جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

بَقَرةٌ حَلُوبْ……….بقلم د.جمال عبد الناصر محمد عبداللة ابو نحل

الأديب الكاتب، والباحث الصحفي، والمفكر العربي والإسلامي الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل رئيس المركز القومي لعلماء فلسطين، والأستاذ الجامعي غير المتفرغ الأمين العام لاتحاد المثقفين والأدباء والكتاب والعرب فرع فلسطين عضو مؤسس في الاتحاد الدولي للأدباء والكتاب و للمثقفين العرب رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين، وعضو الاتحاد الدولي للصحفيين dr.jamalnahel@gmail.com

بَقَرةٌ حَلُوبْ قد يكُون عِنَوُانُ مَقالُنا اليوم غريباً نوعاً ما، ولكن لا غرابة في ذلك!؛ فلقد كانت أعظَمْ، وأطول، وأكبر، وأول سورة في المُصحف الشريف بعد فاتحة الكتاب هي سوُرةُ البقرة، وقد جاء ذكرُها في سياق بعض آيات القرآن الكريم، لما في قصِتها من العظة، والعبرة المعنوية، وكذلك لما فيها من الفائدة المادية الملمُوسة من خلال ثَمِنها، وكانت البقرة تستخدم قديماً في تشغيل (الساقية)، لاستخراج الماء من البئر لتسقي الحرث والزرع، وكذلك يُسَتفَاد من البقر من لَحومِها،

وشُحومها، ووبِّرهَا، وحينما تُحلبْ البقرة، يخرجُ منها الحليب النقي الأبيض الصافي المفُيد جِداً لصِحة الإنسان، والذي قال عنهُ سبحانهُ وتعالي: ” وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ، وبيت القصيد من المقصُود، أن الأمُة تَعيش اليوم حياة صعبة، وأيام عصيبة، وكأن الناس في غابة، القوي يأكل الضعيف، والكل يغُني على ليلاه؛ وحتى أهل الفضل من الناس أحياناً يعتريهم، ويعتليهم النُقصان، وضعفٌ في الإيمان؛

رغم النعم الكثيرة، والعظيمة التي أنعم الله عز، وجل فيها على الناس أجمعين، وعلى الأغنياء خاصةً فَّيَنُسون أحيانًا أن الفضل بما هُم فيه من النعم، والنعيم، يرجع سببهُ التوفيق من رب العالمين؛ والمال عموماً إما أن يكون نعمة على صاحبهِ، وإما أن يكُون نقمة عليه

قال تعالى: ” وما بكِم من نِعمةٍ فِمن الله”، وقال تعالى: ” وإن تعُدوا نعمة الله لا تحصُوُها”؛ وإن المُتابع لأحوال الناس يري أن جُل التجار إما زادت تجارتهم وربحوا المال الكثير، وإما العكس خسروا أموالهم في التجارة، وخاصةً في أيامنا التي نعيشها اليوم، فمن يسير عكس التيار يجرفه التيار، ويضيع بين بحرٍ لُجي مُتلاطم الأمواج؛ لذلك من لم يدخل حظيرة الكبار، من التُجار،

ويعمل على إرضائهم يكون في، وضع صعب لا يحُسد عليه!؛ ويحُرم كباقي الشعب من الأكل من الفطيرة!؛ وأما التاجر الذي يسير في ظل ولاُة الأمر، من بعض القادة، والمسئولين الكبار، فَيدخل حظيرتهِم من أوسع الأبواب، ويأكل من قلب فطيرتهِم، وطالما دخل ذلك التاجرُ حظيرة الكبار ملتزماً بالسمع، والطاعة، والأخذ، والعطاء، فلابد أن يأكل أغلب الفطيرة،

ويتمدد في وسط الحظيرة؛. والأغنياء من التجار اليوم منهم المُتصدق، وينفق الكثير من ماله في سبيل الله، فلا يخاف من ذي العرشِ إقلالاً، ومنهم المنُفق المنان،

ومنهم البخيل، ومنهم من لا يخرج زكاة ماله إطلاقاً!؛ ومنهم من ينفق ويعُاير، ويكسر الخاطر؛ فنقول لهم جميعاً أن الدنيا تَغر، وتمُر، وتضُر، ومن المعلوم أن عبادة جبر الخُواطِر عبادة جليلة، والكلمة الطيبة صدقة فيها جبراً للخاطر، والكلمة الخبيثة سيئة لها أثرها السيئ على النفس،

ولقد عَقَدَ الإسلام عَقْدَ الأخوة بين المؤمنين، وجعلهم بنعمته إخواناً، وهذه الأخوة تقتضي: الإحسان، والإحسان درجات وأنواع، ومن إحسان المسلم إلى المسلم، في شريعة الإسلام هو تطييب الخواطر، فأكثر ما يُدخل الجنة كما أخبر النبي صل الله عليه وسلم: تقوى الله عز وجل، وحسن الخلق”؛

