جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

مقالات

قرائة فن كتاب قطوف من الحكمة للكاتب والباحث سامي دياب

تقرير/ كريم الرفاعي

img-20161012-wa0002

إن روعة البيان وسحر الكلام ليعجزان عن التعبير في هذا المجال لأن تحدث فيه الكثير وطوقته الأقلام أكثر من مرة وما أنا إلامجتهد أحاول أن أضيف لبلاغة القول و سحرا لأداء وروعة البيان لأعبر عن كل ما في صدري و تنطق به مشاعري و إنه ليسعدني أن أجول بفكري و عقلي متحدثاً عن الحكمة التي غابت عن عالمنا فأريقت الدماء وسلبت الحقوق وكثر الشقاء بين أبناء أدم .

إن الحكمة وإعمال العقل تعتبر من متطلبات الساعة فكتابي قطوف من الحكمة هو محاولة للأضافة والتوضيح للحكمة التي يجب على كل المجتهدين منا التعبير فيها بفكره وبذلك تتبلور الأفكار ونضع نصب أعيننا تصوراً لحل مشاكلنا البسيطة قبل أن تتحول لكوارث فالمشاركة العريضة تصنع المجتمعات المجيدة القوية الآمنة
والحكمة في اللغة هي إتقان الفعل و القول، و إحكامهما، ومعرفة الحق لذاته وا لخير لأجل العمل به، و هي النفاذ إلى باطن الأمور وحسن تدبّرها، والمعرفة الأتم، والتبصّر الثاقب.

إنها العلم والفقه، والاتزان في الفكر والسلوك، وهي اعتدال وتوسط بين طرفين متناقضين الإفراط والتفريط. فالحكمة صفة العقل المتعمق الرزين وكمال النفس الناطقة، وبذلك فهي فضيلة عقلية وأخلاقية معاً.

الحكمة هي اكتساب العلم من التعلم أو من التجارب ويقاربها في المعنى كلمة الخبرة، وقد شهد تاريخ الإنسانية العديد من الحكماء .وهي علم حقائق الاشياء وعلم الحكمة يغسل النفوس من وسخ الطبيعة ، وإذا عرفت نفس الإنسان الحكمة حنت واشتاقت إلى عالم الأرواح ، ومالت عن الشهوات الجسمانية المميتة للنفس الحية ونجت من أثر الشهوات وحبالاتها التي قد تعلق أهل الجهل بها .

والحكمة تنمومن شدت الإيمان بالله والحكمة من الناحية الفلسفية تتكون من حسن أستخدام المعرفة المتاحة والقرارات وعكس الحكمة الحماقة والحكمة علم يبحث فيه حقائق الأشياء على ما هي عليه في الوجود بقدر الطاقة البشرية، فهي علم نظري غير آلي. والحكمة أيضا هي هيئة القوة العقلية العلمية المتوسطة بين الغريزة التي هي إفراط هذه القوة، والبلادة التي هي تفريطها. وتجيء على ثلاثة معان: الأول الإيجاد، والثاني العلم. والثالث الأفعال المثلثة، كالشمس والقمر وغيرهما، وقد فسر ابن عباس، رضي الله عنهما، الحكمة في القرآن، بتعلم الحلال والحرام. وقيل الحكمة في اللغة العلم مع العمل. وقيل الحكمة يستفاد منها ما هو الحق في نفس الأمر بحسب طاقة الإنسان. وقيل كل كلام وافق الحق فهو حكمة، وقيل الحكمة هي الكلام المقول المصون عن الحشو.وقيل هي وضع شيء في موضعه.

وقيل هي ما له عاقبةمحمودة والحكيم هو شخصٌ عاقل يرجح الامور نحو الصواب بما امتلكه من خبرات عبر تجاربه في الحياة .

وقد شهد تاريخ الإنسانية العديد من الحكماء العرب وغير العرب ، حيث تعتبر جزءاً من التقاليد والعادات التي يجب أن يراعيها الإنسان أثناء تأدية أعماله اليومية بغض النظر عن الدين والعرق والقومية .

