جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

علي شَفا جُرِفٍ هّاَر تعيش الدول العربية والإسلامية عموماً، والقضية الفلسطينية خصوصاً اليوم مرحلة غوغائية،

الأديب الكاتب، والباحث الصحفي، والمفكر العربي والاسلامي الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسطين عضو نقابة الصحفيين الفلسطيني، والاتحاد الدولي للصحفيين عضو مؤسس في اتحاد الكتاب والأدباء والمدربين العرب رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين سابقاً dr.jamalnahel@gmail.com

وغُّثًائيهْ، وضبابية وهي مرحلة من أحّلَك، وأخطر مراحلها علي الاطلاق وتتكالب عليهم الأُمم، لكُونِّهم اصبحوا متنازعين، ومتفرقين، ومختلفين؛ وأمّسُوا ينهشهُم كل من هَبْ، وّدََبْ، ولأن غالبية زُعماء ورؤساء، وحكام تلك الدول العربية، والإسلامية يسعون لإرضاء العداء، ويفتحون لهُم حدودهم، والسدود والمطارات، والمعابر لدخولهم بكل ترحاب وسعة، ويقولون لأمريكا، ولليهود سمعنا، وأطعنا رضاكمُ عنا، واحنا بخير!!؛ ولكم من أموالنا ما تأمرون!؛ كل ذلك من أجل أن يحافظوا لهم علي عروشهم، وكرسي الحُكم، والتي أصبحت أسُسهُ علي جرفُ هارٍ من السقوط!؛ وصدق الشاعر حينما قال: تأبي الرماحُ إذا اجتمعنْ تكّسراً، وإذا تفرقنْ تّكسرنْ أحاداً؛؛ فكثيراً ما مّرْ علي الأمة العربية، والإسلامية أيام أصبحت حياتُهم فيها كالصّريم، والجحيم، وعلي شَفا جُرِفٍ هّاَر، يوشك أن يسقط بُنيانهُم، وينهار بهم، ويهوي أسفل سافلين!؛ ولقد تعرضوا علي مر الأزمنة لتكالب الأُمم عليهم من كل حدبٍ، وصوب؛ حتي ارتفع شأنهم وسادوا الأممُ، وخاصةًً مع بداية تكوين الدولة العربية الإسلامية على يدي نبي ورسول الرحمة، والانسانية سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، الذي قام بوضع وثيقة المدينة المنورة، والتي ألغت كثيراً من العادات القبلية لصالح دولة حضارية، وتوسعت بعد ذلك في فترة الخلفاء الراشدين، ومن ثم الدولة الأموية، والعباسية حتى بلغت في العصر الأموي الدولة الأموية أكبر دولة في التاريخ الإسلامي من حدود الصين وبورما شرقاً، وأراكان المسلمة، والهند، وباكستان شرقاً، وحتى حدود فرنسا وإسبانيا الأندلس غرباً، وفي عصر الدولة العثمانية توسعت الأراضي إلى أوروبا واليونان؛؛ وبعد سقوط الدولة العثمانية، بدأ التوسع الأوربي والغربي علي حساب البلاد العربية، والإسلامية، فهكذا هي الدنيا مهما بلغ فيها الانسان من الرجولةِ، والقوة، والصلابة، والحكمة، والعلم، والسؤدد، والارتفاع، وعلو الهامة والقامة، والمقام، والجاهِ والسلطان؛ يأتي بعدها العودة لمرحلة الطفولة حينما يصبح شيخاً كبيراً، لّيُرد لا يعلم بعد علمٍ، ولا يعرف شيئاً!؛ وهكذا كما بدأكم تّعُوُدونْ؛؛ والناظر في التاريخ يجد أن أوروبا في عصر الظلام، والظلم انحطاط التفكير، وانحدار الثقافة، والتفسير الخرافي للظواهر عبر ايمانهِم بالسحر، والشياطين، والشعوذة؛ ولقد حرم رجال الدين وتوابعهم استخدام اللغات المحلية في الكتابة لآنهم ربطوا بين المسيحية، واللغة اللاتينية. و بقت الكتابة باللغات المحلية من المحرمات ومن يريد استخدام لغته المحلية في الكتابة كان يعتبر مارق كافر معتدى على الدين!؛ فكانت أوروبا تغرق في عصور الظلام أو القرون المظلمة Dark Ages – وهي فترات في التاريخ الأوروبي انتشر فيها الجهل و الخرافات وانتشار الجهل الفكري، والتقوقع، و اختفت الحياه المدنية في طيات التعصب، والحروب، والصراعات في عصور الظلام وهي الجزء الأول من عصور القرون الوسطى فكان السائد ديكتاتورية الحُكم الديني في أوروبا، يأتي ذكر فترة العصور المظلمة، وهي الفترة التي فرضت فيها الكنيسة سيطرتها التامة على كافة مقاليد الحياة، فقد كانت الكنيسة المرجع الأول، والأخير في شتى مناحي الحياة الفكرية منها والعلمية، التي امتّدت من القرن الخامس حتّى القرن الخامس عشر الميلادي، حيث بدأت بانهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية واستمرّت حتى عصر النهضة، والاستكشاف، ولقد ساعد التسامح الديني في الإسلام بخلق شبكة متعددة من الثقافات حيث تم جذب المثقفين المسلمين والمسيحيين مما أتاح وجود أعظم فترة من الإبداع الفلسفي في العصور الوسطى، مع تركيز الحضارة الإسلامية على حرية