كرمت وكالة أنباء الشرق الأوسط السفير الدكتور بدر عبد العاطي، سفير مصر الجديد لدى ألمانيا المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية السابق، وذلك خلال لقاء، اليوم الجمعة، مع رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الوكالة علاء حيدر وعدد من القيادات الصحفية بالوكالة.
وسلم حيدر السفير عبد العاطى درع الوكالة؛ تقديرًا للجهود التى بذلها خلال توليه منصب المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية.
من جانبه، وصف سفير مصر الجديد لدى ألمانيا وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، بأنها “عريقة ورائدة كان لها دور ولا يزال رئيسي ليس فقط في مصر بل المنطقة العربية وأفريقيا والعالم أجمع، لتظل كما عهدناها صوت مصر الرسمي الذي ينقل للعالم كله الأخبار بمنتهى الدقة والموضوعية ويحاول نقل الصورة الحقيقة بعيدًا عن أي تزوير تقوم به جماعات إرهابية أو مؤسسات إعلامية لا تعتمد الحيدة والمهنية”.
وقال عبدالعاطي، إن “وكالة أنباء الشرق الأوسط هي المؤسسة الأم في العالم العربي والقارة الأفريقية كانت لها أيادٍ بيضاء وبصمة واضحة في خدمة القضايا المصرية والعربية والتحرر من الاستعمار في أفريقيا. الوكالة مستمرة في الاضطلاع بدورها سواء من خلال مقرها الرئيسى بالقاهرة أو المكاتب المنتشرة في الخارج والتى نأمل أن تتضاعف نظرًا لدورها الملموس في نقل صوت مصر للعالم الخارجي والصورة الحقيقية السياسية والاقتصادية والحضارية للعالم بأسره”، معربًا عن “شكره الخالص لهذا التكريم من جانب الوكالة”.
وحول رؤيته لمستقبل العلاقات بين مصر وألمانيا، أوضح أنه “فخور بهذا التكليف وأن يمثل دولة كبرى بحجم مصر بعراقتها وأهميتها الاستراتيجية خاصة بعد ثورتين شعبيتين لدى أكبر دولة في الاتحاد الأوروبى وقاطرة عملية الاندماج الأوروبى، وهي ألمانيا، بالتالى فإن ألمانيا هى دولة رئيسية وهامة وليست فقط قوة اقتصادية بل قوة سياسية أيضا فاعلة على المسرح الأوروبى وعلى الساحة الدولية”.
وتابع: “ألمانيا لديها الكثير من الخبرات والتجارب التى يمكن لمصر أن تستفيد منها وأيضا يمكن لمصر أن تفيد ألمانيا. ألمانيا القوة الكبرى لا تستطيع أن تقيم علاقات سليمة مع الشرق الأوسط بدون علاقات قوية مع أكبر دولة بالمنطقة، وهي مصر باعتبارها ركيزة الاستقرار الأساسي بالمنطقة التى تموج بالإرهاب وعدم الاستقرار السياسى”.
وأوضح السفير الجديد لدى برلين، أن “العالم الغربى بدأ يدرك هذا بالفعل، وأحد الأسباب الأساسية لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى ألمانيا يكمن بالفعل في إدراك الجانب الألمانى بأن أمن ألمانيا والاتحاد الأوروبى مرتبط بأمن مصر واستقرارها، وهذه نقطة حقيقية تمخضت عن الزيارة الهامة للرئيس إلى برلين”.
وأشار إلى أن “الطموحات كبيرة بالنسبة لمستقبل العلاقات بين القاهرة وبرلين وأن الأولويات واضحة تماما بأن تكون هناك نقلة نوعية وأن تنتقل تلك العلاقات إلى أن تكون علاقة شراكة حقيقية لا تقوم فقط بين مانح ومتلقى بل بين شريكين أساسيين وتقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لاى من الدولتين”.
واستكمل: “من مصلحة ألمانيا أن تقف مصر على قدميها؛ لأن مصر هى بالفعل حائط الصد الأول أمام الإرهاب وهى بالفعل استقرارها من استقرار أوروبا وهذه الحقيقة واضحة تماما. وهناك أولوية أخرى للاسهام في عملية التنمية في مصر التى تشهد حراكًا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا خاصة مع وجود مشروعات تنموية كبرى، والعالم أجمع شهد افتتاح قناة السويس الجديدة وتدشين فى اليوم التالى تنمية محور قناة السويس وهو ما سيجعل مصر تستفيد من موقعها الجغرافى لتكون هى المركز اللوجيستى ومركز النقل والتوزيع والتغليف لكل أنحاء العالم المتميز لأنه وكما ذكر الدكتور جمال حمدان مصر لديها عبقرية المكان”.
وقال عبد العاطى: “هناك أولويات أيضا للمساهمة في تحسين معيشة المواطن المصرى والاستفادة من الخبرات الألمانية وخاصة في مجال التعليم الفني باعتبار أن النموذج الألمانى هو الأفضل في العالم في هذا المجال بخلاف الأولويات في مجالات السياحة والاستثمار والتجارة والعمل على زيادة التبادل التجارى بين البلدين والذى وصل خمسة مليارات دولار وخاضة مع وجود أفاق كبيرة لمضاعفته مع وجود قناة السويس”.
ولفت إلى “وجود إمكانيات للتعاون الأمنى بين مصر وألمانيا والاستقادة من الخبرات الألمانية الواسعة فيما يتعلق بالتدريب ورفع كفاءة الأجهزة الأمنية ومكافحة الإرهاب وتأمين الحدود”، مؤكدًا أن “الإعلام الألمانى مثل الغربى يلعب دورا هاما في تشكيل أراء حكومات أجنبية تجاه ما يحدث فى مصر”، معربا عن “أسفه أن جزء كبير مما ينشر لا علاقة له بالواقع وبالتالى علينا مسؤولية للتواصل المتستمر وتوفير المعلومة وهناك بعض الصحف ووكالات الأنباء التى تحرض وتكرس صورة سلبية عن مصر ولا علاقة له بالواقع وهذا الامر يفتقر للحيادية والمهنية”.
وأوضح أنه “في إطار التحضير لتوليه مهام منصبه كسفير لمصر لدى ألمانيا، أجرى مقابلات قبيل سفره لتوليه مهام منصبه الجديد مع كبار المسئولين فى مصر وذلك بتكليف من وزير الخارجية سامح شكرى”، مشيرًا إلى أنه “التقى مع رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب وعدد من الوزراء الفنيين وجميع الوزراء المعنيين بالعلاقات مع ألمانيا بالإضافة إلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية”.
وأشار السفير إلى تجربته في العمل لأكثر من عامين في منصب المتحدث الرسمي باسم الخارجية خلال فترة صعبة وتاريخية مرت بها مصر والجهود التى قامت بها وزارة الخارجية والوزير سامح شكري في إيصال الصورة الحقيقة لما يحدث في مصر إلى العالم الخارجي.
بدور، أكد رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن “السفير بدر عبد العاطى يستحق التكريم نظرا للدور الذى قام به خلال توليه منصب المتحدث باسم الخارجية خلال فترة عصيبة مرت بها مصر”، متمنيا له “التوفيق في منصبه الجديد كسفير لمصر لدى ألمانيا”.
