جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

دموع الغرباء، ونارُ الأشقياء في سِّجالٍ رقيق، رِّقْراَق، درات رَحاهُ،

الأديب الكاتب، والباحث الصحفي، والمفكر العربي الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسطين

 

دموع الغرباء، ونارُ الأشقياء في سِّجالٍ رقيق، رِّقْراَق، درات رَحاهُ، معي، ومع شابٍ عريس حديث الِّسنْ، وكان ذلك الحديث بعد الانتهاء من أداء صلاة الفجر من شهر رمضان المبارك، ومغادرة المسجد إلي البيت؛ حيثُ كانت تقفُ مع هذا الزوج زّوَجتهُ؛ وكأنني لاحظت خلاف بينهُما فتدخلتُ للحل؛ فُّقلتُ لهُ: عليك بالرئفة، والرحمة بِّزُوجكِ، فِّأُنهنُ الُمؤنسات الغاليات؛ فما أكرمهُن إلا كريم وما أهَانّهُن إلا لئيم!؛ فحاول الّتمُلص، والهروب في الرد، وخلق الذرائع، مثل الفقر، والوضع الاقتصادي الصعب، والضغط النفسي الخ…، ولكني أردفتُ القول لهُ فذكرت حديث للنبي صل الله عليه وسلم قال فيهِ: عن أخر الكلام النبي في خطبة الوداع: (استوصوا بالنساء خيرًا ، فإنّهن عوان عندكم، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله)، وأسندت كلامي بآياتٍ من القرآن الكريم في قول الله عز وجل:( ولهنّ مثل الذي عليهن بالمعروف)، وقوله تعالى: ( ومن آياته أنْ خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)، وقوله تعالى:(هنّ لباس لكم وأنتم لباسٌ لهنّ)؛ وبعدها أخد المكان، والحضور السكينة، والهدوء، وكذلك الحُزن علي ما آلتُ له الأحوال اليوم من مأساوية، وسوُء، ووجود الكثير من الزوجات المُّعنفات، والمظلومات، والمطلقات الخ.. فارحموا دموع الزوجة التي أصبحت في مجتمع وعائلة، وعادات غريبة عن تلك العادات التي كانت تعيشها في أسرتها، وعائلتها، فإن حرمتها من حقوقها وأسدل الليل ستارهُ، وانهمرت دموعها وهي تشعر نفسها كغريبة في الدار، كمن هاجر خارج الأوطان وأصبح غريباً يبكي ولا أُم تراف بحالة وتكفكف دمعهُ!؛ فُّويلُ لهذا الزوج الظالم الشقي من نارٍ تلظي لا يصلها إلا الأشقى، ويتجنب تلك النار الزوج التقي النقي؛ وفجأة صحوت من نومُي، ووجدتُ، أن كنتُ أحلم، وعيوني تذرف الدموع، وقبل فترة كذلك كنت قد صحوت من نومي مرتين، وأنا أضحك بأعلى صوتي لأنني كنتُ وقتها في رؤية في المنام جميلة؛ وتذكرت علي الفور قول الله عز وجل: ” وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ، وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا”؛ فسُبحان من أضحك وأبكي، وأمات وأحيا.