جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

أخبار العالم

محاولة إيران لمصالحة العرب “خدعة تاريخية” لا طائل منها

رأت صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية أن تاريخ إيران يقف ضد المحاولات الصورية غير الموثوق بها التي بادرت بها طهران مؤخراً سعياً لـ”مصالحة ودية” مع جيرانها العرب، فهي “حيلة” تهدف لكسب الوقت واستكمال تنفيذ دول أعمال إيران، لزعزعة الاستقرار ودعم الإرهاب بالمنطقة.

وأكدت الصحيفة أن الدول العربية المجاورة ينبغي أن تتجاهل مبادرة المصالحة من إيران، داعية المنتقدين “الساذجين” بالكف عن توجيه النقد للدول العربية، التي عانت على مر التاريخ من “ازدواجية النظام الإيراني”.

وأوضحت الصحيفة أن تاريخ إيران وهيكلها السياسي يؤكدان أن عرضها الأخير للمصالحة ليس سوى محاولة باهتة لا يمكن الوثوق بها، قائلة إن انتقاد الدول العربية التي لم تتحمس للمبادرة الإيرانية، هو “انتقاد ساذج”.

وأشارت إلى التنديد العربي الجماعي الأخير الذي صدر عن القمة العربية في الأردن بـ15 قراراً ضد سياسات إيران العدائية في المنطقة ودعمها للجماعات الإرهابية وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول المجاورة وتحريضها على الصراع المذهبي، وتدخلها في الحرب الأهلية السورية وعدة دول أخرى.

وفي حال رغبة إيران بالمبادرة فعلاً بفتح صفحة جديدة مع الجيران العرب، الذين عانوا لعقود من التدخلات والإرهاب على أراضيهم برعاية إيران، فعلى طهران أن تظهر أي دليل على تغيرها الحقيقي.

إلا أن الصحيفة عادت لتؤكد: “أنه في الحقيقة لم يتغير شيئاً”.

وتساءلت الصحيفة عن الإشارات التي أعطاها النظام الإيراني، ليشير إلى رغبة جدية في التقارب من جديد مع الدول العربية في المنطقة؟، وما هي التغييرات التي أدخلتها على سياساتها وإجراءاتها؟.

الجواب: “لا شيء، فطهران تستمر كالعادة في رعايتها وتصديرها للإرهاب بالمنطقة، بدعم حزب الله الإرهابي في لبنان وسوريا، ومليشيات الحوثيين في اليمن بين جماعات مسلحة أخرى”.

واستنكرت الصحيفة حتى عدم إقدام إيران على إجراء أي تغييرات في الهيكل الإداري للطبقة الحاكمة كدليل لإقناع الجيران العرب بأن إيران تتغير بالفعل، حيث لا يزال يحكمها الملالي والحرس الثوري الإيراني والمتطرفين التابعين له.

وأكدت الصحيفة، أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه في الحكم بطهران، فإن عرض للمصالحة مع العرب هو “وهمي”.

وتجلى ذلك خلال المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني. حين أصر وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، على نقل فريق المفاوضات خلال المحادثات إلى طهران، لتمكين مرشد إيران علي خامنئى والحرس الثورى من مراقبة المناقشات والموافقة على أو رفض كل تفاصيل الاتفاق حتى يجتمع بموافقة القادة الحقيقيين.

وهذا دليل على أن الحكومة الإيرانية لا تستطيع أن تتصرف بشكل مستقل أو أن تقوم بأي وعود ملزمة دون موافقة القيادة الدينية والعسكرية.

ولكن هل يسعى خامنئي نفسه إلى المصالحة مع جيران إيران العرب؟ أليس السلام صالحاً للجميع؟

قد يكون هذا الافتراض صحيحاً إذا تجاهلنا حقيقة أن القيادة الفقهية الإيرانية قد أعطت الأولوية “لتصدير الثورة” باعتبارها عقيدة أساسية في دستور الجمهورية الإسلامية.

وهذه العقيدة تدفع الحرس الثوري الإيراني إلى تخطيط وتنفيذ سياسات التدخل العدوانية للنظام، وهو متشابك مع القيادة الثيوقراطية في خططها، فهو مرادف للأمن القومي في البلاد، وهو حق أصيل للمرشد الأعلى خامنئي وحده.

ونوهت الصحيفة بأنه إذا كان النظام الإيراني جاداً في رغبته في إجراء مفاوضات مع الدول العربية، فإن هذه العملية ستكون بقيادة المرشد الأعلى للبلاد، ولا تملك الحكومة ولا السلك الدبلوماسي سلطة مستقلة لفعل ذلك، بل هي أدوات في يد المرشد.

فالجهود الأخيرة التي بذلتها طهران للشروع في مفاوضات أحادية الجانب مع جيرانها عن طريق إدارتها العاجزة هي ممارسة لا طائل منها، لأن العرض الأجوف من قبل القيادة الإيرانية هدفه الوحيد كسب المزيد من الوقت للمضي قدماً بجدول أعمالها الإقليمي لزعزعة الاستقرار ونشر الإرهاب، وتقييم مواقف الدول الأخرى تجاه إيران، وخاصة موقف الإدارة الأمريكية الجديدة.

وبدون تغيير جذري لسياساتها، وخاصة تمويلها ونشرها للميليشيات المتطرفة في سوريا والعراق واليمن، وتدخلها في الشؤون الداخلية للبنان والبحرين، يجب تجاهل خطاب المصالحة والحديث عن مفاوضات مع النظام الإيراني، وأي مفاوضات حقيقية تتطلب الثقة والاحترام المتبادلين، وهو ما لا ترغب طهران في منحه لجيرانها.

وينبغي للمجتمع الدولي أن يفهم أن تاريخ الدول العربية مع ازدواجية النظام الإيراني وتوسعه العسكري الإقليمي الوحشي يعطي تلك الدول كل الحق في التشكيك في عرض طهران للمصالحة، أن الهدف الرئيسي وراء الاستراتيجية الدبلوماسية الجديدة لطهران هو إقناع المجتمع الدولي بأن طهران حكومة عادية ومعقولة وعملية، ولا ينبغي لأحد أن تنطلي عليه هذه الحيلة.