جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

الُحبْ الَسْرمّدِي يقول ابنُ حَزمٍ في طَوقِ الحَمامةِ: “

الأديب الكاتب الباحث، والمفكر العربي والمحلل السياسي الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل عضو مؤسس في اتحاد الكتاب والأدباء العرب عضو الاتحاد الدولي للصحافة الالكترونية

مدير مكتب فلسطين

” وليسَ الحُب بمُنكَرٍ في الدِّيانةِ، ولاَ بِمحظُورٍ فِي الشَّريعةِ إذِ القُلوبُ بيدِ اللهِ عزَّ وجلَّ”؛ الُحبْ أصل في الدين، جاء في الحديث النبوي الصحيح: ” لا يؤمن أحدكمُ حتي يحب لأخيهِ ما يحب لنفسه”؛ وإن ما يجري في الأرض من الحروب، والعنصرية، والنزاعات الطائفية، ومن تدمير، وخراب، ودمار، كلهُ من نزغ الشيطان، الذي يوقع بين الناس الكراهية، ويبعدهُم عن الحب، ويحثهُم علي العداوة، والبغضاء؛ والحقد، والحسد؛ حيث انتشر في عصرنا الحالي الشر في العالم انتشار النار في الهشيم، وفُقد الكثير من الحب، حتي بين بعض الأمهات، والآباء، والأبناء، والأخوة والأخوات، وبين الأقارب، والعائلات مع بعضهم بعضاً!؛ وحّل الوحل، والبغض، والشقاق والنزاع بدلاً عن الُحب!؛ وإن الحل لذلك يكمن عبر نشر الحب بين الناس، فبالحب تحلو الحياة، وتنجلي هُمومها؛ وأعظمُ الحب هو حب الله عز وجل، وبذكره، يُولد الحب في القلب، فيّطُهرهُ، ويعطرهُ؛ فالقوب المُحبة هي قلوبٌ عامرة بالإيمان، والخير، والطُهر، والصفاء، والنقاء، والبهاء، والسناءِ، والجمال، تُحِبُ السعادة للجميع، كما كان كل الأنبياء عليهم السلام؛ وكذلك سيدنا محمد نّبيُ الرحمةً للعالمين، وللبشرية جمعاء، وليس للمسلمين فقط!؛ ولذلك فمَنْ لم يكن مُحباً، ومحبوبًا، وحبيبًا بُحسن أخلاقهِ وأدبهِ؛ كان عكس ذلك، فساءتْ سَريرَتُه، ومن ساءَتْ سيرَتُه، انتَكسَتْ فطرَتُه، وانكَسَرتْ عندَ الناسِ حُرمَتُه، بقسوة قلبهِ، ومَن ماتَ قلبُه، فقد الحب!؛؛؛ ولسمو، وعلو، ورفعة مكانة الحب، وجمالهِ، ذكرت آيات القرآن الكريم كلمة الحب، ومشتقاتها في الكثير من الآيات مثل: “اسْتَحَبُّوا، الْحَبِّ، أَحَبَّ، أَحْبَبْتَ، أَيُحِبُّ، تُحِبُّوا، تُحِبُّونَ، تُحِبُّونَهَا، تُحِبُّونَهُمْ، حَبًّا، حَبَّبَ، حَبَّةٍ، حُبَّ، حُبِّهِ، فَاسْتَحَبُّوا، كَحُبِّ، لِحُبّ،ِ مَحَبَّةً، وَالْحَبُّ، وَأَحِبَّاؤُهُ، وَتُحِبُّونَ، وَحَبَّ، وَيُحِبُّ، وَيُحِبُّونَهُ وَيُحِبُّونَ، يَسْتَحِبُّونَ، يُحِبُّ، يُحِبُّهُمْ، يُحِبُّونَ، يُحِبُّونَكُمْ، يُحِبُّونَهُمْ، يُحْبِبْكُمُ”؛ وهنا نتحول للمحة سريعة علي بعض الآيات التي تحدثت عن الحب قال تعالي: (يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)، (وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ﴿١٩٠ البقرة﴾ (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ﴿١٩٥ البقرة﴾ (وعسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) ﴿٢١٦ البقرة﴾ (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ) ﴿١٤ آل عمران﴾ (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) ﴿٣١ آل عمران﴾ وقال تعالي: “قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ” ﴿٣١ آل عمران﴾، وقال تعالي: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣٤ آل عمران﴾ وقال تعالي: “وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ”﴿١٤٠ آل عمران﴾؛؛ وأما بعض الأحاديث النبوية عن الحب فهي كثيرة ونذكر جزء يسير منها؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن زوجتهِ أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها: ( إني قد رزقت حبها)؛ وحديث آخر حينما رأى الرسول أن الصحابة يلعنون رجلاً من القوم يشرب الخمر فقال عليه الصلاة والسلام:(لا تَلعنوه، فو اللَّه ما علمتُ إلا أنهُ يُحِبُّ اللَّه ورسوله)، وفي حديث آخر عن الحب، عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: ( وَالذي نَفسي بِيدِهِ، لا تَدخلونَ الجنةَ حتى تُؤمِنُوا، ولا تُؤمِنوا حتى تَحابُّوا…)، وقال النبي “لم ير للمتحابين مثل النكاح”، “والمرء مع من أحب”، وحديث: (إن فيك لخُلقين يحبهما الله ورسوله قال: ما هما يا رسول الله؟ قال: الأناة، والحلم؛ فالحب هو الميل، والإعجاب إلى شخص ما، وهو شعور نبيل طاهر، لا معنى للحياة دونه، ودين الإسلام دين محبة وسلام، فإنّ الحب من أسس الإسلام، وقد حثّ عليه، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم محباً لأهله وزوجاته، وأصحابه وكل الناس، وكان رحيماً عطوفاً في تعامله مع الجميع، وأعظم أنواع الحب، والتي لا تضاهيها منزلة بداية أن يكون الله، ورسوله أحب شيء للإنسان، وحتي من نفسه، وروحهُ، ومن ثم حب الخير للجميع، وحب المؤمنين والصالحين، وحب الوالدين، وحب الزوجة، والأولاد؛ وإنّ لله سبحانه وتعالى تسعاً وتسعين اسماً، من ضمنها اسم الودود بمعنى الُمحب لخلقه، وعبادة، لذلك تعد صفة من صفاته عز وجل، فهو المحب الرحيم بهم؛ فما أحوجنا جميعًا في هذهِ الأيام العصيبة، الصعبة التي نعيشها أن نتراحم وأن نتصافح، وأن نّتحَاب، وأن ننشر الحب بيننا، ومع الحب تحلو الحياة، وتهون الصعاب، ويعُم الخير علي البلاد، والعباد، فسبحان من أُرسل رسولهُ رحمةً للعالمين، لنشر رسالة الاسلام بالسلام، وبالحب، والخير بين الناس جميعاً.