وإن تطييب النفوس المنكسرة وجبر الخواطر من أعظم أسباب الألفة والمحبة بين المؤمنين، وهو أدب إسلامي رفيع، وخلق عظيم لا يتخلق به إلا أصحاب النفوس النبيلة، المنفقون لا المنَانُون المُعايِرون قال تعالي: ” الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ – وقال الله -عز وجل- كذلك: “الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”،

وهذه الآية رقم “262” في سورة البقرة؛ وهذا يبين معني القرض الحسن، وهو أن تنفق أموالك في سبيل الله، ثم لا تتبع ما أنفقت منّاً ولا أذى، فلا تقول أعطيتُ كثيراً أو قليلاً، والتزاماتي كبيرة، ولست بقرة حلوب!!؛؛ فمن المهم عدم إتباع الصدقة بالمن والأذى؛ والمن، والأذى أنواع، فالنوع الأول: فَمِن المنّ ما يكون بالقلب دون اللسان! أما النوع الثاني

فهو خطير جداً علي صاحبه وهو من أنواع المنّ باللسان، فيعتدي على من أحسن إليه، ويريه أنه كثيراً ما قد صنع إليه معروفاً عظيماً، وأنه طوّقه منّة في عنقه، فيقول له: أنا أعطيتك كذا، ما تذكر كذا!. يقول بعض السلف الصالح رضي الله عنهم: “إذا أعطيتَ رجلا ًشيئاً ورأيتَ أن سلامك يثقل عليه فكفّ سلامك عنه”.، ولا شك أن الذي يقول قولاً مَعروف أمرٌ حسن في الدين؛

قال تعالي: ” قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى “، والآية أيضاً في سورة البقرة ؛ لأن القول المعروف صدقة، والمغفرة أن تغفر للناس ما أخطئوا عليك صدقة، وهذه صدقتان. خير من نفقة، وصدقة يتبعها أذى فتكون باطلة، فإذن، حسنتان أحسن من حسنة باطلة.

وكذلك حثّ النبي ﷺ على الصدقة قبل أن يأتي الموت فقد جاء رجل للنبي ﷺ فقال: “يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال:أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر، وتأمل الغنى، ولا تمهل -لا تؤجل- حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان ؛ وأول شهوة حذَّر منها النبي صلى الله عليه وسلم أمّته هي قول النبي صل الله عليه وسلم :

« إن الدنيا خضرة حلوة ، وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا “؛ ولنَعلم، أو ليتذكر من يعلم فنسي لماذا نزل قوله سبحانهُ، وتعال:) وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ، وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ، وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

( ، فذكرنا أنها نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والمعنى لا يأتل: أي لا يحلف، وكان أبو بكر رضي الله عنه، قد حلف أن لا ينفق على ابن خالتهِ “مسطح”، الذي خاض في حادثة الإفك، ولما نزلت كفر عن حلفه، وأعاد إليه النفقة التي كان ينفقها وذلك لأن مسطح كان من المستضعفين، ليس عنده مال ولا يقدر على كسب، وليس له قدرة على التكسب،

وصفهم الله تعالى هو وأمثاله ) وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى )، وأما الأحاديث النبوية عن أن يكون الإنسان معطاء للخير كالبقرة الحلوب، أفضل مما أن يكون مناناً، وشحيحاً بخيلاً!؛ جاء عَنْ عبْدِ اللَّه بنِ الشِّخِّيرِ أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ وهُوَ يَقْرَأُ: “أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ “، قَالَ: يَقُولُ ابنُ آدَم: مَالي! مَالي! وَهَل لَكَ يَا ابْنَ آدمَ مِنْ مالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ،

أَو لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ؟! رواه مسلم- وعن عبدِاللَّه بن مُغَفَّلٍ قَالَ: قَالَ رجُلٌ للنَّبِيِّ ﷺ: يا رسولَ اللَّه، واللَّه إِنِّي لأُحِبُّكَ، فَقَالَ: «انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ؟» قَالَ: وَاللَّه إِنِّي لأُحِبُّكَ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ: «إِنْ كُنْتَ تُحِبُّني فَأَعِدَّ للفَقْر تِجْفافًا، فإِنَّ الفَقْر أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّني مِنَ السَّيْلِ إِلَى مُنْتَهَاهُ» وعن كَعبِ بنِ مالكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «

مَا ذِئْبَان جَائِعَانِ أُرْسِلا في غَنَمٍ بأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ المَرْءِ عَلَى المالِ وَالشَّرفِ لِدِينهِ» فهذه الأحاديث كالتي قبلها فيها الحثِّ على الإعداد للآخرةن وعدم التَّشاغل بالدنيا التي تصدّ عن الآخرة، فالمؤمن خُلِقَ ليعبد ربَّه ويعدَّ العُدَّة لآخرته، لم يُخلق للدنيا، بل خُلِقَ للآخرة، خُلِقَ ليعمل “

