جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

مُّــَُـــَــَكّــَــاءً، وتًـــَـصْــدِّيــــَــــَهْ كثيرًا ما يَعَيِِِّبُ الناس الزمان

الأديب الباحث الكاتب، الصحفي، والمفكر العربي والمحلل السياسي الأستاذ الدكتور/جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل رئيس المركز القومي لعلماء فلسطين، وعضو نقابة الصحفيين الفلسطيني، والدوليين عضو مؤسس في اتحاد المدربين العرب، وعضو الاتحاد الدولي للصحافة الالكترونية المفوض السياسي والوطني، والمحاضر الجامعي غير متفرغ – dr.jamalnahel@gmail.dom

 

لو نطق الزمانُ لّهَجَانْا، وبعضُنا يّسُبُ ويشّتم الـَّدهر، وفي ذلك يقع في مخالفة شرعية عقّدية كبيرة، والدليل هو الحديث القُدسي، والذي يرويه لنا الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه حينما قال رسول الله صل الله عليه وسلم:( قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار )، وقال تعالي في سورة الأنفال: (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ۚ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (35)، يعني: بيت الله العتيق ” إلا مُكاء “، وهو: “الصفير”، وأما “التصدية”، فإنها “التصفيق”, يقال منه: “صدَّى يصدِّي تصديةً”, و” صفَّق “، يقول ابن عباس رضي الله عنهُما: “كانت قريش يطوفون بالبيت، وهم عراة يصفّرون ويصفقون, فأنـزل الله: “قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ”، فأمروا بالثياب؛ حيثُ كان المشركين من كفار قريش يُعارضون النبي صل الله عليه، وسلم في الطواف، ويستهزئون به!؛ مكاءً أي يُصفرون، وتصدية أي يُصفقون, فنـزلت الآية: “وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء، وتصدية “!!. واليوم غالبية الشعوب العربية، والإسلامية تُصفق، وتُصفر للحكُام، وللملوك، وللأمراء، والوزراء، والنواب، وللأغنياء، ليس اعتراضاً عليهم، أو استهزاءً بهم!؛ إنما نفاقاً، وذُلاً لهُم لإرضائهم، ولو كانوا حتي ظالمين، أو فاسدين!؛ أو خوفاً منهم، ومن طُغيانهم، وبطشهم، ولاتقاء شّرِهم؛ والغالبية من الناس اليوم علي هذا الحال والمنوال، وحتي بعض من يدعون الّدِيّنْ، ويّعَتُلون المنابر خُطباء، ولكّنهُم يقولون عكس ما يفعلون، ويتحدثون عن عدل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنهُ، ولكن قولهم لا يتجاوز حناجِرهُمْ، ولا يستطيع غالبيتهُم أن يقول للحاكم، أو الملك، أو الأمير، أو الوزير الظالم، اتقي الله في الرعية، ولا تظلم الناس، ولا تبغي الفساد في الأرض!؛؛ وعلي الرغم من أنهُم يعلمون حديث النبي صل الله عليه وسلم حينما قَالَ « إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ »؛ لكنهم لا ينطقون!؛ لذلك لن يتغير حالنا، ونحن شعوب نصفق ونصفر ونحابي، ونقبل يد وكتف الحكام الظالمين، ونتمنى رضاهُم،، أكثر من رضي الله عز وجل!، لذلك سنبقي كذلك!؛ ” إن الله لا يغُيرُ ما بّقِوُمٍ حتي يُغيروا ما بّأُنفّسِهم”، رُفعتْ الأقلام وجَفت الصُحف.