حيث عرف بعضهم أن الحكمة عمل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي أي بما معناهُ وضع الأمور في نصابهاحيث هناك حكم اصلحت للتطبيق لمختلف العصور فكانت عميقة المعنى وبعض منها ما لا يصلح إلا زمن من الأزمنة فتكون سطحية المعنى وقد تأتي الحكمة في النثر والشعروالحكمة هي عصارة التجارب الحياتية وافراز للحوادث والنوازل وإلهام بعد تفكير وتدبر للامور.والحكمة هي نتيجة قناعة راسخة.

و الحكمة نظر في المآل واستخلاص للعاقبة بعد استشراف للمستقبل قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إن الحكمة هي ضالة المؤمن، فخذوا الحكمة ولو من أهل النفاق وبالحكمه نطق سلمان الفارسي حين قال:”ثلاث أفزعتنى وأضحكتنى:مؤمل الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس يغفل عنه، وضاحك ملء فيه ولا يدري أساخط ربه.

عن ابن عباس قال: ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: “اللهم علمه الحكمة” رواه البخاري قال السيد المسيح علية السلام :”إن الحكمة هي نور كل قلب و قال أرسطو: “الحكمة رأس العلوم والأدب والفن، هي تلقيح الأفهام ونتائج الأذهان وفي إعتقادي أن الحكمة هي القدرة علي وقف الشر والعدوان وصناعة الجو الملائم للأمن والسلام بين البشر وكل ذلك سوف يصنع التنمة والتطور علي الأرض لقد عانينا كثيرا من وجود الحمقي من أشر البشر علي سدة الحكم في كثيرمن الدول فأراقوا الدماء و دمرو الديار و صنعوا المهالك والمآسي للجنس البشري فكم من أطفال يتمت ونساء رملت و أمهات فقدت أبنائها ورجال فقدوا زوجاتهم وبناتهم وأمهاتهم نتيجة قرارات الحمقي و الأشرار في عالمنا وفي تلك الأيام يمر عالمنا بمآسي بشرية دماء تراق ودول تدمر وأناس مشردون إننا ندعوا أعداء العلاقات الإنسانية فهم نتائج أفعالهم و عدم الاكتراث والأنانية والرغبات الشريرة والغرور والكبرياء الأعمى.

فهذه النزعات تؤدي إلى تراجع الحياة الإنسانية، وتسبّب معاناةً وألمًا لا حدّ لهما، وتُنتج كافة أنواع سوء التفاهم والنزاعات والعداوات والمرارة بين الناس.

وكون الإنسان ضعيف يميل إلى إساءة الفهم، فأيّ تعبير قاسٍ يُقال، أو أيّ فعل بسيط يُقترف من دون تفكير، من شأنه أن يؤثّر بشدّة على العلاقات الشخصية. لذلك فإنّ اليقظة مطلوبةٌ للحفاظ على الوفاق بين الناس.

وحين تُنتهك الثقة، تلزم عناية شديدة لإعادة الأمور إلى طبيعتها. بالمعرفة. فالمعرفة الواضحة تساعد الإنسان على التعامل مع الخصامات بشكل أفضل. ونفصل بين مراحل النزاع: الاستياء، اضطراب الذهن، الغضب، الهيجان، والعداوة أو الحقد.:فعندما يوقد أحدهم نارًا، يبدأ بإشعال شرارة، مثلاً بواسطة عود ثقاب. وتمثّل هذه الشرارة كلمةً مهينةً نطق بها أحد الأخوة أو عملاً اقترفه. إذا احتملتَ كلامَ أخيك، فإنك تطفئ الشرارة، أمّا إذا سمحتَ لها بأن تلفتَ انتباهك، فإنّك تشعلها كمَن “يرمي حطبًا أو وقودًا في الموقد، فيشتعل الدخان الذي هو اضطراب الذهن“.

وكلّما فكرتَ فيها، استحالتْ مشاعرُك غضبًا وتحوّلَ الغضب إلى هيجانٍ داخلي. يشبه ذلك تجميع الحطب فوق النار فتشتعل بشكل خارجٍ عن السيطرة. إنّك تعذّب نفسَك وتهاجم مَن أهانك، والآخرين أيضًا، بسبب اضطرابك الداخلي. وإذا لم تتبدّد مشاعر الغضب هذه، يحوّلها الوقتُ إلى عداوةٍ أو حقدٍ دائمين وعداوة ناقمة، ومرارة تجاه الآخر.علي الإنسانَ بأن يميّز الفرق بين الاضطراب والهيجان والغضب والسقوط في الحقد. حصِّنْ نفسَك بهذا التمييز، واعتمدِ الخطة الروحية القائمة على قطع الخلاف منذ بدايته. تراجعْ وخذْ نفسًا عميقًا وفكِّر قبل أن تتكلّم أو تتصرف، واملكْ وسائلَ بديلة للردّ حين توشك الشرارة على الاشتعال. لا تسمحْ للإزعاج بأن يتحول إلى غضبٍ ثم إلى حقد اقتلعوا أهواءكم ما دامت صغيرة وذلك قبل أن تركن فيكم وتتعبكم. فاقتلاع نبتة صغيرة شيء واقتلاع شجرة شيء آخريستطيع كلّ واحد منّا أن يجد وسائل إيجابية للردّ على الإهانات.

من الأفضل أحيانًا التزام الصمت وإعادة فتح الموضوع في وقت أنسب. وبإمكان الإنسان أن يتكلّم بهدوء ويستوضح سائلاً: “ما الذي يجعلك تشعر هكذا؟ مِن فضلك اشرح لي ماذا تعني أو يستطيع أن يعتذر بتواضعٍ قائلاً: أنا آسف لأنك تشعر هكذا. لم أعنِ أن أسبّب لك الإهانة. لنهدأ ونتكلّم في المسألة“.

ويمكننا أن نتغاضى عن الإساءة، وأن نتحاور بصبرٍ في وقتٍ آخر مع الشخص الذي أهاننا: فنقول بإمكاننا التحدّث بالأمر؟ أقدّر علاقتنا، هيّا نحاول توضيح سوء التفاهم“. يجب إيجاد التعابير المناسبة والتكلّم بالنبرة المناسبة لئلاّ تشتعل النار وحتي يتصالح المتخاصمين عندما يقابل أحد الشر بالشر، فهو يؤذي نفسه وأعتقد أن السقوط هو فقدان القدرة على النهوض من جديد.

أما أن نسقط خاوين يعني أن نفقد كل فضيلة تسمح لنا بالنهوض من جديد. إذًا برغبتنا في العدل، نكون في خطر خسارة قدرتنا على التصرف بفضيلة أو عمل الصلاح هناك وسائل عدة لمقابلة الشر بالشر، ليس فقط بالكلمات أو الأفعال بل بالمواقف والحركات والنظرات، وهي وسائل يجب تمييزها وتجنّبها. فالتجاهل يعبّر عن وجود حقدٍ في القلب، ونظرة الازدراء تجرح مثل سهم مسنّنٍ بالخبث.

وقد لا يكن أحدهم البغض لأخيه، لكنّه يفرح إن سمعَ أحدًا يشتمه. وآخر لا يضمر في قلبه سوءا لأخيه، لكنّه لا يطلب له السعادة ويحزن إن رآه مكرَّمًا. تمثل هذه الحالات أشكالاً ماكرة لمقابلة الشر وتعبّر عن حقدٍ مخفي. لذلك يجب تمييز هذه الأشكال بعناية ومكافحتها والاعتراف بها إلى لكن المعرفة ووسائل الدفاع لا تكفي وحدها للتعامل بفعالية مع الاستفزازات والإساءات.

نعمة الله أساسيّة للغاية لحد الخلاف وجلب المصالحة والوئام وعند اشتعال شرارة الخلاف الأولى، يجب أن نقترب من الله ويكون التقرب إلي الله بالعمل الصالح هوملجأٌ داخلي آمنٌ يعمّه السلام والتفكر، فيه يجد الإنسان المساعدة على مواجهة الخلافات والعدوانية بشكلٍ عميق إن الحكمة والهدوء والتحلي بالصبر يجنبنا الصدام والمواجهة مع الأخرإننا يجب أن نغلب العقل والتعقل والتسامح لتكون درعا في وجه التجارب والأهواء ويمكننا اختصارها، وفقًا للحالة، إلى صيغة يا رب ارحم أو يا رب امنحني القوة أو أعطني الصبر، أو امنحني النور للتعامل.