جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

العنف المدرسي من بعض المعلمين للُِطلاب إنّ أّْحّبّ الطالب المدرس أو المُعلم، فقد أحب المادة التعليمية لهذا المعُلم،

الكاتب الصحفي المفكر العربي والإسلامي الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل الأستاذ والمحاضر الجامعي غير المتفرغ مديرالمركز القومي للبحوث العلمية

مدير مكتب فلسطين 

 وإن بغِض الطالب المُعلم بغضِ المادة التعليمية، بل ممكن أن يكره المدرسة والتعليم كلهُ؛ وإن المعلم أو المدرس يحمل أمانة ومهمة عظيمة جدًا فوق كاهلهِ، فهو يحمل مهنة الأنبياء والمرسلين، وكما تعلمون أن العُلماء ورثة الأنبياء، فإن أدي المُعلم الأمانة بحقها، وكان رسولاً للعلم، والتربية والتعليم الهادف الذي يزرع ويغرس بذور الأمل والعمل، والعلم والمحبة في قلوب وعقول طلابه، ويكون معول بناء لا معول هدم لأن طلابنا هم جيل المستقبل الواعد وهم أمل الأمة في التغير نحو الأفضل والبناء والتعمير إن تم توجيهه بشكل سليم وسديد؛ ولقد كان رسول الانسانية والبشرية جمعاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يوصينا بالتربية بالحب حينما يقول: للصحابي الجليل معُاذ بن جبل رضي الله عنه: (يا معاذ إني أحبك لا تنسي أن تقول دُبر كل صلاة مكتوبة، اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)، فما أحوج المعلمين والمعلمات اليوم إلي تطبيق هدي سيد المعلمين والأنبياء والمرسلين في مدراسنا وجامعاتنا، وللأسف نجد العكس صحيح عند بعض المعلمين غلاظ القلوب والعقول، تجدهُ يحمل العصا لطلابهِ ويرهبهم ويخوفهم، وتجد الضرب للطلاب وسيلة مفضلة لدية، وكذلك تجد بعض المعلمات لا تكتفي بالضرب بل تمسك الفتاة الصغيرة في المرحلة الابتدائية وتشدُها من شعرها بقوة، ومنهم من يضرب الطلاب كفوفاً علي وجوههم، أفلا يتقون الله!! أم علي قلوب أقفالها، وبذلك يّنِفر الطلاب من العلم والتعليم وممكن أن يجعلوهم يخرجوا من المدرسة لسوق العمل وهم صغار وإلي الضياع ثم المخدرات والم المجهول ويكون بذلك هذا المعلم المتعجرف، وتلك المعلمة المتسلطة تهدم الجيل الصاعد بتسلطها بدل أن تبني جيل واعي متعلم ومثقف؛ ولو نظر بعض هؤلاء المعلمون إلي الهدي النبوي الذي أمرنا بالرفق والرحمة في كل شيء حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله”، وفي حديث أخر:” إن الرفق لا يكون في شيء إلا شانه ولا ينزع من شيء إلا شانه، والصحابي الجليل عمرو بن العاص يقول: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه، وحديثه على أشر القوم يتألفهم بذلك، فكان يقبل بوجهه وحديثه عليّ حتى ظننت أني خير القوم، مما ينبغي على المعلم أن يتواضع لطلابه، فُيراعى حال الطلاب ضعاف التحصيل، ويخصهم بمزيد من البيان والشرح والتوضيح لهم. إن إطلاق اسم المعلم على نبينا صلى الله عليه وسلم تبين وتوضح للجميع وخاصة المعلمين والمعلمات أن مهمة النبي إنما هي تعليم أمته ودلالتهم على الخير قال تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} وقال تعالي:{كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون}، ولقد خرج النبي الكريم يوماً على أصحابه فوجدهم يقرؤون القرآن ويتعلمون فكان مما قال لهم: (وإنما بُعِّثتُ معُلّمِاً) وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لم يبعثني معنتاً ولا متعنتاً ولكن بعثني معلماً وميسراً)، وكان الصحابي معاوية بن الحكم يقول: “ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه”، وفي رواية: “فما رأيت معلماً قط أرفق من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولتعريف معني العنف المدرسي فهو يعني: سلوك أو فعل يصدر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة يحدث أضرارا جسدية أو معنوية ونفسية ويكون باللسان أو بالجسد أو بواسطة أداة، والعنف دليل عدم اتزان، سواء نتج عن الإثارة أو الاستفزاز أو التسرع أو ضعف قوة الحُجة وهو رد فعل غير سوي له عواقب جسدية ونفسية شديدة على المُعنَّفِ وسواء نظرنا إليه كنمط من أنماط السلوك أو كظاهرة اجتماعية فهو فعل وآفة تستحق التحليل والعلاج وأصبحت ظاهرة غريبة تزداد وخاصة بين الأطفال والشباب ألا وهي ظاهرة العنف، والعنف بشكل عام هو