جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

ثقافة و فن

قراءة نقدية في رواية اسود دانتيل للروائية العربية حرية سليمان واقعية وفنية العمل في العمل

الناقد العراقي / عدي العبادي

600735_959607844110140_3445479963446942679_n 

تطل علينا الروائية العربية حرية سليمان بتحفتها الجديدة التي أطلقت عليها عنوان ( اسود دانتيل ) ووضعتها في خانة الرواية ولها الحق فيها رواية من الطراز الثقيل متكاملة  العناصر في البناء الدرامي والسرد الفني والدهشة تتخذ فيها سليمان دور السارد وهي بنت صغيرة  اسمها جورية  تعيش في حارة ويدخل فيها الماضي كعنصر فعال فيه حياتها ومستقبلها  كصحفية ويكون هنا الصراع بين المستقبل والإحداث الماضية المحور  ونتقل الإحداث التي تجري معها بتسلسل جميل تشد القارئ والرواية من الحجم الكبير وكثيرة الإحداث لكن السرد الفني يغلب فيها على الحوار أي أنها شاعرية او قصيدة شعر طويلة أشبه بالملاحم التي كان يكتبها مبدعين الإغريق مثل الشاعرة العظيمة سافو  أسود داتنيل العنوان الذي لم تحدد هوية الكاتبة في حالة منها لجعل المتلقي الذي ينتهي إليه الخطاب يحرك ذهنيته للبحث والاكتشاف عن المضمون الذي جعلها توظف هذا عنوان الغريب الذي يخلق تسأل فكما هو معروف ان العنوان مفتاح العمل او التعبة الاولى لدخل لعوالم النص وحين بيدي البحث والغوص في ماهية مقدمة العمل نجد متنه ذو طابع سردي شعري كما أشرت في البداية يحث تقول في احد الفصول .

اما ليلى فلم تكن غير عصفورة أعياها الغناء فاستراحت على نافذة بشفاه مرتبكة في البداية شغله صوتها الانثوي عن صمتها الذي كلن عليه دومأ ان يدفعه الى الضجر على الرغم من بغضه للدمى لذا كان حين يراها عاجزة عن ان توصل الماء لغايات مشاعره يدرك ان اللحظة عبث وان الطريق حتما مغلق في وجهه فيذهب دون ان يغرس بها شجرة ربما اعترف ان اللكنة الفرنسية لشنتال حين تنطق كانت تسكره لكنها  كانت تصر دوما ان يترك نقودأ تحت الوسادة قبل ان يغادر.

قطعة نثرية تصف بها سليمان فتاة لا تستطيع التعبير عن مشاعرها اتجه شخصية تربطهم علاقة وتوضح إبعاد الشخصية التي صنعتها من بنات أفكارها بنها إنسانة شفافة عصفورة مرهفة واسمها لليلى ونعرف عدم مقدرتها على التعبير عن مشاعرها من خلال الشخص الثاني الذي يضجر من عدم إيصال الماء الى غابات حبه هذا التعبير الذي وضفته الكاتبة التي ما تلبث عن تعبر عن شخصيات اسود دانتيل بكل تفاصليهم ومع ان عددهم كثير لكن نجدها تعطي لكل واحد حقه مبين دوره والمحور الذي يتحرك في داخل النص ان تقمصها لكل شخصية والتوضيح انفعالاتها وا على صناعة الفرد وتقمص شخصيته يدل على سعة الخيال والخيال كما عرفه بعادها النفسية والفنية وربطها في الرواية يدل على مقدرة الكاتبة على صناعة الفرد وتقمص شخصيته يدل على سعة الخيال والخيال كما عرفه ايلمان كراسنو في كتاب الحداثة الجزء الثاني حيث يقول إن الانشغال التام بالخيال الإبداعي هو احد السمات المميزة للأدب  المحدث و يرجع اهتمام الفلاسفة بالخيال الإبداعي إلى القرن الثامن عشر وقد اهتم الكثير من المبدعين في شتى المجالات الإبداعية  بصناعة الخيال ويكاد لا يخلو نص إبداعي، أياً كان من الخيال، بل أصبح الخيال أحد مقاييس الإبداع تقول الروائية في جزء ثاني من العمل .

في الصباح تواجهنا بانتظار إفطار لم نمسسه مذيع يردد كلامأ عن اغتيال بذكرى النصر ظل الراديو كما التلفاز يبثان آيات من الذكر الحكيم وصورأ ومشاهد مكررة التفتت إلي وكان الضوء ينعكس على وجهها عبر النافذة الكبيرة بدأت تعد خليط السكر والشاي الجاف في قعر الكوب صبت الماء الساخن من البراد النحاسي الذي انطفأت لمعته تناولت معلقة صغيرة وبدأت في التقليب تأملت خطوط وجهها الذي بت لا اعرفه .

