جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

منوعات

لماذا يحتاج العالم بشدة إلى “الهندسة الزرقاء”؟

_92667888_thinkstockphotos-519038974في القمة التي عقدتها (بي بي سي فيوتشر) في سيدني منتصف الشهر الجاري حول الأفكار الكفيلة بتغيير شكل العالم، شرحت العالمة في مجال البيئة إيما جونستون كيف تؤدي رغبتنا في غزو المحيطات إلى تعريض الكائنات الحية فيها لخطرٍ لا نَسْلَمُ منه نحن أنفسنا.

واجتاحت في يونيو/حزيران من العام الجاري، عاصفة عاتية سواحل مدينة سيدني الأسترالية، وسبب هذا أمواجاً عالية ضربت هذه السواحل بارتفاع وصل إلى نحو ثمانية أمتار، وهو ما أدى إلى أن تغمر المياه نحو 50 متراً من الأراضي القريبة من الشاطئ.

ورغم أن هبوب هذه العاصفة وما يمكن أن ينجم عن ذلك من خسائر، لم يكن مفاجئاً بالنسبة لـ”إيما جونستون” بوصفها خبيرةً في الحياة البحرية بجامعة نيو ساوث ويلز، فإن حجم الأضرار التي لحقت بالحي الذي تقطنه جونستون في المدينة، كان صادماً بالنسبة لها.

فقد أحدثت هذه الكارثة الطبيعية ثغرةً في جدار نادٍ لركوب الأمواج في سيدني، وأدت لسقوط حمام سباحة – كان موجودا بفناءٍ خلفي لأحد المباني – على منحدر صخري على الشاطئ، فضلاً عن محو مساحات واسعة من الشواطئ الرائعة والمحبوبة كثيراً، والتي كانت قائمة في المناطق الشمالية من ساحل المدينة الأسترالية.

وتكشف هذه الواقعة بجلاء مدى حبنا للمحيطات، وكذلك سبب خوفنا الشديد منها، سواء بسواء. وفي كلمتها أمام القمة التي عقدتها (بي بي سي فيوتشر) في سيدني في 15 من الشهر الجاري حول الأفكار الكفيلة بتغيير شكل العالم، قالت جونستون: “إننا نحب البحر ونسبح فيه ونعيش بالقرب منه ونُشيد مباني بجواره، وتُقام 70 في المئة من المدن الكبرى في العالم على سواحله. بل إن لدينا تصوراتٍ في أذهاننا حول الحياة تحت سطح مياهه”.

ولكننا نشعر بالرعب كذلك إزاء البحار والمحيطات. ففي كل ثقافات العالم تقريباً، أسطورةٌ من نوع ما حول حدوث طوفان أو فيضان في الماضي. وقد استفادت صناعة الترفيه في العالم من ذلك عبر إنتاج أفلامٍ مثل “بوسيدون أدفنتشر” (مغامرة بوسيدون) و”ووتر وورلد” (عالم الماء) و”تيتانيك”.

ولتبديد هذه المخاوف، حاولنا في غالبية فترات تاريخنا التحكم في الحياة المائية والبحرية وترويض تأثيراتها علينا.

وفي هذا الصدد، لجأنا إلى ما يُعرف بـ”الهندسة الصارمة” – التي يمكن أن تقود إلى حدوث عواقب ضارة بالبيئة – وذلك عبر تشييد السدود والجدران الواقية للشواطئ من مياه البحار والمحيطات، وكذلك شق القنوات على نحو يزيل الرواسب من قيعان البحيرات والبحار.

وشكل كل ذلك مساعي لترويض الطابع البري للمحيطات. ولكن جونستون ترى أن هذه الجهود محكومٌ عليها بالفشل في نهاية المطاف “فمن سمات البحر العودة للسيطرة على مقدراته”.