الطريقة الكركرية هي من الطرق الصوفية السنية التي تتواجد ببلاد المغرب ولها أتباع في جميع أنحاء المعمور، وسميت بالكركرية نسبة إلى مجدد أصولها ومحيي رسومها الشيخ سيدي محمد فوزي الكركري حفظه الله تعالى وهو من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة أمه و أبيه إذ ينتهي نسبه الشريف إلى سيدنا إدريس دفين فاس بن سيدنا إدريس دفين زرهون بن سيدنا عبد الله الكامل بن سيدنا الحسن المثنى بن سيدنا الحسن السبط بن سيدنا علي بن أبي طالب ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم جميعا.

و الطريقة الكركرية هي إمتداد للطريقة الشاذلية بمصر لكون سندها الروحي متصل شيخا عن شيخ إلى مولانا أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه ومنه بالسند المتصل إلى حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي بذلك طريقة فتح لا طريقة تبرك بسبب سريان النور المحمدي فيها، و إذا أردنا أن نلخص مبادئها و أصولها فيمكننا ان نقول أنها قائمة على ركنين عليهما يدور المشرب الشاذلي و إليهما ينتهي وهما :

• الركن الأول وهو ركن ذوقي تحقيقي ويتعلق بشهود العظمة بعين البصيرة و تكحيل البصر بشهود النور المحمدي، و إليه يشير الشيخ سيدي محمد فوزي الكركري رضي الله عنه بقوله : ( طريقتنا طريقة المشاهدة من لم يشاهد لست بشيخه ولا هو بمريدي ) ويدخل تحت هذا الركن كل أصل يمكن أن يقوي مادة الشهود في القلب مثل كثرة الذكر و الخلوة والحضرة.
• والركن الثاني وهو ركن تربوي أخلاقي يتعلق برؤية النقص في النفس وعدم الرضا عنها و برؤية الكمال في الغير وتعظيمهم، فمن غرس في قلبه هذه البذرة المباركة أنبتت له من كل خُلق حسن زوجين، و إليه يشير شيخ الطريقة بقوله في بعض حكمه : ( استحقر نفسك وعظم غيرك ) ويدخل تحت هذا الركن كل أصل يمكنه أن يغمد نار النفس و يطفئ ظلمتها ويكبح شهوتها وتكبرها مثل لبس المرقعة و وضع السبحة على الأعناق و السياحة على الأقدام.

والطريقة الكركرية كغيرها من الطرق لها عدة أوراد يشتغل بها المريد و يتعاهدها ولا يتركها حتى و إن فتح الله تعالى عليه لأنه كما قال ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه : الورد هو طالبه منك، و الوارد أنت تطلبه منه، و أين ما هو طالبه منك مما هو مطلبك منه .

ولذلك جعل الشيخ سيدي محمد فوزي الكركري قدس الله سره للطريقة ورد عام وورد خاص، ويتكون الورد العام مما يلي :

الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم مرة واحدة، ثم قراءة سورة الفاتحة مع البسملة سبع مرات، وبعد ذلك  يقرأ المريد قوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم  : ( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم )

 ثم يقول : أستغفر الله العظيم إن الله غفور رحيم _3مرات، ثم بعد ذلك يستغفر الله تعالى بصيغة ( أستغفر الله ) 99 مرة وتمام المائة يقول : أستغفر الله إن الله غفور رحيم.

ثم بعد ذلك يدخل المريد على رياض الحضرة المحمدية فيقول بعد بسم الله الرحمن الرحيم : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم _99 مرة، وتمام المائة: اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وسلم تسليما، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

فيكون بذلك قد تهيأ ليكرع من معين التوحيد فيقول  بعد بسم الله الرحمن الرحيم : ( شهد الله أنه لا إلـه إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إلــه إلا هو العزيز الحكيم. إن الدين عند الله  الاسلام )

ثم يقول :

لا إلــه إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 99 مرة، وتمام المائة: لا إلـــه إلا الله وحده لا شريك له له لملك وله الحمد وهو على كل شيء شهيد.

ثم يستشعر شهود المنة عليه وورود النعمة عليه فيقول بعد بسم الله الرحمن الرحيم : ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله  لقد جاءت رسل ربنا بالحق )

ثم يقول : اللهم لك الحمد _3مرات، و الحمد لله والشكر لله 99 مرة (ساجدا) وتمام المائة: الحمد لله والشكر لله كثيرا.

ويتحتم على المريد فعل هذه الأذكار بعد صلاة الصبح و بعد صلاة المغرب، وللطريقة أيضا ورد قرآني بحيث يستوجب على المريد تلاوة جزء من القرآن الكريم في اليوم و الليلة، ثم يقرأ كل مساء : سورة يس، الفتح، الواقعة والملك .

أما الورد الخاص فالشيخ يختار للمريد ما يناسبه من الأذكار التي توصله إلى المرغوب في أقرب وقت والتي يكون المريد في حاجة إليها لأن الشيخ خبير بأمراض النفوس و حضرات القدوس فيأخذ من صيدلية الأذكار ما يوافق كل مريض والله الموفق للصواب .