سلوك سيئ ومرفوض؛ ولما كان القصور والخطأ والجهل أمراً معهوداً في الأبناء والطلاب فإننا نتساءل كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أمثال هذه الحالات؛ حيث تقول عائشة رضي الله عنها” ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده، ولا امرأة ولا خادماً”، وفي قصة تربوية أخري من المعلم النبي، فبينما هو في المسجد دخل أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه مه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”لا تزرموه، دعوه، فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن”، وقال لأصحابه:(إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين)، وهذا يتعارض مع بعض المعلمين الذين يستخدمون الضرب المبرح ضد الطلاب، وهذا يعتبر من العنف، وهو سلوك غير حضاري و يتعارض مع قيم المجتمع والقوانين الرسمية العامة، ويؤدي إلي نتائج عكسية وسلبية بحق الطلاب المُعنفين وإلحاق الضرر أو الأذى الجسدي والنفسي لهم، و هناك علاقة وثيقة بين الغضب والعنف. فكل توتر عدواني ينجم عن كبت، وازدياد العدوان يتناسب مع ازدياد الحاجة المكبوتة، تزداد العدوانية مع ازدياد عناصر الكبت والاحباط؛ فبعض المعلمين وخاصة منهم الذي يحبط من قبل مديره يوجه عنفه نحو الطلبة لأنه لا يستطيع أن يعتدي على المدير، وكذلك الحال في الزوجة التي يعنفها زوجها تقسو على أطفالها أحيانًا؛ وعندما يذهب الطفل إلى المدرسة فإنه يشاهد أن بعض المعلمين يميلون إلى حل مشاكلهم مع الطلبة باستخدام العنف، فيقوم بتقليد هذا السلوك العنيف عندما تواجهه مشكلة، وتعتبر الأسباب النفسية وخاصةً الإحباط عند بعض المعلمين من خلال المشاكل المجتمعية مثل الحرمان، تدني الرواتب المالية المقدمة للمعلمين، أو مشاكل أخري مثل مُعلمة مطلقة أو لم تتزوج الخ..، فعادة تكون تلك الأسباب المادية أو النفسية أو الاجتماعية أو السياسية سبب في وقوع العنف من قبل بعض المعلمين لطلابهم، وكل هذا غير مبرر من مربي الأجيال المعلم الذي يحمل رسالة الأنبياء أن يصبح مُعنفاُ لطلابه وبالتالي يكرههُ الطلاب ويكرهون المدرسة والتعليم، مما يؤدي لنتائج تدميرية علي مستقبل أبنائنا الطلبة ومن ثم للتسرب المدرسي وللمجهول! لذلك ندعو الأخوة المعلمين والمعلمات الفضُلاء الذين نقدرهم ونجلهم وهم يبنون الأجيال ويخرجون المهندسين والأطباء والعلماء الخ، ندعوهم لاستخدام أسلوب النبي في التربية والتعليم بالحب وباللين وباليُسر والأساليب المعرفية وأن يستخدموا العقلانية الانفعالية السلوكية في تخفيف العنف وأن لا يستخدموا ردات الفعل، وعليهم تعليم التلاميذ مهارة أسلوب حل المشكلات مع المساندة النفسية للطلاب الذين يعانون من مشاكل نفسية، وتعليم التلاميذ طرق ضبط الذات وتوجيه الذات، وتقييم الذات، وتنمية المهارات الاجتماعية في التعامل، مع العمل علي تغير المفاهيم والمعتقدات الخاطئة عند بعض التلاميذ؛ والعمل علي المشاركة في تشكيل البرلمان الطلابي كتجسيد واقعي لفكرة الديموقراطية والتعبير عن الرأي والمشاركة في صنع القرارات خصوصا التي تتعلق بشؤونهم، وتفعيل برنامج الوساطة الطلابية باعتباره وسيلة تربوية في إشراك الطلبة في حل مشكلاتهم دون إحساسهم بضغوط الكبار، وتعزيز أساليب الحوار الهادئ البناء، واحترام حقوق الطالب والتعامل معه بإنسانية مع توجيه النصح والتوجيه والإرشاد لهم والابتعاد عن أسلوب الضرب والشتم، وليكن لنا في النبي الكريم والصحابة الأسوة والقدوة، فلقد قال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجههُ:” علموا أولادكم علي غير شاكلتكم، فإنهُم مّخُلوقُونْ لزمانٍ غير زمانكم، فليكن شعار المعلمين الرحمة والرأفة والمحبة بل وصحبتهِم لطلابهم، ليكون المعلم صديقاً للطالب، وقدوة حسنة له في المستقبل، وليحبب المُعلم نفسهُ لطلابه حتي يحبهُ الطلاب، ويحب المساق الدراسي الذي يدرسونهُ، ويحبون المدرسة والتعليم لحبُهم للمعلم الإنسان الرفيق بهم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم :”ما كان الرفق في شيء إلا زانهُ”، وما نُزع من شيء إلا شانهُ”، وتذكروا حديث النبي: “بعثني ربي مُعلمًا ولم أُبعت مُعنفاً”، نتمنى أن لا نري مُعلمًا أو مُعلمةً يحمل عصاً في يديه يهدد بها الطلاب في الصف.