جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

مقالات

الزهرة النبوية نفيسة العلم والعلوم السيدة نفيسة بنت الحسن عليهما الرضوان

إعداد/ محمد أحمد محمود غالي

السيده نفيسه رضى الله عنها و ارضاها هي: {نفيسة ابنة الإمام حسن الأنور بن الامام زيد الأبلج بن سيدنا الحسن السبط بن الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه والسيدة فاطمة الزهراء ابنة خير خلق الله الرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم}.

اعتنى والدها بتربيتها منذ صغرها وكان يأخذها دائما إلى قبر النبى (صلي الله عليه وسلم) ويقول يا سيدى أنا راض عن ابنتي نفسية فارض عنها. أقبلت السيدة نفيسة على العلم بكل ما فيها من طاقة فقد حفظت القرآن الكريم و هى دون الثامنة من عمرها وأتقنت القراءة والكتابة وتفقهت فى دينها حتى أصبحت حجة وأستاذة وصارت تلقب {بـنفيسة العلم} نظرا لإحاطتها بأسرار التشريع.

كان لها مجلس علم يتردد عليه طلاب العلم ليستمعوا إلى حديثها ويسألوا فيما استعصى عليهم إجابته أو تفسير ما عجزوا عن فهمه والتقت بالامام احمد بن حنبل رضي الله عنه.

حضر مجلسها الإمام الشافعى الذى لم يكد يصل من بغداد إلى مصر حتى سأل عن دارها واستأذن فى زيارتها فأذنت له ورحبت به وأعجبت بعقله وورعه.

أخذ الشافعى عنها الحديث النبوى و سمع منها ما لم يكن قد وصل إليه من أحاديث شريفة مما أتاح له بعدا أكبر فى مجال الفقه و الاجتهاد، وكان الشافعى إذا أقعده المرض عن زيارتها أرسل بعض أصحابه إليها يسألها الدعاء فتدعو له بالشفاء.

فى المرض الأخير للشافعي الذى توفى فيه أرسل إليها كعادته فقالت لمن جاءها: { أحسن الله لقاءه ومتعه بالنظر إلى وجهه الكريم..} فعلم الشافعى أنها النهاية. ولما توفى رضى الله عنه حملت جنازته إلى بيت السيدة نفيسة فصلت عليه وقالت: رحم الله الشافعى إنه كان يحسن إلي.

حفرت السيدة نفيسة قبرها بنفسها وختمت فيه القرآن الألاف من المرات فى البيت الذى تسكن فيه والذى أصبح بعد ذلك مسجدها ومقامها العامر المشرق بالانوار والرحمات والبركات والنفحات.
وروى أنها فى مرضها الأخير وأثناء المعاناة وشدة الألم دخل عليها الأطباء وأشاروا عليها بالإفطار كى تستطيع الصمود والمقاومة إلا أنها رفضت وقالت اصرفوا عني طبيبى و دعونى وحبيبي رضي الله عنها وأرضاها. والسيدة نفيسة مازالت كراماتها على مصر حتى الآن، فعندما انتقلت إلى الدار الآخرة وجاء زوجها إسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب إلى مصر لكى ينقلها ويدفنها فى البقيع، احتج أهل مصر واشتكوا زوجها إلى الوالى، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رؤية إلى زوجها قائلا له “اترك نفيسة لأهل مصر فإن البركات تتنزل عليهم ببركتها” . رضي الله تعالى عن السيدة نفيسة وأرضاها حفيدة رسول الله سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.