جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

قراءة نقدية في قصيدة الشاعرة الجزائرية (سليمة مليزي) – اشتهي رؤياه

– . بقلم الدكتور حمزه علاوي مسربت

– العراق .

تقول القصيدة : أشتهي رؤياه ..؟

من رسائل عتاب يرمقني بعيونه النجلاء إذّ يغضبُ مني ..

حين أذكر اسمه لسواه يعاتبني عن همسي في أذنيه أنني أهواه .

. أحببتُ الدنيا وما لها من رأياه بمقدارِ الكون وأفق السماء يكسر الشوق إلى نصفين وينثر الهوى الهائمُ في مداه أعّشَقهُ في الدجى تضيئ لي الدروب عيناه أجنُ حينَ يحنُ القلب لصفاه يغار من نظرتي لسواه أعذب الكلام يعزف للقياه يغردُ الحب همس الشفاه كلون الشفقِ في رباه وطعمُ الكرز والعنب الحلو المذاق في هناه كفرسٍ عربي جَذْعاً يركضُ في الربى حراً في مداه في عز العنقُ .

. والعمر له فداء. تستهل الشاعرة سليمة قصيدتها برؤية بصرية وجمالية ، وبفعل ورد فعل

مثير واستجابة

آزرت باكورة قصيدتها بحركة زمنية ماضوية ، فما بين المزاج والاحساس العاطفي حط الحوار بين الحاضر والغائب . تطرح البداية صراعا بين الكبرياء والعاطفة؛بين الارادة واللارادة من الجانب الآخر ،

المبالاة والامبالاة ، كل ذلك يظهر مدى بحثها عن استجابة رغم الايماءات التي غزلتها في خطابها اليه . تبحث دلالة كلامها عن مدلول ذهني يطربها

فمن صمته يندفع المتلقي لمشاركة الخطاب ، والبحث عن فك شفرة الرد العاطفي المكنون خلف مشاعر الآخر . يمنح السجع المقفى تناغما موسيقيا ،

يشد من انتباة المتلقي ، ويساعد على توالي ايقاع القصيدة وترابط الانساق الشعرية .

تستخدم التوكيد المعنوي لتسليط الضوء على فكرة القصيدة ؛فضلا عن توظيف ‘الهمس’ كدلالة طبيعية للافشاء عما يجيش في صدرها

غلبت رؤيتها الذاتية له على الرؤية الموضوعية للدنيا ؛ أي تفوق الاحساس العاطفي على الصورة العقلية . ربطت رؤيتها له مابين عالما دنيويا تزين ببوح حبها له ، وعالما سماويا حفل بالدعاء له

كشفت عن مدى رغبتها في الافصاح عن هواه

والامتداد العاطفي الذي يغوص في مديات ينغمر فيها البصر والسمع . تظهر القصيدة حالة من الشعور العاطفي بين المحدود -المحبوب ، واللا محدود – عشقها له . عملت الشاعرة على صياغة الثنائية بين الدجى والضياء ، وهذا مايمنح النص التعاقب الزمني الذي يحرك الصور الشعرية

ويضفي عليها جمالية موسيقية . تستخدم الشاعرة الكناية البلاغية ، لتصفه بالقمر وما يحمله من جمال واحساس ، ومن هنا تبدأ حوارها الغزلي ، في ليلها ..في خلوتها ومناجاتها

وهذا ما يمنحها جو شاعري تفوح منه الصور الرومانسية وتتغازل مع رؤية طيفه الذي يحوم في مدارات قمرها ، لترسم منه هالة العشق .

توظف التوازن اللفظي والجناس -اجن، حين ، يحن – لتزيد من جمالة النسق من خلال الايقاعات الموسيقية، وتشد من انتباه المتلقي

تتلاقح اللغة البصرية ، واللغة اللفظية ، لتنسج دلالة الوفاء والعشق الصافي ، فما بين غيرته وعذوبة كلامها ، غردت قافية الكلام بهمس الشفاة

فمن خلال ذلك يدرك المتلقي الاحساس بالقصيدة من خلال الاشارات البصرية واللغوية ، التي غزلتها مخيلة الشاعرة للمشهد الظاهري .

جعلت من اللون الاحمر رمزا دلاليا للحب وهو يقبل الشفاة ، ثم اعقبته بتشبيه مادي للون الشفق الاحمر ، ولهذا نجحت الشاعرة في خلقت توازي ما بين المادي -الشفاة ، وبين العالم السماوي عند الشفق

حيث الغزل والمناجاة الرومانسية بين العاشقين . تستخدم الشاعرة الرمزية التي جسدتها من خلال -الكرز والعنب ؛ فالكرز بلونه يتوافق مع لون الشفق والشفاة ،

فضلا عن انه رمز الحب والجمال ، ورمز له تاريخية تراثية احتفلت بها العصور ، بالاضافة الى صفته اللونية يتميز بالزوال السريع عبر الزمن كزوال الشفق ؛ وهذا ما يؤكد الحضور الزمني في القصيدة . ويتميز الرمز الثاني -العنب بجمال شكله وتعدد الوانه ، والتي منها ما يتناغم والالوان التي سبقته ،

ثم يتمتع بحلاوة الطعم كحلاوة الكرز ؛ كل هذه الرموز تحمل دلالة جمالية تتوافق مع من تعشقه . قامت الشاعرة بمناغمة الجمال البصري ، والجمال المادي -الطعم

واللذان يعملان على اثارة احساس المتلقي . تشبه الشاعرة المعشوق كفرس شابة تداعب نفسها وفق ما يحلو لها السير ، والمرح ، مسرعة حرة طليقة من القيد

. تختتم قصيدتها بفداء العمر له ؛ وهذا ما يؤكد الترابط الروحي معه .

( اشتهي رؤياه ) من ديواني على حافة القلب ،

المترجم الى اللغة الفرنسية اواخر ديسمبر 2022م