كتب / د.احمد قاسم

يصادف يوم 17 أبريل من كل عام يوماً للأسير الفلسطيني ، وهو يوم تضامني مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الأسرائيلية ، وقد أقر المجلس الوطني الفلسطيني يوم السابع عشر من ابريل عام 1974 يوماً وطنياً للوفاء للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين لنصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم في الحرية والكرامة ، وتقدير تضحياتهم وشحذ هممهم وتوحيد الجهود والطاقات الوطنية بهدف إثبات الوفاء لتضحيات الأسرى والمعتقلين ودورهم النضالي في سبيل القضية الفلسطينية والعربية ، وتكريمهم والوقوف إلى جانبهم وجانب أهلهم وذويهم.
إن قضية الأسرى والمعتقلين داخل السجون والمعتقلات الأسرئيلية من أشرف الظواهر الأنسانية والاخلاقية ، فقد تحولت من سجون ومعتقلات للقتل والتعذيب والأذلال إلى مدارس للنضال والتضحية والصمود والأستبسال في مقارعة العدو الصهيوني ، فأصبحت مدارس للرجال المخلصين لقضيتهم الوطنية ، فقد جسدوا تجربة نضالية عظيمة بعظمة ووطنية الرجال الأبطال وصمودهم في السجون والمعتقلات الاسرائيلية لفترة طويلة من الزمن بإعتبارهم أسرى حرب تطبيقاً لاتفاقية جنيف الثالثة التي تحدد الحماية الأنسانية لأسرى الحرب والمعتمدة عام 1949.
وبمناسبة يوم الأسير الفلسطيني قامت جامعة الدول العربية بإحياء هذا اليوم الوطني ، حيث نظم قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية يوم الخميس 11 أبريل 2019 ندوة حول الأنتهاكات التي يتعرض لها الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون ومعتقلات الأحتلال الأسرائيلي ، حيث شمل برنامج الندوة عدد من الكلمات تطرقت في مجملها إلى أهمية الوقوف إلى جانب الأسرى والمعتقلين وحقهم في الحماية والرعاية والحرية والكرامة والمعاملة الأنسانية وفقاً للمواثيق والمعاهدات الدولية ، بدأت أعمال الندوة بكلمة ترحيبية للأمانة العامة قدمها السفير الدكتور سعيد أبو علي رئيس قطاع فلسطين بالجامعة العربية ، تلتها كلمة معالي الوزير قدري أبوبكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين ، ثم كلمة السفير دياب اللوح سفير دولة فلسطين في جمهورية مصر العربية والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية ، تلتها كلمة الأستاد محمد فايق رئيس المجلس القومي لحقوق الأنسان المصري ، ثم كلمة السفير عبد الغني وعيس القائم بأعمل المندوبية الدائمة لجمهورية الصومال الفدرالية لدى جمامعة الدول العربية ورئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري .
وقد شملت أعمال الندوة عدد من أوراق العمل اهمها عرض لواقع الأسرى في السجون الأسرائيلية قدمها معالي الوزير قدري أبوبكر ، ومن ثم ورقة عمل عن الأسرى والقانون الدولي قدمها الأستاذ أشرف ميلاد ممثل المنظمة العربية لحقوق الأنسان ، وقدم الدكتور سيد عبد الغني ورقة عمل عن أتحاد المحامين العرب حول الأبعاد القانونية لقضية الأسرى ، ومن ثم تم عرض فلم وثائقي عن واقع ومعاناة الأسرى والمعتقلين في السجون الأسرائيلية ، وقدم السيد عبد القادر الخطيب وكيل وزارة هيئة الأسرى ورقة عمل عن أسرى القدس والأسرى الأطفال ، وقدم مركز الميزان ورقة عمل عن القوانيين الأسرائيلية العنصرية بحق الأسرى ، ومن ثم قدمت مداخلات مفتوحة للحاضرين منها مداخلة حية وشهادة لأسيرة محررة من السجون الأسرائيلية.
حضر الندوة عدد كبير من الدبلوماسيين في جامعة الدول العربية والمتواجدين في جمهورية مصر العربية وأتحاد المحامين العرب ولجنة فلسطين في الأتحاد وعدد من المهتمين بألشان الفلسطيني والعربي.