“القنبلة السكانية” خطر يواجه العالم، وخاصة الدول النامية، فالعديد من الأبحاث تشير إلى ارتباط الزيادة السكانية في العالم بالدول النامية، حيث رصدت إحدى الدراسات أن 92% من الزيادة السكانية السنوية في العالم تتم في كل من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث تحتوي على 77% من سكان العالم.
قلق في هذه الدول، وتساؤلات عدة حول مدى كفاية الموارد الاقتصادية بشكل عام والموارد الغذائية بشكل خاص، ومدى التناسب بين نمو السكان وتنمية الموارد، بل تزيد المشكلة تعقيدا بسبب تفاوت الموارد الطبيعية والاقتصادية والبشرية بين دول العالم، كما اننا نجده في حدود الدولة الواحدة.
وكشف البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة عن تناقضات كبيرة في نهاية القرن العشرين، فهناك قلة من البشر يتمتعون بالنصيب الأكبر من الثروة والمعرفة والإنتاج، وكثرة من البشر يعانون من سوء التغذية، أو يموت بعضهم جوعاً، ومرضاً وجهلاً، حيث يبلغ عدد الذين يعانون من سوء التغذية بنحو 840 مليون إنسان، وهناك نحو مليار لا يجدون الحاجات الأساسية للعيش الكريم، و1.3 مليار يعيشون بأقل من دولار في اليوم. وفي بداية القرن الواحد والعشرين تبرز ظاهرة اللامساواة في توزع الثروة بين سكان العالم، حيث تجد أن 20% من سكان العالم يحوزون على 86% من الناتج المحلي للعالم.
ويمكن القول إن الزيادة السكانية المرتفعة في الدول ذات الموارد المحدودة أو غير المستغلة استغلالاً مناسباً تؤدي إلى مشكلات عديدة تعيق عملية التنمية.
مصر إحدى الدول التي تعاني من الكثافة السكانية في العالم، حيث يتسبب ذلك في تحقيق معدلالت تنمية حقيقية وذلك نظرا لقلة الموارد وتعدد الحاجات.
وأوضح مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء أن المشكلة السكانية تعتبر ضمن التحديات التي تواجه عملية التنمية في مصر وعلى الرغم من الجهود التي بذلت للحد من هذه المشكلة إلا أن معدل النمو السكاني مازال مرتفعا الأمر الذي يتطلب مزيدا من التوعية.
وأكد اللواء أبو بكر الجندى، رئيس الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، أن الزيادة السكانية هي أسوأ مشكلة تعانى منها مصر الآن حيث يصل عدد السكان إلى 87.600 مليون نسمة، مشيراً إلى أن زيادة السكان تنعكس بصورة سلبية على معدلات النمو، لافتاً إلى أن الزيادة السكانية بمصر تبلغ 4 أضعاف مثيلاتها بالدول المتقدمة وضعفين الدول النامية.
وطالب الجندي، المواطنين بالحرص على تحديد النسل، نظراً للارتفاعات الضخمة في أعداد السكان، مشيرا إلى أن البيانات الإحصائية لـ2013 أوضحت زيادة المصريين بـ2 مليون.
وقال في تصريحات صحفية: “لو استمر الوضع على ما هو عليه سوف تكون مصر في خراب اقتصادي واجتماعي”، موضحا أن المواطنين الذين يقفون وراء الزيادة الهائلة لأعداد السكان أغلبهم من الطبقة الفقيرة، مضيفا: “هذه الفئات تحتاج اتصالا مباشرا معهم، فحملات التوعية لا تأتي بالمردود المنشود منها”.
وأكد الجندي، في تصريحات خاصة لـ”صدى البلد”، أن “الانفجار السكاني” أكبر خطر تواجهه مصر خلال عام 2015″، مشيرا الى أننا من أكثر 10 دول في العالم من حيث الزيادة السكانية، حيث نزيد سنويا بمعدل 2.5% وهذا معدل خطير جدا.
وأشار الى إن معدلات الفقر مرتفعة للغاية في محافظات الصعيد، ولا توجد محافظة من محافظات الصعيد، نسبة الفقر تقل فيها عن 50%، والأقصر المدينة الوحيدة في الصعيد التي يثبت بها معدل الفقر نظرا للرواج السياحي التي تشهده في الفترة المقبلة.
