جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

أخبار مصر

اغتيال «قضاة مصر».. من «الخازندار» لـ«بركات»

343458_0«ربنا يريّحنا من الخازندار وأمثاله».. فبعد 67 عامًا، التاريخ يعيد نفسه، حيث أعاد حادث اغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام، للأذهان الجملة التى سمعها عبدالرحمن السندى، رئيس النظام الخاص بجماعة الإخوان المسلمين، فى أربعينيات القرن الماضى، من مؤسس الجماعة ومرشدها حسن البنا، وهو ما اعتبره أعضاء فى التنظيم بمثابة «ضوء أخضر» لاغتيال القاضى ورجل القانون أحمد الخازندار، ليُسجل اسمه فى سجلات «ضحايا الاغتيالات»، التى أدين فيها أفراد منتمون لجماعة الإخوان المسلمين.

ووقائع استهداف القضاة تكررت فى العامين الأخيرين بشكل ملحوظ، ما دفعنا لرصد تاريخ استهداف واغتيال القضاة من «الخازندار» إلى «بركات»، فالأول تعود واقعة اغتياله لكونه كان ينظر فى قضية أدين فيها أعضاء فى تنظيم الإخوان المسلمين، وأرجع الدكتور عبدالعزيز كامل، وزير الأوقاف المصرى الأسبق، فى مذكراته التى صدرت عن «المكتب المصرى الحديث» الحادث إلى مواقف الخازندار «المتعسفة» فى قضايا سابقة أدان فيها بعض شباب الإخوان لاعتدائهم على جنود بريطانيين فى الإسكندرية بالأشغال الشاقة المؤبدة فى 22 نوفمبر 1947، ووفقًا لرواية «السندى» السابقة، وقع حادث اغتياله فى 22 مارس 1948 حينما كان خارجًا من منزله بشارع رياض بحلوان ليستقل القطار المتجه إلى وسط مدينة القاهرة، حيث مقر محكمته، وكان فى حوزته ملفات قضية كان ينظر فيها، وتعرف بقضية «تفجيرات سينما مترو»، والتى اتهم فيها عدد من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، وفوجئ «الخازندار» بشخصين عضوين من جماعة الإخوان، وهما حسن عبدالحافظ- أثبتت التحقيقات أنه كان يعمل سكرتيرًا خاصًا لـ«البنا»- ومحمود زينهم، يطلقان عليه وابلاً من الرصاص من مسدسين يحملانهما لتخترق تسع رصاصات جسده، ويسقط صريعًا فى دمائه، وتم استدعاء «البنا» للتحقيق معه بشأن الحادث، إلا أنه تم الإفراج عنه لعدم كفاية الأدلة. وحديثًا، وبعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى من منصبه، شهدت مصر أحداث عنف مختلفة، منها استهداف واغتيال عدد غير قليل من القضاة، جاءت كالتالى: فى 9 مايو الماضى، تعرض المستشار معتز خفاجى، رئيس محكمة جنايات القاهرة، لمحاولة اغتيال فاشلة، وبعد الحادث بنحو 10 أيام تمكنت الأجهزة الأمنية فى تصفية أحمد حسن عبداللطيف مرعى، وسعيد سيد أحمد السيد، المتهمين بمحاولة اغتيال «خفاجى» بعد تبادل إطلاق النار بينهم وبين رجال «الداخلية».

وفى 16 مايو الماضى، استشهد 3 قضاة، وأصيب رابع إثر قيام مسلحين مجهولين بإطلاق النار على سيارتهم بمدينة العريش بشمال سيناء، وأعلنت ما يسمى بـ«ولاية سيناء»، التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام أو ما يعرف بـ«داعش»، مسؤوليتها عن الحادث فى فيديو أُذيع السبت الماضى.

وفى منتصف مايو الماضى، تعرض منزل المستشار فتحى البيومى، عضو دائرة محكمة جنايات القاهرة، التى برأت حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق فى إحدى القضايا، لمحاولة تفجير بزرع عبوة ناسفة بهدف اغتياله، حسبما ذكرت التحقيقات.

وصباح أمس، استيقظ المصريون على واقعة اغتيال المستشار هشام بركات، باستهداف موكبه بسيارة مفخخة، بعد خروجه من منزله بمنطقة مصر الجديدة، ليفتح سجل اغتيالات واستهداف القضاة فصلاً جديدًا من أحداث العنف.