الكلام، فكان المخترعين العرب، والمسلمين منارات وسبب مباشر لنهضة أوروبا، لأنهم طبقوا منهج الله عز وجل في الأرض؛ وطبقوا القول بالعمل، ونحصر هنا بعض علماء العرب والمسلمين في ذلك الزمان الذي بنيت فيه اسس الدول الاسلامية علي أسس متينة وراسخة ملاطهُا العدل والأمانة والصدق واتقان العمل؛ فكانوا سبب نهضة أوروبا وبعض أولئك العلماء الأجلاء، عباس بن فرناس، والذي قام بالطيران من فوق منارة المسجد الكبير بقرطبة، وألف بهاء الدين العاملي كتاب وضح فيه تشريح الأفلاك، ومنازل القمر حول كوكب الأرض؛ ولقد كتب في بغداد عام 1273هجري/ 1856م، حساب أبو الريحان البيروني عن محيط الأرض؛ كما يعتبر العالم العربي جابر بن حيان رائداً في علم الكيمياء، وذلك لأنهُ مسؤولاً عن إدخال المنهج العلمي التجريبي في وقت مبكر في هذا المجال، فضلاً عن اختراعهِ للإنبيق والمقطرة ،والمعوجة والعمليات الكيميائية للتقطير النقي والترشيح والتسامي والتبلور والتنقية والأكسدة والتبخر، من بين انجازات علماء الرياضيات المسلمين خلال هذه الفترة، تطوير علم الجبر والخوارزميات وذلك بواسطة عالم الرياضيات العربي المسلم محمد بن موسى الخوارزمي، واختراع علم المثلثات الكروية، وإضافة العلامة العشرية إلى الأرقام العربية، واكتشاف جميع وظائف علم المثلثات بالإضافة إلى الوظيفة السينية، ومقدمة الكندي في تحليل الشفرات وتحليل التردد، ومقدمة الكرجي في حساب التفاضل والتكامل والإثبات عن طريق الحث الرياضي، وتطوير ابن الهيثم للهندسة التحليلية ووضعهِ لأقدم صيغة عامة لحساب التفاضل والتكامل المتناهي في الصغر والذي لا يتجزأ، وبداية الهندسة الجبرية بواسطة عمر الخيام، والتفنيدات الأولى من نصير الدين الطوسي للهندسة الإقليدية والمسلمة المتوازية، وأول محاولة من صدر الدين في الهندسة غير الإقليدية، وتطوير علم الجبر الرمزي بواسطة أبو الحسن علي بن محمد القلصدي، والعديد من التطويرات الأخرى في الجبر والحساب وحساب التفاضل والتكامل والترميز والهندسة ونظرية الأعداد وعلم المثلثات. عملية مراجعة الأقران الطبية، ووجدت أقدم هذه المراجعات في كتاب “أدب الطبيب” الذي كتبه إسحاق بن علي الرهاوي من سوريا، ومن «”العلماء العظُماء البيروني والجاهز والكندي، والرازي، وابن سيناء والإدريسي والفرابي،وابن باجة وعمر الخيام وابن زهر وابن طفيل وابن رشد وعلي بن حزم الأندلسي وغيرهم من الآلاف من العلماء المسلمين لا يعتبروا حالات استثنائية، بل كان هذا هو الحال العام في الحضارة الإسلامية. حيث أن عدد العلماء الذين تواجدوا في العصر الذهبي كان ملفتاً للنظر، فظهرت الجامعات الإسلامية لأول مرة في العالم الإسلامي قبل أوروبا بقرنين من الزمان، وكانت أول جامعة أسست في تونس هي جامعة الزيتونة سنة 737م، ثم ظهر بيت الحكمة الذي أنشئ في بغداد سنة 830 م، ثم تلى ذلك بناء جامعة القرويين سنة 859 م في فاس ثم جامعة الأزهر سنة 970 م في القاهرة، أما أوروبا والغرب، فلقد أنشئت أول جامعة في أوروبا في “سالرنو” بصقلية سنة م1090 م على عهد ملك صقلية روجر الثاني، وأخذ فكرتها عن العرب بوقتها ثم تلاها جامعة بادوفا بإيطاليا سنة 1222 م. وكانت الكتب العربية للعلماء العرب والمسلمين تدرس في جامعات أوروبا في ذلك الزمان الوردي؛؛؛ أما نحن اليوم فيتسابق بعض العرب والمسلمين مهرولاً لمؤتمر البحرين الخياني!؛ لبيع ما تبقي فلسطين، ونستورد السلاح والغداء والدواء وكل شيء من الغرب، الذي احتضن علماء العرب والمسلمين، فيما طُردوا ولم يأخذوا فرصتهم للإبداع والابتكار والاختراع في دولهم العربية، ولم نعتز بكتاب ربنا ولا بسنة نبينا، بينما أوروبا تسير تقريباً بأكثر أمور أمر بها القرآن والسنة النبوية المطهرة، وكذلك تعليمنا في مدارسنا اليوم سيء، وكذلك الصحة في أسوأ الأحوال، فتفشي الفقر والجهل والمرض!؛ وساد الظلم وطمّ وعّمْ البلاد والعباد، وأصبح القوي يأكل الضعيف والحكام في واد وشعوبهم في واد أخر وبينهم بعد السماء عن الأرض فأصبح بنيانهم علي شفا جرف هار يوشك أن ينهار بالجميع إلي الهاوية!؛ فهل نستيقظ جميعاً كعرب ومسلمين ونصحو قبل فوات الأوان؟!؛ لا شك لدي أن المارد سيصحو من نومه وأن النصر آتٍ، وقادم لا محالة، ولكن:” إن تنصروا الله ينصرُكم ويّتُبث أقدامكمُ”.