جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

وفرحوا بِّمنَاصِّبِهم، في الحياة الدنيا يفرح الكثير من أبناء الوطن العربي، والإسلامي

 

بقلم الكاتب الصحفي الباحث والمفكر العربي والمحلل السياسي الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب والمثقفين والإعلامين والمدربين العرب Dr.jamalnahel@gamil.com

مكتب فلسطين

حينما يتم تكليفهم، أو ترقيتهم، وتوليهم المناصب العالية الرفيعة المرموقة، ويكاد ينشطر قلبه، ويطير فرحاً، وسعادة، بذلك المنصب إن كان أميراً، أو زعيماً، أو رئيساً، أو مفُتّياً شرعياً، أو زيراً، أو قائداً لحركة، أو رئيساً لمِكتب سياسي لحزبٍ، أو فصيلٍ، أو تنظيم إسلاميٍ، أو وطني، أو أصبح عضوً للمجلس التشريعي، أو محافظاً، أو وزيراً، أو قائدًا لجهازٍ أمني، أو رئيساً لجامعة،

أو مؤسسةً، أو صاحب شركة كبيرة، وهلُمْ مجرة، وهكذا الخ..؛ إن من حق كل من يُكلف بمنصب كبير أن يفرح بهذا المركز المرموق الذي عمل ليصل له سنوات، وأفني زهرة شبابهُ، وكدْ، واجتهد، وكّدح ليصل لهُ

، ولكن هل هذا المسؤول اتقي الله في عملهِ، وهل كان مثل وزراء الغرب أو أوروبا في تواضعهم لشعوبهم؟؛ وحتي إن كان رئيساً للوزراء،

فهو مواطن عادي موظف حكومي مهمتهُ هي خدمة شعبه، لا أكثر، ولا أقل!؛ وهل وقف أصحاب المناصب في عالمنا العربي اليوم وتفكروا في ثقل تلك الأمانة وأنهمُ سوف يؤسلوا عنها في قولهُ تعالي: “{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ}، وقول الله عز وجل:( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)، فهل كل مسؤول عندنا حافظ علي تلك الأمانة!؟؛ وهل يا تُّري في وطننا العربي الكبير ممن يعتلون المراكز،

والمناصب المرموقة حققوا العدل بين الناس!؛ أّمْ أنهُم ظالمون!؛ ونتساءل هنا عن بعض الخُطباء علي المَنابِر، ويحملون رسالة الدعوة، من الوعاظ، والدُعاة والمُنتمين لبعض الأحزاب، والحركات الاسلامية الكبيرة، والذين يعلمون الحلال، والحرام، والأحكام الشرعية أكثر منا، فهل طبقوا ما يقولون؟،

أم أن بعضهم ينطبق عليه حديث النبي الصحيح الذي يرويهِ الصحابي الجليل أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صل اللهُ عليه، وسلمَ، أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ، وَرَجُلٌ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ: أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي؟،

قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ؟، قَالَ: كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ، وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ؟، قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ،

قَالَ: فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ؟، قَالَ: كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلَانٌ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ””؛ وعن ابن عباس ( هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ) قال: هو أمّ الكتاب فيه أعمال بني آدم ( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )

قال: نعم, الملائكة يستنسخون أعمال بني آدم؛ وعن ابن عباس, قال: ” إن الله خلق النون وهي الدواة, وخلق القلم, فقال: اكتب, قال: ما أكتب, قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة من عمل معمول, برّ أو فجور, أو رزق مقسوم, حلال أو حرام, ثم ألزم كلّ شيء من ذلك شأنه دخوله في الدنيا, ومقامه فيها كم, وخروجه منه كيف, ثم جعل على العباد حفظة, وعلى الكتاب خزانا

، فالحفظة ينسخون كلّ يوم من الخزان عمل ذلك اليوم, فإذا فني الرزق وانقطع الأثر, وانقضى الأجل, أتت الحفظة الخزنة يطلبون عمل ذلك اليوم, فتقول لهم الخزنة: ما نجد لصاحبكم عندنا شيئا, فترجع الحفظة,

فيجدونهم قد ماتوا, قال: فقال ابن عباس: ألستم قوما عربا تسمعون الحفظة يقولون ( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) وهل يكون الاستنساخ إلا من أصل “؛؛ وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: فِي مَاذَا قُتِلْتَ؟، فَيَقُولُ: أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ، فَيَقُولُ اللَّهُ -تعالى- لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلَانٌ جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ، ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- عَلَى رُكْبَتِي ،

فَقَالَ : “يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”. وقوله تعالى: { وقفوهم إنهم مسؤولون} أي قفوهم حتى يسألوا عن أعمالهم وأقوالهم، التي صدرت عنهم في الدار الدنيا، قال ابن عباس: يعني احبسوهم إنهم محاسبون، وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (أيما داع دعا إلى شيء كان موقوفاً معه إلى يوم القيامة لا يغادره ولا يفارقه، وإن دعا رجل رجلاً) ثم قرأ:

{ وقفوهم إنهم مسؤولون} “رواه ابن أبي حاتم وابن جرير والترمذي عن أنَس بن مالك مرفوعاً” وقال ابن المبارك: (إن أول ما يسأل عنه الرجل جلساؤه: أي كما زعمتم أنكم جميع منتصر؟ ؛؛ ولذلك فإننا ننصح أنفسنا أولاً، ومن ثم نصيحتنا لكل أصحاب المناصب ونحذرهم من مصيرٍ مُخزي في الآخرة كما يلي: –

ويلٌ لكل مُطففٍ، ممن لم يوفوا العمال حقهم قبل أن يّجِف عرقهُم ولو زعم أنه مسلم وصام وصلي وقام!. – ويلُ لكل من ظلم شعبه، ورعيته وشق عليهم، فكان شبعانًا، وشعبهُ جائعاً، صحيحاً، وشعبه سقيماً. –

ويلٌ لكل قائد حزبٍ، أو حركة يستغل منصبه يتغَنَّم بهِ، مع وأولاده؛ بينما يُرسِّلْ أبناء شعبهُ للهلاك. – ويلٌ لكل ظالمٍ من مصيرٍ أسود في الدنيا قبل الأخرة، فيقول من خير قول البرية، وفعلهُ أقبح من إبليس.

– ويلٌ لكل زوجٍ ظلم زوجته وأولاده، أو زوجة ظلمت زوجها، وويلٌ لكُلِ جارٍ ظالم لا يأمن جارهُ بوائقهُ. – ويلٌ، وخزيٌ لكُل من استغل منصبه، ومركزه ومكانته الكبيرة، فسرق، ونهب خيرات البلاد، والعباد. –

ويلٌ لمن استغل سلاحهُ فأشهرهُ، وكان إنساناً مُّتفلتاً، وفوق القانون، واستغل موقعه في فصيلهِ وحركتهِ. – ويلٌ لم تولي أمر الرعية فشّقْ عليهم، وكان سيفاً مسلطاً لا علي الأعداء، بل علي رقاب أبناء جلدتهِ.

– ويلٌ لمن لكلُ قاضي ظالم، فليحذر حديث النبي عنهم: “القضاة ثلاثة إتنان في النار وواحد في الجنة”. – فليضعوا نصب أعيُنهم قولهُ تعالي:

” وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ.