جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

دين ودنيا

كرامات الصالحين ذكرت في القرآن الكريم

received_277871169258861

بقلم / الشيخ د.محمد الخلاني
ممثل الطريقه الرفاعيه القادريه العراقيه في مصر
هناك غلام نشأ في اليمن في عهد ملك من ملوك حمير..
استعبد الناس، وصدّهم عن الإيمان بالله، وكان لهذا الملك ساحر .
فلما كَبُر الساحر قال للملك: إني قد كبرتْ سني، فابعث إلي غلاماً أعلّمه السحر فاختار الملك غلاماً، وبعث به إليه، وتتلمذ الغلام على يد الساحر،و أراد اللهُ بالغلام خيراً، فكان يتصل براهب ، يأخذ عنه الدين و العبادة ، و كان بيتُ الراهب بين منزل أهل الغلام ، و بين بيت الساحر.
و كان يحتال بتبرير تأخره عن الساحر صباحاً، و عن أهله مساءً، و قد تقدم هذا الغلام في درجات التقوى حتى أجرى الله على يديه كرامات كثيرة، منها أن دابة خاف الناس منها، و قطعت عليهم طريقهم، فأخذ حجراً .

و قال: اللهم إن كان أمرُ الراهب أحبَّ إليك مِن أمرِ الساحر فاقتلْ هذه الدابة حتى يمضي الناس فرماها فقتلها، فآمن الناس به، سمعوا راهباً، وسمعوا ساحراً، فالراهب رجلُ دينٍ، و الساحر رجل كذاب، حينما رأى الملِكُ بعضَ الناس قد آمنوا بالله خالق السماوات والأرض حقد عليهم، وعذَّبهم وقتلهم، حاول الملك أن يقتل الغلام …؟
فلم يتمَكَّن أول مرة، لا في البحر، ولا في الجبل، فحاولوا أن يأخذوه إلى الجبل فيردوه من فوقه، فما تمكنوا، أخذوه إلى عرض البحر ليغرقوه فما تمكنوا فكان الله عز وجل يحفظه، ويميت مَن معه،( ويحفظه هو) .
إلى أن قال الغلام للملك: إنك لستَ بقاتلي حتى تجمع الناس في صعيد واحد، و تصلبني على جذع شجرة، ثم تأخذ سهماً من كنانتي، ثم تضع السهم في كبد القوس، و توجِّهه نحوي ثم قلْ:( بسم الله رب الغلام وارمِ به) فإن فعلتَ قتلتني، ليس لك أن تقتلني إلا بهذه الطريقة، فلما فَعَل الملِكُ ذلك قتلَه بهذه الطريقة (فكَبَّر الناس جميعاً، وآمنوا بالله خالق السماوات والأرض) و كفروا بهذا الملك الذي يدعي أنه رب، فهذا الغلام قد ضحى بحياته من أجل أن يؤمن الناس برب العالمين .
هذه كرامة و ردت في بعض الكتب الصحيحة، والله سبحانه وتعالى أشار إليها فقال:
﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ*النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ*إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ*وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُود*وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾[ سورة البروج: 4-8]
لما آمنوا بالله عز وجل حفر لهم الملِكُ أخدوداً، وأشعل فيه النار، وأحرقهم فيه.