الكثير يلقون اللوم على كورونا .. لأنها كشفت لهم العدو من الحبيب و عرفتهم بطباع من حولهم مع هذا الظرف الصعب و المرير …
و أعتذر للإختلاف مع أصحاب هذا الرأي … فقبل الكورونا بسنوات و سنوات … كان الفيسبوك … ( الكورونا الإلكترونية ) أسوأ وسيلة تواصل إجتماعي في تاريخ البشرية حتى الٱن من وجهة نظري … البعض ينشرون خبر وفاة غال و عزيز عليهم .
.ثم يكتشفون أن أقرب المقربين (seen) و لم يكلف نفسه بكلمة مؤازرة … ٱخرون فرحتهم بنجاح أبنائهم كبيرة .. و يعلنون ذلك على حساباتهم على الفيسبوك …
و نفس القصة أقرب الأصدقاء و المعارف يتجاهلون ذلك …. و نقيس على هذا أصدقاء الطفولة و زملاء المدرسة و الكلية و النادي و العمل و إلى ٱخر القائمة ….. هذا بخلاف من لا يعجبه كلامك أو رأيك في الشأن العام ..
. و فيه ناس دمها بيجري فيه فكر و منهج الإخوان و لمجرد انهم اكتشفوا أنك لا تقبل هذا المنهج قاطعوك و حذفوك دون أن يكون هناك سابق شد و جذب معهم … و دون حتى أن تتفوه تجاه منهجهم بالنقد أو السب او القذف …
. وكثير من المسائل مش فقط موضوع الإخوان … فيه حاجات خلافية كتير الناس لما بتختلف فيها بتتعامل مع بعض على أن الٱخر عدو له .
. الفيسبوك كشف المعادن وشخص النفوس المريضة خاصة لما تعمل تحليل لأيقونة ( لايك ) و الreactions … و تفهم باطن الناس فيه إيه تجاهك أو تجاه غيرك .. الفيسبوك أثره سيء جدا في حياتنا ..
. و كمصريين بالتحديد …لأننا للأسف لا نجيد الاستخدام العام للأشياء المشتركة …. تماما كحال الناس في المواصلات العامة و دورات المياه العامة … و الانتظار بفكرة الطوابير أمام المصالح …
. و كمان رضاءنا إننا نشاور على تاكسي و نركب مع زبون تاني … الذي دفع الأجرة كاملة لمشواره وحده فقط …. لكن لا مانع لدينا لما نكون ضحية للاستغلال و يتنصب علينا … و هذا هو حالنا في كل استخدام لشيء عام مشترك ..
في الفيسبوك على نفس مجموعة أصدقائك …فيه بوستات العزاء و الحزن .. و أخبار الحوادث المؤلمة … و القضايا و المشاكل .
.وفي نفس الوقت من يأخذها تهريجا مستمرا …و نكات … ممكن يكون بينها ما هو خارج و غير مقبول !! هذا يهز كياننا بالتأكيد . هناك أيضا ما أصطلح على تسميته [ ألاطة ) عدم الرد .. الناس اللي تعرفهم من سنين طويلة …
و عارف محطاتهم تماما … و نفسك تشوفهم او تجمعك الظروف بهم … و تجده الٱن في منصب ما … لكن واخد أكونت الفيسبوك بلكونه بيطل منها على أحوال الناس و أخبارهم ..
. لما بيحب يتسلى ….. طيب ليه حضرتك مشترك في الفيسبوك عندما لا ترد حتى على من يوجه لك معايدة … أو بيفتكرك في عيد ميلادك .
.. او ممكن يهنئك بمنصب جديد … لأنه فرحان لك .. لأنك إبن أيامه و تاريخه و ذكرياته !!
ما تطلع و تريح نفسك و تريح الناس !! الفيسبوك …. جهاز أشعة ٱلكترونية كبير يكشف أسوأ ما في باطن الناس …. و الحديث طبعا غير معمم ،
و لكل قاعدة شواذ …. لكن الأغلب ما أشرت إليه !! أنا كتبت الكلام ده لأن فيه زملاء دائما يسألوني ..ليه أحيانا بتختفي كتير ….. و تعطل الأكونت بتاعك ..
. كنت بأجيب .. هو إنت سألت الراجل ده راح فين لما أختفيت … و لا حاولت تعرف هو لسه عايش و لا الٱن بين يدي الله …. الإجابة طبعا ..
.. تكون الصمت !! و التعقيب مني … صمتك هذا ما يجعلني أفضل الإبتعاد كثيرا …. حتى أجد نقطة بداية جديدة أبدأ منها….
و حين تنتهي صلاحية و نفاذية نقطة البداية …. تدور الدوائر … و يتكرر المشهد !! إحذروا الفيسبوك …. الشيطان الإلكتروني الذي يوسوس في قلوبنا !! ..