جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

ثقافة و فن

قراءة نقدية في قصيدة الوطنية

بقلم / عدي العبادي

FB_IMG_1468866534526

يقول الناقد العالمي الكبير تي. إس. إليوت ان الكتابة لا تعتبر تعبير عن الذات بل الهروب من الذات أي انعكاس لما يجده الشاعر فهو يصنع عالم افتراضي خاص به رافض هذا العالم بكل واقعيته الذي يمثل ظلم الفقراء وسيادة الباطل في كثير من الحالات وأكثر ما يثير الشعراء قضية الوطن وهمومه فنجد الشعراء يصور الوطن حسب يطمحون به اي بصورة خاصة وهنا نتناول تجارب لبغض الشعراء عراقيين ان كل شاعر مننهن رسم الوطن بمفهومه الخاص الشاعر حبيب السامر خاطب وطن بشفافية مشتغل على ثقافة المكان معتبر ان وطنه يسمعه وشاركه الحدث . 
أيتها البلاد!
هذا المساء احتاجك جدا
لتمنحي زائرتي الجميلة وردة
وربما تصافحين الحضور
كيف لي
وأنت بعيدة عني؟
كيف لي أن أحفل بك ولو لدقيقة عابقة
لتدثري بقايا احلامنا
وترممي خطواتنا
خطاب يوجهه الشاعر لوطنه بطريقة الحوار وضع الحبيبة كدلالة على مشروع جمالي وقد رسم السامر جاليات كثيرة وهذا يعود للذات الشاعرة معتمد على استعارات صعبة وتصورات لعالم افتراضي انه شعور بروحية عالية يحلينا الى ان يمكن للمبدع وضع مغاير للواقع وهذه مهمة الابداع.

مسيرة هاشم وظفت في نصها الوطني كهرمانة وهي شخصية اسطورية عرفت في قصص الف لليلة ولليلة وجعلت الحوار مفتوح معها لكن الرسالة على من اعتبرتهم سبب خراب وطنها
والوطن ليس منهم.
مدان بدمي مدان بعطش عمري
أسقي يا كهرمانة
أرض وطني
ماتت لأجلها الألف ألاحداق
فلا تسألي أمي
عن النواح
يرفض الكاتب الأمريكي الكبير كلنر الاعتراف بالمركزية وتوحيد الرؤية فالإبداع ذاتي لا يملك علاقة بحركة او البقاء عليها لانه ترجمة لمشاعر عاشها المبدع وجسدها على شكل عمل وقد استطاعت الشاعرة ان تترجم لنا ما تشعر به اتجاه الوطن وجعلتنا في تناغم من ما طرحته
حميد حسن جعفر اختار دجلة وهو نهر مشهور في بلده العراق ان يكون محور لقصيدته ثم يستمر في بنائه النصي بلغ شعرية
كان دجلة كعادته يتجه جنوبا، لم يشغله النعاس،
حين كان يعاين قصرا ما،
منذ متى و دجلة لم يغير مجراه؟
هل كان بانتظار هبوط صيادين ،أو سباحين،
أو عابرين إلى الضفة الأخرى؟
دجلة يخرج من بطن الأرض ليطفو على سطحه دم كالياقوت
كيف استطاع المرجان أن يتشكل خارج مستعمراته؟
كأن القاع غرين أحمر لا يشبه سوى ثقوب تتفتح كالزهرات في الجماجم،
الجميع كان يعاين. و كان الذهول يشبه خوفا،
اعتمد الشاعر على الإيقاع والصورة الشعرية وهذا الرابط يدل على مقدرته فهناك من يهتم بإيقاع مثل شعراء القصيدة العمودية وهناك من يهتم بالصورة او الضربة الشعرية وهم شعراء النثر لكن الكاتب جمع بين الاثنين وكان توظيفها لغزل الصباح للبائسين موفق ومع كل ما طرح من الكتابات تظل قصيدة النثر الحداثوية او النص المطلق مشروع قائم في الساحة الأدبية
هدى علي تبوح عن حزن توشح به ما كتبته ولم لا يكاد يفارق عملها كلامها الى الوطن أشبه برسالة
جذورك اهتزت
ولم تُســــــــقى
سوى بالــــــدم
أغصاننا غضة
تساقطت أوراقنا
واحـــــــــدة تلو
الاخرى
هل ستُخضر
أشجارنا ثانية ؟
أم ستكسرنا
حتى نس
دراما شعرية ومشهد لحالة في الذات عند الشاعرة هدى علي وهي تبوح عن كينونة وبناء علاقة بين عالمها الداخلي المتمثل بالحزن الخاص بها وحالة الوطن الخارجية لتشكل صورة ذو إبعاد تجد عند الذائقة العامة حس فني متكامل وهي تعزف على موضوعية متناسقة رغم تباين عدم الوحدة

غزل المياحي جعلت النص مختزل كان له حضور المكان واضح اي يمكن استنطاق النص لفهم مدلولاته
ها انت بكل بيضاتك
يا وطني تختصر الصباحات
وعلى ختوم حزني تعلن
الابتسامة
النخيل المدجج
بالكبرياء
لا ارض تشبهك
تحمل بين حلمها
والطريق اليك
مئة عام من العزلة
هذه عدة صور في النص تحمل طابعاً شعرياً فيما ذكرته الشاعرة وهذا ليس تشتت بل بناء نص نثري يجمع الكثير من المفارقات ومع ان أكثر من فكرة طرحت ولم يكن هناك وحدة وهذه هي قصيدة النثر التي تعرف بكلام نثري نجد المياحي تنطلق من قاعة جمالية حيث ان ابداعها ينبثق من روح شفافة وبرؤية شعرية تحمل الكثير من الابتكارات كي يجعل نصه مفتوحاً ذلك ان تصورات الشاعرة للمكان غير تصورات أي شخص عادي وهذا ما يميزه لعمق فلسفي وهذا ما يظهر في النص المطروح.