جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

دين ودنيا مقالات

صوفية مصر

 الصوفية.. 77 طريقة يتبعها 15 مليونا والانضمام يبدأ ببيعة

تكاد تتشابه الطرق الصوفية فى مصر إلى درجة تذوب فيها الفوارق بينها؛ حيث تتشابه جميعها فى شروط الانتساب، والمواصفات المطلوبة فى الشيخ، وآلية تولى خلافة الطريقة، وحتى فى الأوراد.
إن كنت من مريديهم فسترى أن أفعالهم سباحة فى مجرات التصوف بين شاطئ الحقيقة وجزر الألغاز، وستفسر الرقصات بالهيمان ونقاء الروح، وتتلذذ بأناشيد المداحين فى الموالد، أما إن كنت متأثرا بشيوخك من السلفيين فسترى أن أفعالهم من قبيل الجهالة والكفر، وإدخال على الدين ما ليس منه.

يبلغ عدد الطرق الصوفية بمصر نحو 77 طريقة، 67 منها مسجل بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية، والباقية غير مسجلة، وأشهر الهيئات الصوفية بمصر هى المجلس الأعلى الذى يترأسه الدكتور عبدالهادى القصبى، والاتحاد العام لتجمع آل البيت، ونقابة الأشراف.
ووفق بعض الدراسات الاجتماعية المتخصصة، فعدد الأضرحة والمقامات في مصر يبلغ نحو 6 آلاف ضريح، المشهور منها قرابة 1000 ضريح، يوجد فى “القاهرة” وحدها 294 ضريحا، من أشهرها “الحسين – السيدة زينب – السيدة نفيسة”، فيما تتوزع البقية على المدن والمحافظات، فيوجد فى مركز فوّة بمحافظة كفر الشيخ 81 ضريحا، وفي مركز طلخا بمحافظة الدقهلية 54، وفى مركز دسوق 84، وفى مركز تلا 133، كما يوجد فى أسوان أحد المشاهد يسمى مشهد “السبعة وسبعين وليا”.
بداية التقنين
يعد محمد على باشا هو أول حاكم مصرى قنن وضع الصوفية، الذين يرجع وجودهم بمصر للقرن الرابع الهجرى، ففى 4 نوفمبر 1812، أصدر الباشا فرمانا بجعل الطرق الصوفية تحت سلطان شيخ السجادة البكرية، ومثل ذلك عهدا جديدا لهذه الجماعات التى لم تكن قبل صدور هذا الفرمان خاضعة لسلطة مركزية.

ومن الناحية العملية لم تظهر نتائج هذا التنظيم حتى الأربعينيات من القرن التاسع عشر، وذلك عندما أصبحت الوكالات الحكومية نشيطة فى تدعيمها لإدارة البكرى للطرق، وعندما منع شيخ الأزهر من التدخل فى شئون الطرق الصوفية، وقد أدى هذا إلى تحديد سلطة البكرى ووضوحها أكثر من ذى قبل، كما أدى إلى زيادة أهميتها الإدارية.
وهناك 77 طريقة صوفية فى مصر تتفرع معظمها عن 6 طرق صوفية، وتعتبر أشهر الطرق الموجودىة بمصر هى “البدوية، الرفاعية، القادرية (الجيلانية)، الشاذلية، الدسوقية (البرهامية)، الخلوتية، الطريقة العزمية”، وتعتبر باقى الطرق متفرعة عنها.

رحالة

أن تكون صوفيا تطوف لترى، ولا تنزوى في صومعة بعيدا عن العالم من حولك “رغم انتشار التصوف فى عدد كبير من محافظات مصر، فإن عددا كبيرا من مؤسسى الطرق ليسوا مصريين، ربما يرجع ذلك ﻷن جميعهم رحالة واستقروا فى مصر، فالبدوى من المغرب، والرفاعي من قرية حسن بالبطائح فى العراق، والجيلاني من جيلان، وهى منطقة في بلاد فارس بإيران الآن، والشاذلى من مدينة سبتة المغربية، والخلوتى نشأ فى بيت المقدس.

