جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

“رسالتُنا في اليوم العالمي للمرأة ” تحية إجلال وإكبار لكل النساء العظيمات الطيبات

الكاتب الصحفي والمفكر الإسلامي والمحلل السياسي جمال عبد الناصر محمد عبدالله أبو نحل الأستاذ والمحاضر الجامعي غير المتفرغ

مدير مكتب فلسطين

المستشار الاعلامى بالخارج

في اليوم العالمي للمرأة، والذي يصادف يوم الثامن من أيار مارس لهذا الشهر والذي أقرتهُ الأمم المتحدة وعُرِّف باليوم الدولي أو العالمي للمرأة، وهو :”احتفال عالمي علماني يحُتفل عالميًا بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء؛ وقد جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945م”؛؛ بينما أقر الإسلام كل يوم عيد للمرأة وأمر أن تُكرم ، والإسلام هو الذي أنصفها, ورفع مكانتها, وحيث كانت الفتاة مظلومة في الجاهلية بين العرب, وفي اليهودية, والنصرانية وغير ذلك من سائر الأديان التي حُرفت وغيروا وبدلوا فيها بغير ما أنزل الله عز وجل فظلموا المرأة، بينما الإسلام هو الذي رفعها وعظم شأنها, وأنصفها وأعطاها حقوقها, فجعلها أماً كريمة، وزوجة كريمة, وبنتاً وأختاً مرحومة معطوف عليها ينفق عليها ويحسن إليها, وأمر بالإنفاق عليها، وألزم والدها بالإنفاق عليها, وزوجها بالإنفاق عليها, وإحسان عشرتها, وأمر الدولة الإسلامية أن تنصفها وأن تعطيها حقوقها, وأن تمنع من العدوان عليها, وجعل لها قيمة متى قتلت قتل بها الرجل, ومتى أصيب منها شيء أعطيت حقها في ذلك سواء كان المصاب عضواً أو غير ذلك كالرجُل. وفي هذه المناسبة لابد أن نستذكر المرأةِ الفلسطينيةِ، ماجدات فلسطين وحرائرها، فالمرأة الفلسطينية سطرت بصمودَها الأسطوريّ أروع ملاحم التضحية والفداء فهي التي قدمت أُمها وابنها، وزوجها وأبيها وأخيها وعمها وخالها شهيدًا؛ بل أصبحت اليوم في ظل الانتفاضة وهبة الأقصى الثالثة في دائرة الاستهداف والقتل الصهيوني، وتعرضت للشهادة والقتل والتنكيل والأسر ولأبشع أصناف العذاب من المحتل المجرم؛ وبالرغم من ذلك لازالت صامدة صابرة في وجهِ التحديات والصعاب والمُعيقات، و ازداد كفاحَها المُستمر مع أبناءِ شعبِنا لتحقيقِ أهدافِنا في الحُرية والاستقلال وتجسيدِ كرامتنا وحريتنا الوطنية على أرضِنا الفلسطينية المحتلة، وشاركت الرجال في كل ميادين الجهاد والنضال والكفاح والعمل والعلم والمقاومة، وشاركت في زراعة الأرض وفلاحتها، بل روت بدمها الطاهر تراب فلسطين والقدس الشريف وكانت رمزًا في كل الميادين. ويعد الثامن من مارس القادم يوم المرأة العالمي، و تتخذ مُعظم دول العالم من يوم الثامن من أذار مارس عُطلة رسمية وتعتبرهُ يومًا عالميًا للاحتفال للمرأة؛ ويأتي ذلك كتقدير لدور المرأة في مناحي الحياة المختلفة ليس فقط كونها نصف المجتمع، بل لأنها المرأة استحقت هذا اليوم الذى اكتسبته بعد مشقة ولم يكن منحة لها؛ وفي الوقت الذي أصبح العالم الحديث اليوم ينادي بحقوق المرأة وانصافها بعد قرون من الزمن؛ كان الإسلامُ سباقًا قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام لتكريم المرأة كأم وأخت وزوجة وبنت وخالة وعمة أعظم تكريم ورفع قدرها، وشأنها ورفع عنها ظلم الجاهلية الأولي وحررها من العبودية والرق، حيث يقول الرسول الكريم صل الله عليه وسلم قال :”النساء شقائقُ الرجال وكان أخر كلامه من الدنيا هو الوصية بتكريم المرأة وحفظها وصونها فقال: استوصوا بالنساء خيرًا؛ وعرفنا الإسلام عظم قدرها وأن من أكرمهنُ إلا كريم- وما أهانهُن إلا لئيم…. إن الإسلام يرفض فكرة تكريم المرأة في يومٍ واحد فقط مثل ما يسمي بيوم المرأة العالمي، وعيد الأم؛ بل الإسلام يُنادي الجميع بالحفاظ على الأنثى المرأة كالأم والزوجة والأخت والخالة والعمة في كل ساعة ويوم ووقتٍ وحين بل ورفع قدرها وأعلى من شأنها وجعل سورة في القرآن الكريم كاملة باسمها هي سورة النساء تعظيمًا لدورها وشأنها كيف لا وهي سبب وجود الرجل في هذهِ الحياة الدُنيا. وإليكم صورًا مُشرقة من تكريم الإسلام المتواصل والمُستمر للمرأة منذُ بعثة النبي عليه السلام: الإسلام رفع مكانة المرأة، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه؛ فالنساء في الإسلام شقائق الرجال، و أخبر النبي أن خير الناس خيرهم لأهله؛ وقال أنا خيركم لأهلي؛ فالمسلمة في طفولتها لها حق الرضاع، والرعاية، وإحسان