جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

مقالات

عرض كتاب إيديولوجيا ذاكرة السرد الروائي العراقي للناقدة اشواق النعيمي

received_1128008290603427

fb_img_1470940777451بقلم /  عدي العبادي العراق
إيديولوجيا ذاكرة السرد الروائي العراقي هذا هو العنوان الذي اختاره الناقدة أشواق النعيمي لكتابها فقد صدر لها عن دار عدنان للطباعة والنشر والتوزيع صدركتاب إيديولوجيا ذاكرة السرد الروائي العراقي تأليف أشواق النعيمي .
يتناول الكتاب الذي يقع في ثلاثة فصول إحدى وعشرين رواية عراقية ، خصص الفصل الأول لقراءة أربع روايات هي بالتسلسل رواية (( وحدها شجرة الرمان )) ، ((بابا سارتر )) ، ((طشاري )) ، ((فرانكشتاين في بغداد)) وذلك من ناحية البناء الروائي كأنساق دالة والرواية كبنية دالة ، الدوال الزمنية مقاربات ورؤى ، الدوال المكانية وسيمياء الفضاء التفاعلي ، الواقع العراقي وتجليات الرؤيا الكونية ، الشخصية بين الإشكالية والأوتوبيوغرافية ، الأنساق الإيديولوجية والرواية كإيديولوجيا .
وتضمن الفصل الثاني الوعي وتمثلاته وجدليته في الرواية العراقية في مجموعة من الروايات هي (( بوصلة القيامة)) ، ((فندق كويستان)) ، ((مواسم الاسطرلاب)) ، (( دهاليز الموتى )) ، ((كش وطن )) ، ((ذاكرة أرانجا)) ، ((زهايمر)) ان كان وعيا واقعيا أم سياسيا أم مأساويا أم مثيولوجيا أم وعيا خاطئا .
وكانت الرواية العراقية من مفهوم التماثلية السوسيوسردية من نصيب الفصل الثالث الذي يتضمن بانوراما الاحتلال ومنها :
كيف رسم الروائي العراقي صورة القوات الامريكية وهي تجتاح الأراضي العراقية ، كيف نظر إلى القادم من خلف البحار ؟ هل كان محررا أم محتلا ؟ كيف نظر الجندي الامريكي إلى المواطن ؟ في روايات ((ذكريات معتقة باليوريا)) ((مقامة الكيروسين))، ((الامريكان في بيتي)) مرورا على رواية ((سيرة ظل)) و ((أسلمك نفسي)) .
تقول فيه
وديالكتيك الحرية ، أكثر المفاهيم تواترا في الرواية الما بعدية ، كيف اشتغل الروائي على هذا المفهوم معبرا عن تجربة ذاتية أو غيرية مستلهمة من صلب الواقع العراقي الذي عرف عبر تاريخه الطويل صنوف الاضطهاد وحملات القمع الفكري والسياسي . كيف ترجم مفهوم السلطة الدكتاتورية وانتقال الحكم إلى سلطة ديمقراطية منتخبة تتيح تعدد الاحزاب وتمنح الشعب المتعطش للحرية حق الانتخاب والمشاركة في السلطة بعد سنوات الحكم المطلق العجاف . كيف قرأ المفهوم الديمقراطي في ضوء الانهيار الأمني والفساد المالي والإداري ، هل تناسب فعلا وطموحات الشعب العراقي مع أتساع شق الخلاف السياسي والمذهبي في روايات منها ((شرق الاحزان )) و((بين برزخين)) .
والعلاقة الديالكتيكية بين عالم الواقع واللاواقع في روايات ((سفينة نوح الفضائية )) ، ((الزمن الحديدي)) ، ((أحببت حمارا)) .
أين تكمن حوارية الطرح في روايات اللاواقع سواء كانت تنتمي لأدب الخيال العلمي أو أدب الفانتاستيك ؟ هل كان الكاتب يبحث من خلال ديالكتيك الواقع عن أجوبة ممكنة لاسئلة فلسفية تخص جوهر القضايا الإنسانية ، أم هي محاولة لتصحيح مسار الواقع من خلال طرح معالجات بديلة للمسائل الاجتماعية والسياسية والإيديولوجية العالقة في أفق اللاحل .

شكل عام 2003 إنعطافة مهمة في تاريخ الرواية العراقية بتحولاته السياسية والفكرية والاجتماعية تساوقا مع انفتاح تكنلوجي ثقافي معرفي ، مما أثر على البنية الشكلية والتقانة السردية من جهة وعلى البنية الاجتماعية الجدلية من جهة أخرى . ولم يعد الروائي فردا متوحدا مع عالم ذاتي يحيا أزمة التابوهات السياسية والمجتمعية ، مكبلا بالسياقات النمطية والقوالب الشمعية الجاهزة للصياغات النصية ، لقد تجاوز منظوره الخاص إلى رؤى تعيد تحليل الواقع من منظور جمعي ينحاز إلى الصيرورات الديناميكية في عملية تفعيل الخلق السردي ، يبني ويهدم استجابة للمتغيرات الموضوعية في تماثله مع الوعي المجتمعي والوطني ، وعي أخذ على عاتقه مسؤولية توثيق مآسي شعبه ، فوضى خرابه ، خرائط الوجع العراقي موظفا المخيال السردي في معالجة مفارقات ذلك الواقع وتداعياته . ومن منطلق التعاطي الفاعل مع النص الروائي المستحدث ، كان لابد من تقديم قراءة واعية لمستجدات الواقع المتعالق والجنس الروائي وفق منهج يعيد تشكيل النص داخل إطار الرؤية الكونية في تحليل مجموعة من الروايات التي تقع تحت مصطلح روايات ما بعد التغيير .