا موجود. أنا عايز أكون صاحب القرار”. طيب إحنا بقى، الطريقة اللي بنتعامل بيها مع عند الأوﻻد بتوصلهم رسالة إيه؟

لما نقاوم إصرار الأولاد بنبقى كإننا بنقول لهم “إنت تقول اللي انت عايزه وفي الآخر هيحصل اللي انا عايزه”.باختصار بنقدم لهم نموذج للعند.

العند في الحقيقة مجرد صراع قوى…. لو احنا غلبنا أولادنا، هيخسروا. وخسارتهم معناها انهم هينتهزوا أقرب فرصة عشان يغلبونا. ولو كان عندهم إرادة قوية، بتخلينا نستسلم أحيانا؛ فإحنا برضه هنحس بالهزيمة وهنبقى عايزين نثبت لهم اننا أقوى منهم وان كلمتنا هي اللي هتمشي. طيب ما تيجوا بدل ما يكون هدفنا اننا نكسب ويستسلموا وينفذوا رغباتنا، نخلي هدفنا ان احنا وهم نخرج من الموقف كسبانين.

وعشان نكسب احنا الاتنين لازم نتفاوض. كل واحد فينا يتنازل عن جزء من اللي هو عايزه. وكإننا بدل ما كل واحد بيحاول يشد التاني عشان يجي يقف في النقطة بتاعته؛ هنبقى كل واحد بياخد خطوة ناحية التاني لحد ما نتقابل في منطقة وسط، بعيدة شوية عن اللي كل واحد فينا عايزة لكن إحنا الاتنين واقفين عليها وما حدش فينا انسحب ولا انهزم.

اللي كان مصر يبات عند صحابه هيرضى يقعد عندهم لحد وقت متأخر بدل ما يبات لو قدمنا له حل بديل يرضيه ويرضينا:”بص يا حبيبي. إحنا عندنا قاعدة في البيت ان ما حدش بيبات بره.بس عشان انت بتحب اصحابك.واحنا بنحبك وعايزينك تبقى مبسوط. ممكن نخليك تقعد مع أصحابك لحد وقت متأخر واحنا نيجي ناخدك”.

واللي مش راضية تبطل كلام في التليفون ممكن تقبل بمواعيد محدده لوقف المكالمات أو هتنفذ اللي مطلوب منها قبل ما تتكلم في التليفون، لو طلبنا ده بطريقة فيها تقدير ليها. ممكن تقولي “واضح انك بتحبي تتكلمي مع أصحابك في التليفون. انا ما عنديش مشكلة انك تتكلمي في التليفون بعد ما تكوني خلصتي ….، و …. وما عنديش مشكلة طول ما انتي بتراعي انك تخلصي مكالماتك قبل الساعة …. وإني لما احتاج التليفون تستأذني صاحبتك وانا أعمل مكالمتي وبعدين ترجعي تكلمي صاحبتك تاني”.

واللي مش راضي يقعد في كرسي الأطفال هيرضى لو عرضت عليه اختيارين أنت موافقة عليهم “تربط الحزام لوحدك ولا اربطه أنا؟”

واللي مش راضيه تخلص أكلها؛ ممكن تخلصه لو قلت لها “لما تخلصي أكلك هنخرج” بدل ما تقولي لها “لو ما خلصتيش مش هنخرج”.

واللي رافض يلم لعبه، هيفكر تاني لو قلتي له بحب وهدوء، بنبرة اتفاق مش نبرة تهديد “لو انت اللي لميت اللعب، هتلعب بيها بكرة. ولو انا اللي لميتها؛ هتلعب بيها بعد بكرة. تحب تلمها إنت ولا المها أنا؟”.

لغة التفاوض فيها احترام لإرادة الطرف الآخر وحرص على مشاعره وتقدير للاختلافات اللي بينا. فيها اعتراف باننا من زمن وأولادنا من زمن وتقبل للحقيقة دي. أما الصغيرين خالص (من سنة – ٣ سنوات)، فالأحسن اننا ما ندخلش معاهم الصراع ده. ونحول اللي احنا عايزينه للعبة، أو مسابقة أو مجرد وقت لطيف. نشغلهم، نلهيههم، نسليهم. بدل ما ندربهم من صغرهم على المقاومة.

لو ابنك بيرفض يلتزم بالقواعد، وبيصر على اللي هو عايزه: إطفي عنده ببرودك. لما يبدأ يزن أو يعيط أو يصرخ أو يتخانق إحتفظي بهدوئك. إتكلمي بصوت واطي وببطء. ولو كنتي منفعلة قوي، إعملي نفسك اتشغلتي بحاجة وامشي وسيبيه. هو هدفه ان الموقف يشتعل عشان تستسلمي أو على الأقل يضايقك زي ما ضايقتيه. لو قدرتي تهدي، مش هيحقق حاجة من الاثنين. ولما تهدي هتقدري تثبتي على موقفك لحد الآخر وهتحسي بالثقة والقوة. والأهم من كل ده إنك لما تهدي هيشوف نوع جديد من القوة. قوة الثبات على الموقف مع احترام الطرف الآخر. ولما تلاقيه بدأ يتعاون إمدحيه واشكريه. لو ما كانش راضي يرتب أوضته قبل ما يخرج، وبدأ يرتبها وهو بينفخ ومتنرفز، إستني لما يخلص وبعدين اشكريه. “شكرا يا حبيبي. إنت كنت متضايق، وما كنتش عايز ترتب الأوضة ومع ذلك في الآخر انت احترمت اتفاقنا ورتبت الأوضة قبل ما تخرج”. غالبا رد فعله مش هيكون ظريف قوي، لكن هيشوف انك حاسة بيه ومقدرة موقفه ومقدرة المجهود اللي بذله مع نفسه. وبعد شوية هيكون راضي عن نفسه وفخور باللي عمله. والرضا عن النفس واحد من المكونات الأساسية للثقة في النفس. وبكده نبقى حولنا حاجة سلبية زي العند لحاجة إيجابية زي الثقة في النفس.

مقاومة الطفل ممكن تفضل إصرار ومحاولة جادة منه لتحقيق اللي هو عايزه (ودي حاجة حلوة جدا) لو أبدينا شيء من المرونة (مش التسيب). وممكن تتحول لعند وإصرار دائم على رفض التعاون، وعلى مخالفة الكبير سواء كان ولي امر أو مدرس أو مدرب أو مدير، لو بادلنا المقاومة بمقاومة أشد، وقاومنا الإصرار بمحاولة كسره.

الإصرار صفة وراثية…… والعند نتيجة تربوية ☺