جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

أخبار مصر

محلب بـ«الكوميسا»: بدون تحقيق السلم والأمن لن يتحقق الاستقرار الاقتصادي

mehleb-2248

أديس أبابا – أ ش أ 

أكد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، أن التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية، التي تشهدها المنطقة، تهدد مساعي دولنا الأفريقية، من أجل الارتقاء بأهدافنا نحو تحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة لمنطقتنا، وفقا لما أرساه لنا وتطلع إليه الرعيل الأول والآباء المؤسسون من قادتنا وزعمائنا واضعي حجر الأساس للمعاهدة المنشئة لهذا التجمع المهم.

جاء ذلك، خلال الكلمة التي ألقاها المهندس إبراهيم محلب، خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الـ18 لتجمع دول الكوميسا، بحضور رئيس الكونغو الديمقراطية جوزيف كابيلا، الذي تسلم رئاسة قمة الكوميسا الحالية من هيلاماريام ديسالين رئيس وزراء أثيوبيا، وأيضا كل من سينديسو نجوينا سكرتير عام الكوميسا، وعدد من رؤساء الدول والحكومات والوفود الأفريقية والدولية.

وقال محلب، إن “تقويض السلم والأمن في المنطقة من شأنه أن يقوض جهودنا الاقتصادية والتنموية، فبدون تحقيق السلم والأمن لن يتحقق الاستقرار الاقتصادي والرخاء والتنمية لشعوبنا، وكذلك بدون الاستقرار الاقتصادي والوفاء بمتطلبات شعوبنا التنموية لن يتحقق الاستقرار الأمني والسلم في منطقتنا”.

وأشار محلب إلى نتائج الاجتماعات التي تمت خلال الأيام الماضية على مختلف مستويات وفعاليات تجمعنا، والتي نتطلع أن تسفر إضافة لنتائج هذه القمة وما يتمخض عنها عن توصيات من شأنها أن تدعم جهودنا من أجل مواصلة خطواتنا التنموية.

وأضاف رئيس الوزراء، أن “تجربتنا معا توضح أن الفائدة الأساسية من إقامة منطقة تجارية حرة هي توسيع نطاق السوق، وهو شرط أساسي ليتمكن منتجونا الصناعيون من التمتع بوفورات الإنتاج الكبير، وهو ما يؤدي إلى زيادة إنتاجيتهم وقدراتهم على المنافسة، وزيادة صادراتهم، بل والاحتفاظ بحصتهم في أسواقهم المحلية في مواجهة منافسة الواردات”.

وأوضح محلب، أن التنمية الصناعية تتطلب أيضا الاهتمام بالتعليم خاصة الفني منه، وبالتدريب، لرفع كفاءة الأيدي العاملة، وكذا الاهتمام بمستوى المواصفات القياسية لتقترب بل وتتطابق مع المواصفات القياسية في الدول المتقدمة، وترتفع جودة منتجاتنا.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن التنمية الصناعية تتطلب أيضا توفير البيئة الملائمة لجذب الاستثمارات والتكنولوجيات الحديثة، لإنتاج السلع ذات المكون التكنولوجي المرتفع، ذات القيمة المضافة العالية، وأنه بالإضافة إلى كل ذلك فيتعين ألا ننسي أن بلادنا كلها تعاني من ارتفاع معدلات البطالة، لذلك يجب أن نهتم أيضا بالصناعات الصغيرة والمتوسطة كثيفة العمالة، التى تتيح فرص عمل أمام الشباب، ونعمل على خلق علاقات تشابكية بينها وبين الصناعات الكبيرة، لضمان نجاحها واستدامتها وهو ما يؤدي إلى تعميق الصناعة.

وقال «محلب»، إن “فوائد منطقة التجارة الحرة عديدة لذلك نتطلع إلى تحقيق مزيد من الاندماج لاقتصاديات دول تجمعنا، ونتطلع إلى اندماج التكتلات الثلاثة لشرق وجنوب إفريقيا على أمل أن نرى في الأجل القريب اندماج القارة كلها في سوق واحدة في مواجهة تكتلات الشمال المتقدم”.

وأضاف أن تجمع الكوميسا شهد خلال السنوات القليلة الماضية تطوراً مهما وحيوياً في تطوير آلياته من أجل العمل على تطوير البنية التحتية للمنطقة… وأنتهز هذه المناسبة لكي أشيد بالجهود التي قامت بها الكوميسا وبالتنسيق مع الـ«NEPAD» من أجل العمل على تنفيذ الطريق البري الذي يربط القاهرة بكيب تاون، والخط الملاحي النهري الذي سيربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، ويوفر منفذاً إضافياً لعدد من الدول الحبيسة الأعضاء في الكوميسا.