التربية، وهي في ذلك الوقت قرة العين، وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة، التي يغار عليها وليها، ويحوطها برعايته، فلا يرضى أن تمتد إليها أيد بسوء، ولا ألسنة بأذى، ولا أعين بخيانة وإذا تزوجت كان ذلك بكلمة الله، وميثاقه الغليظ؛ فتكون في بيت الزوج بأعز جوار، ورحمةً ومودة، وواجب على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكف الأذى عنها وإذا كانت أماً كان برُّها مقروناً بحق الله سبحانهُ تعالى وعقوقها والإساءة إليها مقروناً بالشرك بالله، والفساد في الأرض وإذا كانت أختاً فهي التي أُمر المسلم بصلتها، وإكرامها، والغيرة عليها، ووعد الله بوصل من وصلها وبقطع من قطعها وإذا كانت خالة كانت بمنزلة الأم في البر والصلة وإذا كانت جدة، أو كبيرة في السن زادت قيمتها لدى أولادها، وأحفادها، وجميع أقاربها؛ فلا يكاد يرد لها طلب، ولا يُسَفَّه لها رأي وإذا كانت بعيدة عن الإنسان لا يدنيها قرابة أو جوار كان له حق الإسلام العام من كف الأذى، وغض البصر ونحو ذلك؛ وما زالت مجتمعات المسلمين ترعى هذه الحقوق حق الرعاية، مما جعل للمرأة قيمة واعتباراً لا يوجد لها عند المجتمعات غير المسلمة؛ ثم إن للمرأة في الإسلام حق التملك، والإجارة، والبيع، والشراء، وسائر العقود، ولها حق التعلم، والتعليم، بما لا يخالف دينها، بل إن من العلم ما هو فرض عين يأثم تاركه ذكراً أم أنثى، بل إن لها ما للرجال إلا بما تختص به من دون الرجال، أو بما يختصون به دونها من الحقوق والأحكام التي تلائم كُلاً منهما على نحو ما هو مفصل في مواضعه ومن إكرام الإسلام للمرأة أن أمرها بما يصونها، ويحفظ كرامتها، ويحميها من الألسنة البذيئة، والأعين الغادرة، والأيدي الباطشة؛ فأمرها بالحجاب والستر، والبعد عن التبرج، وعن الاختلاط بالرجال الأجانب، وعن كل ما يؤدي إلى فتنتها ومن إكرام الإسلام لها: أن أمر الزوج بالإنفاق عليها، وإحسان معاشرتها، والحذر من ظلمها، والإساءة إليها، بل ومن المحاسن-أيضاً: أن أباح للزوجين أن يفترقا إذا لم يكن بينهما وفاق، ولم يستطيعا أن يعيشا عيشة سعيدة؛ فأباح للزوج طلاقها بعد أن تخفق جميع محاولات الإصلاح، وحين تصبح حياتهما جحيماً لا يطاق وأباح للزوجة أن تفارق الزوج إذا كان ظالماً لها، سيئاً في معاشرتها، فلها أن تفارقه على عوض تتفق مع الزوج فيه، فتدفع له شيئاً من المال، أو تصطلح معه على شيء معين ثم تفارقه ومن صور تكريم الإسلام للمرأة أن نهى الزوج أن يضرب زوجته بلا مسوغ، وجعل لها الحق الكامل في أن تشكو حالها إلى أوليائها، أو أن ترفع للحاكم أمرها؛ إننا ندعو لتكريم المرأة وتقديرها واحترامها كما نادي بذلك الأمر الإسلام في كل وقتٍ وزمانٍ وحين وليس فقط كما يدعو الغرب لتكريمها في يوم الثامن من أذار مارس من كل عام فقط!!! وصدق الشاعر حينما قال عن المرأة: الأمُ مدرسةٌ إن أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق، وعلينا بوصية حبيبنا ونبينا محمد صل الله عليه وسلم في خطبة الوداع في أخر كلماتِ له: استوصوا بالنساء خيرًا؛؛ في النهاية نقول أن المرأة هي كل المجتمع وليست نصف المجتمع فلولاها ما جاء أحد منا إلي الحياة الدنيا، فهي مصنع الرجال وأم الشهداء والأبطال الماجدات هُن، والماجدات هُن، ومنهن من تقضي سنوات عمرها في سجون الاحتلال الفاشي؛ ومنهن الأرملة التي مات أو استشهد زوجها ورفضت الزواج من زوجٍ أخر وبقيت تربي أطفالها أيتامًا ليجدها النبي ومعه جبريل تزاحمه علي باب الجنة تحاول دخول الجنة قبل النبي، ومنها من تعمل وزوجها مريض تقوم هي بالنفقة عليه وعلي أولاده، وتستحضرني هنا عظمة المرأة الفلسطينية التي تستقبل ابنها شهيدًا مُدرجًا بدمائه الطاهرة فتستقبله بالزغاريد، وهي التي تقارع الاحتلال وتدافع عن المسجد الأقصى المبارك؛ في الوقت الذي تخاذلت الجيوش العربية والزعماء عن الدفاع عن قبلتهم الأولي ومسري الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فكل التحية لكل امرأة وفتاة وأخت وبنت وزوجة وعمة وخالة وأم حرة تدافع عن كرامة الأمة وعن عرضها بالرغم من الدمار والحصار والاحتلال الاسرائيلي المجرم؛؛ وتبقي الماجدات صابرات مرابطات فكل الاحترام والأقدار لكل جدّة وأُم وأخت، وفتاة، وزوجه وعمة، وخالة، ولكل امرأة فاضلة صاحبة أخلاق عالية جميلة، بجمال أخلاقها وأدبها.