كتب / عدي العبادي (ناقد عراقي)

ان جمالية اي منتج إبداعي تكون بروعة الصورة الشعرية او الفنية او ما اسميها بالضربة وهي التي تميز أي عمل مطروح في الساحة ان كان شعراً أم قصة أم مسرح أم لوحة أم رواية .

و قد يكون للشعر خصوصية أكثر من غيره لاعتماده على الصور و بالذات قصيدة النثر الحداثوية التي أصبحت كلها عبارة عن صور شعرية متنوعة في إطار واحد يطلق عليه قصيدة او نصا نثري ونلاحظ الشاعرة العراقية نضال العزاوي تنوعت بطرحها وجعلت خطابها الشعري موجه للذائقة العامة .

ارسم على مزاج خطوتي

اغزل الحرج ببعض الم

لا نعاس في جيوب غيبوبتي

العزلة تدخل في كل مشاويري

الضحكة اخر شيء

من يسكر الحلم

بيقظة الوقت

ويبع صمت الازقة

لدكاكين مغلقة

هذه عدة صور في النص تحمل طابعاً شعرياً فيما ذكرته الشاعرة وهذا ليس تشتت بل بناء نص نثري يجمع الكثير من المفارقات ومع ان أكثر من فكرة طرحت ولم يكن هناك وحدة وهذه هي قصيدة النثر التي تعرف بكلام نثري نجد نضال العزاوي تنطلق من قاعة جمالية حيث ان ابداعها ينبثق من روح شفافة وبرؤية شعرية تحمل الكثير من الابتكارات كي يجعل نصه مفتوحاً ذلك ان تصورات الشاعرة للمكان غير تصورات أي شخص عادي وهذا ما يميزه لعمق فلسفي وهذا ما يظهر في النص المطروح.

مدائن تفترش الوحدة

قاسم المصابيح

وهج طلعتها

انا هنا

بلا فراشات

احمل ذكرى

اول همسة

يعزفني الوقت اظل

بوصلتي

شيء من الجراح

تحيط بي

ابتكارات جميلة طرحتها الشاعرة بخيال شعري حيث صور لنا مدائن تعيش الوحدة ثم تحدث عن حالتها الخاصة انها تصورا خيالية نابعة من الذات الشاعرة عند العزاوي ومن خلال دراما شعرية توصل الحدث .

لم اكبر غير ساعة

لكن المهم سرق شموعي

ظلي رحل عني

منسية ابتسامتي

الارض تدور

عكس رغبتي

عند تفكيك هذا النص لدخول إلى عوالمه لكشف مدلولاته نعرف ان الشاعرة تتحدث عن واقع ترجمته عن نفسه وأحاسيس أطلقتها بطريقة شعرية معبرة عن ذاتية يذهب الناقد العربي سلماوي إلى إن النص ابن الشاعر أو تجربة ممسوخة منه اي مكون من حالة عاشها تبرز ملامح ما يشعر به وجري في كتابته بوح عن تصوراته من خلال فنية طرحها بأسلوب خاص فهو يملك موهبة تمكنه من التعبير عن إرهاصاته .