واعتبر محلب أن مصر أعلنت التزامها برعايتها لهذا المشروع وتضافر جهود الحكومة المصرية للقيام بالمتابعة الدقيقة والمباشرة، وأن تعمل على توفير أقصى ما يتوافر لديها من إمكانيات فنية ومادية لاستكمال دراسات ما قبل الجدوى الخاصة بالمشروع .. موجها الدعوة إلى كافة شركاء التنمية في القارة الأفريقية، إلى زيارة وطنكم الثاني مصر، للمشاركة في مؤتمر قمة التكتلات الثلاثة الاقتصادية الأفريقية الكبرى، التي تستضيفها بلادى بمدينة شرم الشيخ في 10 يونيو 2015، ويسبقها الاجتماعات التحضيرية المتعلقة بذلك، لإعلان اندماج التكتلات الاقتصادية الثلاثة، لتكون خطوة مهمة نحو إنشاء منطقة التجارة الأفريقية الحرة المأمول لها تحقيق معاهدة أبوجا وإعلان أروشا.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن قارتنا الإفريقية تمتلك الطاقات والقدرات والثروات، كما تمتلك الإرادة السياسية كي تنطلق نحو صنع المستقبل الأفضل الذي تستحقه شعوبنا وأجيالنا القادمة، وهو ما سنعمل معا على تحقيقه فى القريب العاجل.

وأعرب محلب، في كلمته أمام قمة الكوميسا، عن سعادته بوجوده في أديس أبابا، عقب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى هذه المدينة العريقة منذ أيام قليلة،معبرا عن خالص التقدير لرئيس وزراء إثيوبيا هيلاماريام ديسالين للاستضافة الكريمة لهذه القمة، وحفاوة الاستقبال، ولما بذلته إثيوبيا من جهد في سبيل الإعداد، كما وجه التهنئة لحكومة وشعب إثيوبيا لتوليها رئاسة الكوميسا خلال هذه المرحلة الهامة والحاسمة في تاريخ قارتنا وعمل تجمعنا الكوميسا.

كما وجه الشكر والتقدير لرئيس الكونغو الديمقراطية جوزيف كابيلا ، على رئاسته الحكيمة للكوميسا خلال العام الماضى، حيث شهدت فترة قيادته العديد من النجاحات والإنجازات، والتي ستمثل لنا جميعاً منهاجاً نخطو عليه خلال المرحلة المستقبلية القادمة.

وأشار محلب إلى أن مصر انضمت إلى اتفاقية السوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقي (الكوميسا) في يونيو 1998 ، كما انضمت إلى منطقة التجارة الحرة للكوميسا منذ إنشائها في أكتوبر سنة 2000… وقد أدى ذلك إلى تحقيق الاستفادة المتبادلة والمصالح المشتركة لكل من مصر والدول الأخرى الشقيقة أعضاء التجمع، حيث زاد حجم التجارة البينية، فبلغت قيمة واردات مصر من دول الكوميسا 154 مليون دولار عام 1998 ، زادت إلى 730 مليون دولار عام 2013 ، في حين زادت الصادرات المصرية بما فيها صادراتنا الى كل من ليبيا والسودان من 46 مليون دولار عام 1998 إلى 2 مليار ونصف عام 2013، كذلك أصبحت مصر أكبر مستورد للشاي من كينيا، وكذلك من أكبر الدول المستوردة للحوم من كل من السودان وإثيوبيا.

وأضاف انه أصبح لمصر استثمارات متزايدة في عدد من الدول أعضاء الكوميسا، وعقدت مؤتمراً ناجحاً لدعم وتنمية الاقتصاد المصري خلال الفترة من 13 إلى 15 مارس 2015 في مدينة شرم الشيخ، بهدف جذب الاستثمارات الأجنبية، ودعت عدداً من دول الكوميسا والدول الأفريقية للمشاركة في ذلك الحدث، بهدف الاستفادة من التواجد فيه تأكيدا للترابط بين اقتصاديات دولنا، حيث ضم كبار المستثمرين على المستويين الإقليمي والعالمي.

وأوضح محلب أن مصر تقوم حاليا بحفر قناة جديدة موازية لقناة السويس الحالية، وذلك بهدف تسهيل التجارة العالمية، وهى إضافة كبيرة لقارتنا، ولتجارتنا البينية مع دول العالم، وسيتم افتتاح هذه القناة الجديدة في شهر أغسطس القادم بإذن الله، وسيسعد أشقاؤكم فى مصر وجودكم في الاحتفال بافتتاح هذه القناة الجديدة.