جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

لا شك ان المرحلة الحالية التي يمر بها العالم لا تستدعي الاستماع لمقترحات الشباب

كتبت الاعلامية والاديبة /حنان بن نصر،

خبيرة ومدربة تنمية ذاتية

تونس

لا شك ان المرحلة الحالية التي يمر بها العالم لا تستدعي الاستماع لمقترحات الشباب بقدر ماتستدعي تشخيصا لحالتهم النفسية فهل من المنطقي ان تستمع لافكار شاب متازم نفسيا وتاخذها بعين الاعتبار كافكار اصلاحية ؟ !!!..

..فهناك مثلا من افتقد للجدية في التعاطي مع فيروس كورونا وبالتالي ادى ذلك الى السقوط في التكرار والسطحية المقيتة من خلال اجترار الافكار القديمة .

..وهناك من تعامل مع المسالة بكل جدية وحزم فكانت فرصة له للنضوج الفكري والانتقال من مرحلة الى أخرى أي الى تغيير جذري يستدعي التكيف مع الواقع المتغير ….وهناك من اعتبر ما حدث ومايحدث في العالم هو لتاكيد على عبثية الحياة فمهما تقدمت ونجحت سينهيك الموت دون استئذان ومهما علا شانك فانت كائن زائل لا محالة ..

.وهناك من اعتبر المرحلة فرصة لزيادة الربح والانتاجية من خلال ارتفاع الأسعار مما ادى الى العجز في القدرة الشرائية للمواطن الذي لم يعد يفكر سوى في قوته اليومي وفي اشباع حاجيات عاىلته ..

.وهناك من اعتبر الازمة فرصة لاستعراض العضلات في الطبخ بجميع انواعه …..وهناك من اعتبرها فرصة للتعبير عن المواهب ..وكل حسب درجة وعيه والسؤال هنا لماذا ظهرت هذه المواهب تحديدا تحت الضغط…أين كانت ؟.

لماذا ازدادت القدرة على النصح من خلال فيديوهات اللايف في تلك الفترة تحديدا ثم اختفت تدريجيا بتلاشي الارقام المخيفة عن نسب الموتى وعدد الاصابات؟!!! .. …الا يقودنا هذا الى ان نفهم ان الابداع والتضامن يتحرك تحت الضغط أو عند الشعور بالياس اوليس هذا داعما لتلك المقولة إذا وصل الشي الى حده انقلب الى ضده؟

أم. أن المسالة تتخطى ذلك بكثير الى اعتبار ان ماحدث هو مجرد فرقعة اعلامية تنشد نتاىج وقتية انية بعيدة عن الموضوعية والجدية…..اليس من الانسب لنا ان نعالج الشباب الذي ادمن الألعاب الإلكترونية واخص بالذكر وليس الحصر لعبة الفري الفاير التي في ظاهرها لعبة ترفيهية وفي باطنها تشرع لاستسهال القتل ….وغيرها من الألعاب الإلكترونية التي امتصت شخصية الطفل أو الشاب وتسرقه من واقعه وعوض ان يفكر في الحلول سيدمن الهروب ..

..فماهي الخطوات الاستراتيجية لانقاذ الشاب من سطوة النسيان وانتشاله من اللامعنى الذي تفرزه هذه الألعاب الإلكترونية وكيف سننتقل به من الضياع والمتاهة الى الحضور الذهني الذي يقتضي التناغم ؟! .

…اوليست الحاجة ملحة الآن الى الاعلان عن مشروع جديد ينتشل هذا الشاب من وحدته وانطوائه وانزوائه في العالم الافتراضي والذود به عن غياهب النسيان حيث اللاتفكير و حيث ارادوا له ان يكون ليصبح مجرد رقم لامكانة اجتماعية له سوى تلك التي حددت له ….فهل يمكن ان نغير هذا المشروع التدميري الى آخر بناء بعنوان ” من الألعاب الإلكترونية الى الكتب التوعوية”….

وعلى هذا الاساس لابد من دراسة علمية وتتبع للاثر النفسي مابعد الحجر الصحي الشامل أي مابعد الحد من الحرية البشرية والتي تقتضي افكارا مستجدة ابان الاثار النفسية للجاىحة العالمية التي ستكون منطلقا للاستشراف لمايمكن ان يحدث وما يجب ان يكون….فالاستمرارية لما كان من افكار ومشاريع هو لضرب من الخروج عن الواقع أي خارج الموضوع ……