: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”؛ وقال تعالي: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ …إلى قوله تعالى: هُمُ الْفَائِزُونَ”، ثم قال ﷺ: تصدقوا قبل ألا تصَدقوا،

تصدق رجل من ديناره، تصدق رجل من درهمه، تصدق رجل من بره، تصدق رحل من تمره، من شعيره، لا تحقرن شيئاً من الصدقة ولو بشق تمرة وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ،قال ابن عباس :

هذه الآية أشد على أهل التوحيد ; لأنه لا يتمنى الرجوع في الدنيا أو التأخير فيها أحد له عند الله خير في الآخرة”؛ وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ) قال: لا تمنن عملك تستكثره على ربك، ( وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ) قال: لا يكثر عملك في عينك، فإنه فيما أنعم الله عليك وأعطاك قليل. عاتب الله نبيه ﷺ لأنه أعرض عن الأعمى، وقد جاءه يستفيد، يسأل، يا رسول الله: علمني مما علمك الله، وكان النبي ﷺ

منشغلاً بدعوة بعض صناديد قريش، فأعرض عنه، فأنزل الله: عَبَسَ وَتَوَلَّى ۝ أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ۝ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ۝ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى – قال القرطبي في التفسير: “فعاتبه الله على ذلك؛ لكي لا تنكسر قلوب أهل الإيمان”، تطييب الخواطر لمن انكسر قلبه من مصيبة، معنى الزهد الحقيقي ، وذلك في ما رواه عنه عمر بن قيس قال: ” كان لابن الزبير مائة غلام ، يتكلم كل غلام منهم بلغة أخرى ، فكان ابن الزبير يُكلِّم كل واحد منهم بلغته ، فكنت إذا نظرت إليه في أمر دنياه قلت :

هذا رجل لم يُرِد الله طرفة عين ، وإذا نظرت إليه في أمر آخرته قلت : هذا رجل لم يُرِد الدنيا طرفة عين “؛ إنه الاحتراف الإيماني بشقيه الدنيوي والأخروي ، وبلوغ المؤمن أقصى ما يبلغه صاحب دنيا من علوم وفنون ، وما يبلغه صاحب آخره من تقوى واهتداء ، وما أحوجنا اليوم إلى أحفاد ابن الزبير ،

نريد المؤمن الثري الذي يضرب بماله في كل تجارة، ويربح في كل سوق ، ويكون كالبقرة الحلوب كلها خير في خير؛ ويكون أيضاً مثل الزاهد الورِع الذي يسخِّر ماله لنصرة الدين ونفع المسلمين؛ يقول حُييي بن معاذ : “الدنيا أمير من طلبها ، وخادم من تركها ، الدنيا طالبة، ومطلوبة ،

فمن طلبها رفضته ، ومن رفضها طلبته ، الدنيا قنطرة الآخرة فاعبروها، ولا تعمروها”، فليس من العقل بنيان القصور على الجسور ، ومن طلَّق الدنيا فالآخرة زوجته ، فالدنيا مطَلَّقة الأكياس ، لا تنقضي عدتها أبدا ، فخلِّ الدنيا ولا تذكرها ، واذكر الآخرة، ولا تنسها، وخذ من الدنيا ما يبلِّغك الآخرة ،

ولا تأخذ من الدنيا ما يمنعك الآخرة ، والحق أن شهوة حب المال عمت غالب الخلق حتى فُتِنوا بالدنيا وزهرتها ، وصارت غاية قصدهم : لها يطلبون ، وبها يرضون ، ومن أجلها يغضبون ، وبسببها يوالون ، وعليها يعادون ، وكم قُطِعت أرحام في سبيلها ، وسُفِكت دماء بسببها ،

ووقعت فواحش من أجلها ، ونزلت القطيعة وحلَّت البغضاء ، وفُرِّق بين الأخ وأخيه ، وتقاتل الأب مع ابنه ، وتعادى الأصحاب والخلان، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من أناس يبيعون الدين بعرض الدنيا ، فقال صلى الله عليه وسلم : « بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم :

يُصبح الرجل مؤمنا ويُمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، يبيع دينه بعرض من الدنيا؛ ” . ومن علامات حب الدنيا : بيع الآخرة بالاغتراف من المال دون مبالاة بمصدره : حلال أم حرام ، وقد تنبَّأ النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الزمان ، ولعله زماننا الذي نعيش فيه فقال :

« ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء مما أخذ المال؟ أمن حلال أم من حرام؟ » ” الحرص حرصان : حرص فاجع ، وحرص نافع ، فأما النافع : فحرص المرء على طاعة الله ، وأما الحرص الفاجع : فحرص المرء على الدنيا – فلو كانت الدنيا جزاءً لمُحسِنٍ

* إذا لم يكن فيها معاش لظالم – لقد جاع فيها الأنبياء كرامةً * وقد شَبِعت فيها بطون البَهائم،، فهنيئاً لمن كان في الصدقة يعُطي كما تُعطي البقرة الحلوب حليب طيب سائغٌ شرابه للشاربين فتنفع الناس، وتَروُيِهم.