أقطاب الصوفية

ويعتقد المتصوفة فى أربعة أئمة يلقبونهم بالأقطاب، هم أحمد البدوى صاحب مسجد السيد البدوى بطنطا، والشيخ الجيلانى، وإبراهيم الدسوقى، والشخ أحمد الرفاعى، وطريقته من أكبر الطرق الصوفية فى مصر، ولها فروع كثيرة، ويستخدمون الشارة أو العمامة الحمراء، والعلم الأحمر، ويحتفل بمولد الرفاعى فى ثلاثة مواسم، الأشهر منها فى شهر أغسطس.

ويبلغ عدد المتصوفة – بحسب تصريحات لشيخ مشايخ الطرق الصوفية – الدكتور عبدالهادى القصبي 15 مليون صوفى، مليونان منهم تابعون للطريقة الرفاعية، ومليون تابعون لأبى العزائم.

البيعة

وتبدأ طقوس الانضمام ﻷى طريقة صوفية بالبيعة، التى يؤديها المريد للشيخ على السجادة، لاصقا ركبتيه بشيخه، ثم يقرأ عليه الشيخ البيعة، ويطلب منه الاستغفار والتوبة، ويردد خلفه الرضا بمشيخته، وإرشاده بطريقة، وتقسم مناصب الأعضاء فى الرفاعية – على سبيل المثال – إلى مريدين، ولكل مجموعة من المريدين شيخ، ولكل مجموعة من الشيوخ شيخ سلك الطريق من قبل أن يوجههم، ويسمى خليفة الخلفاء، ولكل مجموعة من الخلفاء خليفة.

وفى الطريقة الجيلانية لا يكون الشخص منتسبا إلا بعد ممارسة الطقوس الرئيسية، فلابد أن يكون هناك لقاء أول بين الشيخ وبين المريد، ويتضمن هذا اللقاء أركانا خمسة، هى: العهد، والاستغفار، والتوبة، والطاعة، والذكر، وقبل البدء يصلى المنتسب أو المريد ركعتين نفلا، ويقرأ الفاتحة للنبى صلى الله عليه وسلم ولإخوانه المرسلين والنبيين، وبعد الصلاة وقراءة الفاتحة يجلس المريد بين يدى الشيخ ملصقا ركبته اليمنى بركبة الشيخ اليمنى، الذى يلقنه الاستغفار.

الحضرة

تعقد معظم الطرق الصوفية لقائين أسبوعيين يعرف هذا الاجتماع بالحضرة، وهى عبارة عن ترديد أوراد وأذكار وصلوات على النبى وآل بيته، وطلب للمدد منهم، كل على طريقته يرددها أتباع الصوفية فى حلقات دائرية، يقف بوسطها المداح وتعقد بمساجد الصوفية، ليلة الاثنين والخميس، من كل أسبوع.
مقامات الصوفية

للمتصوفة عدة ألقاب ومصطلحات تطلق على الأتباع بمجرد انضمامهم لإحدى الطرق، وتختلف فى تصنيفاتها من طريقة ﻷخرى، وتبدأ المقامات عادة من المريد، وتنتهى بالسالك.

وتتعدد المصطلحات بتعدد جوانب الحياة العرفانية التى تتمثل فى الطريق والارتحال، والممارسة الوجدانية، والمذهب، والمقامات والأحوال، فمن المصطلحات ما يعرف بالطريق ويتدرج بالسفر، والرحلة، والحج، والسلوك، والسالك، والمقامات، والأحوال، والمجاهدة، والوصول، والواصل، والغاية، والمعراج، والسائر.

ومنها مقامات يتدرج فيها الصوفى، التجربة، الرؤيا، النزغ، الغلبة، الهذيان، الخواطر، الوارد، النقر، الهواجم، الهواجس، من المصطلحات التى تنتمى إلى “المذهب”: الإحسان، والإرادة، والحضرة، والفيض، والجذبة، والولاية، وحقيقة الحقائق، وأمهات السماء، والشيخ، والمريد، والقطب، والولاية، والإنسان الكامل، والغوث، وقطب الأقطاب.

ومن المصطلحات التي تنتمى إلى “الأحوال” و”المقامات”: التوبة، والورع، والزهد، والفقر، والصبر، والتوكل، والرضى، والتأمل، والقرب، والمحبة، والخوف، والرجاء، والشوق، والأنس، والطمأنينة، والمشاهدة، والتعين.