جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

أخبار العالم

فورين أفيرز: القرآن ليس سبب الإرهاب.. وداعش يتجاهل آياته لعدم ملاءمتها لوحشيته

BOSH-2326

أكد الكاتب ويليام ماكنتس فى مقال نشرته مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية أن الكاتبة والناشطة صومالية الأصل هولندية الجنسية «أيان حرسى على»، أخطأت خطأ فادحا عندما قالت إن القرآن هو سبب الإرهاب، داعية حكومة أمريكا، إلى تمويل من وصفتهم بـ«المنشقين» الإسلاميين لإصلاح الدين.

وقال الكاتب إن « القرآن لا يؤدى تلقائيا إلى الإرهاب، ومن ثم يجب ألا نتوقع أن إصلاح الإسلام يضع حدا للإرهاب».
وأوضح الكاتب إنه «على الرغم من أن النصوص الإسلامية (القرآن والحديث النبوى) ثابتة عبر عشرات القرون، فإن السلوك السياسى الإسلامى اختلف بشكل كبير على مر التاريخ، إذ يستشهد بعض المسلمين بها لتبرير العنف، فيما يستشهد البعض الآخر بها لتبرير السلام، ما يدفعنا للبحث فى مكان آخر عن تفسير لسبب اشتراك بعض المسلمين فى الإرهاب».
وقال الكاتب إن «أتباع تنظيم داعش يتجاهلون القرآن لكونه غير ملائم لوحشيتهم»، مضيفا أنه «فى الإنجيل، النصوص المقدسة التى تدعو إلى العنف أقل بكثير من القرآن أو التوراة، فقد قال المسيح لأتباعه (أدر خدك الأيسر لمن ضربك على خدك الأيمن)، إلا أن الصليبيين قتلوا الآلاف فى منطقة الشرق الأوسط تحت راية الإنجيل، كما غزا الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، وهو مسيحى متدين، العراق بدون مبرر.. وقد يعترض القراء على هذه الأمثلة، بحجة وجود عوامل أخرى فى تلك التحركات، ولكن المحصلة أن الكتاب المقدس للمسيحية لا يحدد دائما سلوك أتباعه، والشىء نفسه ينطبق على القرآن».

وأوضح الكاتب أن أكبر عيب فيما قالته حرسى هو السببية الخاطئة.. فحتى لو افترضنا أن الإصلاح الليبرالى للإسلام يساعد فى الحد من الإرهاب، فإن قلة من الدخلاء سيشككون فى الدين برمته تحت شعار الإصلاح. كما أن الصورة التى ترسمها حرسى بأن المنشقين المسلمين هم الذين يحاولون وحدهم عملية إصلاح للإسلام ليست دقيقة، لآن الإصلاح الليبرالى للإسلام مستمر منذ قرنين.

ويرى الكاتب الأمريكى أن هناك تيارا إصلاحيا محافظا بين المسلمين ينافس الإصلاحيين الليبراليين بدعوى العودة إلى «الصيغة النقية للإيمان» وأن هذا المعسكر السلفى يحقق انتشارا كبيرا بفضل دعم بعض الحكومات الخليجية له.
وتطالب حرسى الولايات المتحدة والدول الغربية بدعم الإصلاحيين الليبراليين المسلمين، غير أن هذه الدعوة تواجه مشاكل عديدة منها أن القوانين الأمريكية ترفض «تعزيز مجموعة واحدة من المعتقدات الدينية على حساب الأخرى، فقبل أحداث 11 سبتمبر2001 رفضت الحكومة الأمريكية تمويل برامج تعطى أفضلية لطائفة على حساب أخرى أو صيغة من الإيمان أكثر تسامحا عن أخرى».
وأشار كاتب المقال لواقعة جرت عندما كان يعمل مستشارا لمكافحة التطرف العنيف فى وزارة الخارجية الأمريكية، إذ «أخفق فى مسعاه لتمرير تمويل لاقتراح مقدم من منظمة غير حكومية إسلامية صغيرة فى الخارج لتجميع الكتب الإسلامية التى تروج للتسامح واستخدامها لتعليم السكان المحليين التعددية من دينهم».

وطرح الكاتب تساؤلا فى ذلك الحين مفاده لما كان التسامح الدينى هو قيمة أمريكية، لماذا لا تمول أمريكا الآخرين الذين رأوا أن نفس القيمة واردة فى دينهم؟، ونظرا لأن المشروع يهدف لمجرد تجميع آيات من القرآن، وليس كتابة تفسيرات لها، لم يعتقد أن فى ذلك مخالفة للقانون الأمريكى، لكن المحامين فى الوزارة رأوا أن فى ذلك تعزيزا لتفسير معين لدين على التفسيرات الأخرى، وعندما قال لهم إن هناك تمويلا لبرنامج مشابه، كان الرد أن هذا البرنامج أيضا بحاجة للمراجعة».