القادرية الكسنزانية تنعي أحمد عمر هاشم عضو كبار علماء الأزهر : كان ركن من أركانِ الفكرِ والدعوةِ والتصوّفِ
نعت رئاسةُ الطريقةِ العَلِيّةِ القادريّةِ الكَسْنَزانيّةِ في العالم، متمثِّلةً في شيخها ورئيسها سماحةِ السيّدِ الشيخِ شمسِ الدينِ محمّدٍ نَهرو الكَسْنَزانِ القادريِّ الحُسينيِّ (قدّست أسرارُه)، أحدَ أعلامِ الأزهرِ الشـريفِ، وركنًا من أركانِ الفكرِ والدعوةِ والتصوّفِ، العلّامةَ الشيخَ الدكتور أحمدَ عمرَ هاشم (رحمه الله تعالى رحمةً واسعة).
وتابعت ” الكسنزانية “: لقد كان الفقيدُ علمًا من أعلامِ النورِ في زمنٍ علا فيه صَخَبُ المادة، وحاملاً لرايةِ الاعتدالِ في وجهِ الغلوِّ والانقسام، جمعَ بينَ فقهِ الظاهرِ وحكمةِ الباطنِ، فكان لسانًا للأزهرِ في المحافل، وقلبًا للعارفينَ في مجالسِ الذِّكر، يفيضُ علمًا، ويُشِعُّ رحمةً، ويُذكِّرُ الخلقَ باللهِ كلّما تحدَّثَ أو سكت ، رحلَ إلى جوارِ ربِّه ووجهُه يضـيءُ بسمتِ العلماءِ وطمأنينةِ العارفين، فلم يفقده الوجودُ، بل انتقلَ إلى حضـرةِ البقاءِ، حيثُ أرواحَ العارفينَ التي لا تنطفئُ أنوارُها ولا تغيبُ، بل تظلُّ حاضرةً في ملكوتِ الله، تمدُّ المريدينَ بنفحاتِها، وتبقى تُذكِّرُهم أنَّ الطريقَ إلى اللهِ لا ينقطعُ بالموتِ، بل يبدأُ به.
واضافت : إنّنا في الطريقةِ الكسنزانيّة إذ ننعى هذا العالِمَ الربّانيَّ، لا يسعُنا إلا أن نسألَ اللهَ تعالى أن يُكرمَ مثواهُ في مقعدِ صدقٍ عندَ مليكٍ مقتدر، وأن يُلهمَ محبّيه وتلامذتَهُ الصبرَ الجميلَ، وأن يحشُـرَهُ مع الذين أنعمَ اللهُ عليهم من النبيّينَ والصّدّيقينَ والشهداءِ والصالحين، وحَسُنَ أولئكَ رفيقًا، وإنا للهِ وإنا إليهِ راجعون.
شيخ الأزهر يؤدي صلاة الجنازة علي “عمر هاشم “
وشارك الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في صلاة الجنازة بالجامع الأزهر على الدكتور أحمد عمر هاشم، الذي وافته المنية فجر يوم الثلاثاء.
وفاة أحمد عمر هاشم
الدكتور أحمد عمر هاشم أحد أبرز رموز الأزهر الشريف وعلمائه الكبار، رحل عن عالمنا اليوم الثلاثاء عن عمر ناهز 84 عامًا بعد مسيرة علمية ودعوية امتدت لأكثر من خمسة عقود، عُرف خلالها بدوره في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال في الفكر الإسلامي. وُلد الراحل عام 1941 بقرية بني عامر بمحافظة الشرقية، وتخرّج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ثم نال الماجستير والدكتوراه في الحديث وعلومه بمرتبة الشرف، ليصبح من أبرز المتخصصين في علوم الحديث.
تدرّج الدكتور هاشم في المناصب داخل جامعة الأزهر حتى تولى رئاستها، وأسهم في تطوير المناهج والبحث العلمي، فكان أستاذًا ومربّيًا أثر في أجيال من العلماء والدعاة داخل مصر وخارجها، وألّف أكثر من 120 كتابًا تناولت علوم الحديث والسنة والسيرة النبوية، من أبرزها حجية السنة النبوية والرد على منكريها ومن هدى السنة النبوية وموسوعة الأحاديث النبوية، التي أصبحت مراجع أساسية للباحثين وطلاب العلم.
شارك الراحل في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية، وشغل مناصب رفيعة منها عضوية هيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ومجلس الشعب المصري، كما ترأس المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين حتى عام 2005.
تميّز بأسلوبه الدعوي المتزن وحرصه على مواجهة الغلو والتطرف بالحكمة والعلم، ودعا دومًا إلى تجديد الخطاب الديني بما يتناسب مع روح العصر، حاز عدة جوائز وأوسمة رفيعة، أبرزها جائزة الدولة التقديرية ووسام العلوم والفنون، وتُوّجت مسيرته عام 2023 باختياره الشخصية الإسلامية في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم تقديرًا لعطائه العلمي والدعوي.