جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

” وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ “”

الكاتب الباحث الأديب والمفكر العربي والمحلل السياسي الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل عضو مؤسس في اتحاد الكتاب والأدباء والمدربين العرب dr.jamalnahel@gmail.com

مكتب-فلسطين

 

 

 

 

 

 مهما ارتكبنا من أخطاء وخطايا بحق بعضنا البعض!؛ لا يجب أن يفسد الخلاف للود قضية بيننا؛ لأن الوطن العربي برمُته يمر في مخاض عسيرٍ وأليم، وخطير، ويتعرض لمؤامرات لا تُعد ولا تُحصي، وخاصةً القضية الفلسطينية؛ التي تأكلت بسبب الانقسام البغيض، وتوشك أن يُجهز عليها بصفقة العار (القرن)!؛ حيثُ تتداعي علينا جميع الُأمُم، من كُلِ حدبٍ وصوب، فإما نكون أو لا نكون!؛ فعلينا بالوحدة الوطنية لآن في الاتحاد قوة، والفُرقة ضعف، والله تعالي يقول: “ولا تنسوا الفضل بينكم”،

ولقد حصل الخلاف بين أفضل رجال عرفهم التاريخ البشري وهم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين؛ وهم خير القرون، وأعظم الناس وأصفاهم وأنقاهم أفئدة؛ وكيف لا يكونوا كذلك! وهُمُ الذين اختارهم اللهُ عز وجل ليكونوا أصحابًا للنبي الخاتم سيدنا وقائدنا محمد صل الله عليه وسلم؛ حيثُ تروي كتب السيرة، أن الخلاف والفتنة، وقعت بين الصحابة الكرام، وذلك في زمن الخليفة ذي النورين الشهيد الصحابي الجليل الذي جهز جيش العُسرة بأكملهِ عثمان بن عفان رضي الله عنه،

واقتتل الصحابة الكرام في معركة الجمل وبعدها كانت معركة صفين؛ وأما عن موقعة الجمل بإيجاز فهي معركة وقعت في البصرة عام 36 هـ بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والجيش الذي يقوده الصحابيان الجليلان طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام بالإضافة إلى أم المؤمنين عائشة التي قيل أنها ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل، وسميت المعركة بالجمل نسبة إلى ذلك الجمل, وقد استشهد الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم في تلك الفتنة العظيمة؛ التي كانت من أعظم، وأشد الفتن وأعظمها على الإطلاق في تاريخ الدولة الإسلامية. إن الخلاف في الرأي ظاهرة طبيعية،

وصحية ولكن على أن يتحول هذا الخلاف إلي الاختلاف؛ “نُخالف ولا نختلف”، من أجل المصلحة الوطنية وبناء الوطن والإنسان، ومن أجل عمارة الأرض واصلاحها، ونشر الخير والفضيلة بين الناس، وللبناء والتعمير، وليس من أجل التخريب والتدمير،،؛ لقد أوجد الانقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد الخلاف والشقاق، وصنع النكبات والويلات، وخلق أزمات كثيرة من أهمها البطالة، والياس من المستقبل، والاحباط، والانتحار بين بعض الشباب، وخلق الهجرة من فلسطين لبلاد الغرب، وتسبب بغرق الشباب المهاجر في البحر، والموت، ولقد فسخ الانقسام النسيج الاجتماعي، ففرق الانقسام بين المرء وزوجه وبين الأخ وأخيهِ وبين الأب وبنيه، وحتي بين فصيلتهِ التي تؤويه،

وخلق الانقسام الانكسار والكثير من الحالات النفسية المُنهارة والعصبية للشباب، وخلق فُجارًا أصحابُ مالٍ وبنين، وفقراء لا يجدون الطحين؛ وينامون فوق الطين؛ بل وأصبحنا نسمع يوميًا عن موت الشباب بالجلطات الدماغية، والسكتة القلبية، ولقد سبب الانقسام الحصار، والفقر المُدقع، وتفسخ النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وأدامّ الوبار والدمار على الشعب الذي اكتوي ولا يزال يكتوي بنار الانقسام، ويدفع ثمنًا باهضًا لذلك الوضع المُريب الغريب العجيب الخارج عن تقاليد وأعراف شعبنا الفلسطيني البطل؛ وكل ما سبق من مآسي بسبب الانقسام البغيض يتطلب وقفة جادة ومخلصة،

وأمينة وصادقة من جميع الشرفاء والمخلصين من أبناء شعبنا بكافة شرائحهم وخاصةً من قادة التنظيمات، وعلي كُل واحدٍ منُهم أن يقف عند مسئولياته الأخلاقية والدينية والإنسانية والوطنية والأدبية، وليس عيبًا أن يتنازل الأخُ لأخيه من أجل المصلحة الوطنية العليا، وليس عيبًا أن نكف عن عبارات الردح، والتطبيل عبر الفضائيات، ووسائل الاعلام؛ وعلينا أن ندفع بالتي هي أحسن، وأن نكون جميعًا مثل الذين قال الله عز وجل فيهم:

” وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ” ، وأن نتسامح ونتراحم ونتصالح ونتصافح، وأن نعلو فوق الجراح ويكفينا نكبات الاحتلال، وإلا صفقة القرن سُتمر، وسنكون نحن سبباً مباشراً في مُرورها، وتطبيقها!!؛ وعلي أصحاب الأجندات الخاصة،

والمنتفعين ماليًا من بقاء الانقسام أن يكفوا عن ذلك ويتقوا الله في شعب يذبح ليلاً ونهاراً بسكين الانقسام الأسود؛ فويلٌ لهم مما كسبت أيديهم وويلٌ لهم مما يفعلون؛ فلن يرحم التاريخ، ولا الشعب كل من يعمل على استدامة وبقاء الانقسام كائنًا من كان، ولا يحسبون أن الشعب جاهلاً وغافلاً عما يفعل الظالمون، بل الشعب يدرك تمامًا لكل ما يدور من حوله، وإن النار من مُستصغر الشرر، فلقد ضاقت علي الشعب الدُنيا بما رحُبت، فيجب إنهاء هذا الانقسام حتى ينجو الجميع؛ لأن الجميع مُستهدف وتحت حراب عصابة الاحتلال المُجرم، ونحن رُكاب في سفينةٍ واحدة هي فلسطين تسير الأن بين بحر لجُيٍ عاتي مُتلاطم الأمواج، وهي تبُخر بنا عباب البحر،

ويضربها الموج الهادر من كُل مكان؛ ويحيط بها الموت، مُوشِّكةً علي الغرق بالجميع دون استثناء أحد!؛ أو تنجو بالجميع إن شاء الله، وأملنا كبير في الله عز، وجلاً أولاً، ومن ثم بكل الشرفاء من أبناء شعبنا ومن الفصيلين الكبيرين أن يحكموا المصلحة الوطنية العليا؛ فنحن الأن على مفترق طرق صعب وقاسي ورهيب، وكأن سفينتنا أصبحت الآن على ذاتِ ألواحِ ودُسُرّ، فهل نتصافح ونتسامح ونتصالح لترسوا بنا في بر الأمان؟؛ وهذا يتطلب من الجميع العمل على غلق الخُرق الذي أصاب السفينة الفلسطينية، ولنعود لحمة واحدة متحدين صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص، ولتكون بوصلتنا نحو تحرير القدس الشريف، وفلسطين؛ فلن يحترمنا أحد عرباً أم عجماً إن لم نحترم بعضنا، ونتوحد، ولا نلوم غير أنفسنا، فلنعمل صفاً واحداً لإفشال صفقة القرن.