جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

دين ودنيا

من هو مالك بن الحارث الأشتر؟

مالك بن الحارث الأشتر النخعي
مالك بن الحارث الأشتر النخعي

مالك بن الحارث الأشتر النخعي زعيم قبيلة وقائد عسكري شارك في فُتوح الشام وكان من أصحاب علي بن أبي طالب حيث شهد معه الجَمَل وصفين اللتان أبدى فيهما شجاعة مفرطة وشهد مع علي مشاهده كلها، وولاه علي على مصر.

نسبه:
مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج، وسبب تلقبه بالأشتر أنه ضربه رجل يوم اليرموك على رأسه فسالت الجراحة قَيْحًا إلى عينه فشترتها وأحياناً يذكر في كتب التاريخ أو السير مختصراً باسم مالك بن الأشتر.

سبب تسميته بالاشتر:
في معركة اليرموك ضد الروم، وكان من أبطالها، فيها شترت عينه بالسيف أي شقت جفنها السفلي ولذلك عرف بالاشتر.

روايته للحديث:
روى عن عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وأبي ذر الغفاري وعلي بن أبي طالب وصحبه.
وروى عنه ابنه إبراهيم وأبو حسان الأعرج وكنانة مولى صفية وعبد الرّحمن بن يزيد النخعيّ وعلقمة وغيرهم.

شعره:
كان الأشتر شاعرا ومن شعره:
بَقَّيْتُ وَفْرِي وَانْحَرَفْتُ عَنِ العُلَا ولََقِيتُ أَضْيَافِي بِوَجْهِ عَبُوسِ
إِنْ لَمْ أَشُنَّ عَلَى ابْنِ هِنْدٍ غَـاَرةً لَمْ تَخْلُ يَوْمًا مِنْ ذِهَابِ نُفُوسِ

من قول علي بن أبي طالب فيه
قال: وأنا قابل من رأيك ما كان لله رضى، وأنت من آمن أصحابي، وأوثقهم في نفسي، وأنصحهم وأراهم عندي.
ثم قال: لقد كان لي كما كنت لرسول الله.
وبعد انتخابه لولاية مصر وصفه بهذا السياق: أمّا بعد ، فقد بعثت إليكم عبدا من عباد الله ، لا ينام أيّام الخوف ، ولا ينكل عن الأعداء ساعات الرّوع ، أشدّ على الفجّار من حريق النّار ، وهو مالك بن الحارث أخو مذحج ، فاسمعوا له وأطيعوا أمره فيما طابق الحقّ ، فإنّه سيف من سيوف الله لا كليل الظّبة، ولا نابى الضّريبة: فإن أمركم أن تنفروا فانفروا ، وإن أمركم أن تقيموا فأقيموا ، فإنّه لا يقدم ولا يحجم ، ولا يؤخّر ولا يقدّم إلاّ عن أمري ؛ وقد آثرتكم به على نفسي لنصيحته لكم ، وشدّة شكيمته على عدوّكم.

بطولاته:
بعد وصول خالد بن الوليد إلى دمشق توفي أبو بكر وتولى الخلافة عمر بن الخطاب، فبادر إلى عزل خالد وتأمير أبي عبيدة مكانه، وخاف عمر أن يؤثر عزل خالد على سير المعركة، ولكن الله لطف على المسلمين ببطولة مالك الأشتر.
مالك بن الحارث الأشتر أن النخع كانوا في القادسية ألفين وأربع مئة على رأسهم مالك، أي ربع جيش المسلمين، وأن ثقل المعركة كان عليهم!
قال الواقدي:1/68،عن مشاركة مالك في فتوح الشام زمن أبي بكر:
فما لبثوا حتى أقبل مالك بن الأشتر النخعي… وقد عزم على الخروج مع الناس إلى الشام… واجتمع بالمدينة نحو تسعة آلاف، فلما تم أمرهم كتب أبو بكر كتاباً إلى خالد بن الوليد… وقد تقدم إليك أبطال اليمن وأبطال مكة، ويكفيك بن معد يكرب الزبيدي، ومالك بن الأشتر.
وقال في 462، في فتح الموصل:
والتقى مالك الأشتر بيورنيك الأرمني فلما عاين زيه علم أنه من ملوكهم، فطعنه في صدره فأخرج السنان من ظهره.
وقال ابن الأعثم: 1/258 في فتح آمد وميافارقين في تركية:
ثم أرسل عياض مالك الأشتر النخعي وأعطاه ألف فارس، وأرسله إلى ناحية آمد وميافارقين، وحين وصل مالك مع الجيش إلى آمد تبين له أن القلعة حصينة جدا فأخذ يفكر بالأمر وأن مقامه سيطول هناك ،ولما اقترب من آمد وعاين بنفسه قوة الحصن، أمر الجيش بأن يكبروا معا تكبيرة واحدة بأعلى صوت! فخاف أهل آمد وتزلزلت أقدامهم وظنوا أن المسلمين يبلغون عشرة آلاف، وأنهم لا قبل لهم بحربهم، فأرسلوا شخصاً إلى الأشتر فأجابهم الأشتر إلى الصلح، وتقرر أن يدفعوا خمسة آلاف دينار نقداً، وعلى كل رجل أربعة دنانير جزية، ورضي حاكم البلد بهذاالصلح وفتحواالأبواب ودخلهاالمسلمون صباح يوم الجمعة، فطافوا فيها ساعة ثم خرجوا، وأقاموا على بوابة البلدة.

توليته مصر وموته:
ولاّه علي مصر بعد صرف قيس بن سعد بن عبادة عنها، يعرف مالك الأشتر اليوم في مصر بالسيد العجمي، فلما وصل إلى القلزم-التي تقع إطلالها اليوم قرب مدينة السويس- شرب شربة عسل فمات فقيل: إنها كانت مسمومة قد دسها له معاوية ابن أبي سفيان؛ وكان ذلك سنة 38 هـ/658م، فمرقده يقع في قرية القلج بمحافظة القيلوبية بمصر.
لما وصل إلى أمير المؤمنين (ع) وفاة الأشتر جعل يتلهّف ويتأسّف عليه، ويقول (ع) : لله درّ مالك، لو كان من جبلٍ لكان أعظم أركانه، ولو كان من حجرٍ كان صلداً، أما والله ليهدّنّ موتك، فعلى مثلك فلتبكِ البوا كي، ثم قال (ع) : إنّا لله وإنّا إليه راجعون، والحمد لله ربّ العالمين، إنّي أحتسبه عندك، فإنّ موته من مصائب الدهر، فرحم الله مالكاً قد وفى بعهده، وقضى نحبه، ولقي ربه، مع أنّا قد وطنّا أنفسنا أن نصبر على كل مصيبةٍ بعد مصابنا برسول الله (ص) فإنها أعظم المصيبة.