مشهد صامت تصف فيه الروائية جلسة صباحية بين اثنين وتتناول به أدق التفاصيل ولا تترك أي حيز دون ان تشغله فهي تصور الزمان والمكان ثم توضح تواجدهم في أي بقعة وكل شيء موجود اذا كانوا في غرفة او حديقة وتحلل حركاتهم في نسق مع الحوار الذي يدور ضمن المشهد ورد الفعل وهذا الأسلوب كان يشتغل به الروائي الفرنسي الكبير اميل زولا رائد الواقعية الانطباعية او طباعي وهو تيار ثقافي ظهر في أوروبا في منتصف القرن التاسع عشر عقب اضمحلال اتجاهات الرومانسية. ظهر مصطلح الواقعية للمرة الأولى مرتبطاً بالرسم عام 1850، إلا أنه توسع بعد ذلك ليشمل جميع الفنون. وفي الأدب انعكس جليًا وبشكل كبير في الرواية ويعد زولا أشهر ممثليه وفي اسود دانتيل نجد الانطباعية تشكل حضور كبير حيث وصف  حتى اصغر الأشياء وليس المكان والزمان فقط بل حتى حركات الأشخاص داخل العمل من مما يجلك وأنت طالعه تشعر انك تعيش مع المنتج الإبداعي والبراعة الحقيقية في التنقلات التي تعجلك تشعر انك مع حدث يومي او مسلسل متوصل لا يمكنك ان تضيع حلقة منه وهذا يجعل الرواية تفاعلية وبني علاقة بينها وبين الملتقي الشريك الثاني .

تقول سليمان في جزء ثاني :

نهضت كالمجنونة غير قادرة على ترتيب أفعالي بحثت عن أشياء في غير مكانها وارتد نظر إليه قست طوله بالتقريب يفوقني طولا بحوالي عشرين سنتيمترا لفت نظري لمعان سلسلة فضية مندسة في شعر صدره حالك السواد أوشك إن يضبط تعلقي به فانحنيت سريعا أتحسس الأرض فيه حاجة وقعت منك لا قلتها بينما أتساءل كيف أبدو يا ترى رتبت شعري  بانفعال قشتريرة لفتني وميض حار يسري بكل جسدي .

تسرد الروائية لحطة تجمعها بأحد إبطال العمل في مكان ما وتصف داخل القطعة السردية ارتباكها ومشاعر تدل على وجود الحب نستدل هذا من اهتمامها بنفسها وارتباكها لكن اللافت في الموضوع تنبهها إلى فرق الطول وقد حددته بعشرين سنتمتر وملاحظتها للميدالية على صدره وشعر صدره أنها تحاول وضعنا في الداخل الحدث بالشرح الوافي ونتقل ما تحس به في محاولة منها لجعلنا نشاركها الإحساس ان الخطاب الروائي في دانتيل يعتمد على ايصال الفكرة كاملة موجزة حيث نجد الكاتبة تنقل حركاتها حين تقول (فانحنيت سريعا أتحسس الأرض فيه ) بعد ان شرحت ارتباكها هي تضع الصورة حية فلا نجد استعارات خيالية لكن جوانب جمالية ترقي الموضوع أي اشبه بالواقعية السحرية وهي  تقنية روائية غلبت على كثير من الأعمال الروائية في الأدب الألماني منذ مطلع الخمسينيات و أدب أمريكا اللاتينية كما إن البناء في النص الروائي ذو علاقات المتبادلة بين العناصر الأساسية المكونة لبنى يمكن ان تكون موحدة في الطرح ولا عجب ان تجد في ( اسود دانتيل ) كل هذه العناصر كالواقعية الانطباعية والسحرية والبناء والسرد الفني والسبب حجم الرواية الذي تصل عدد صفحتها الى 581 صفحة تقول في احد أجزائها .

قلبت امي كفيها مرتعبة نعم صفعته بقوة كادت تقلع عينه اليمنى من محجرها اتجه للمرأة ليتأكد من علامات أصابعها الخمس لم تبك بل ظلت تحاول استدعاء أي نوع من التعابير فلم تحد اما فظل لبرهة ذاهلا يرتجف بعض خطوات قصيرة له وتلعثم حاجة للبكاء لها واجه صورته المنعكسة رشق المرأة بقارب الفاكهة الخزفي تفتت الزجاج قطعأ كقلبها آسفة ما قصدتش ما قصدتش استدار بخطى عريضة صفق الباب خلفه  .

حبكة أدبية تتمثل بالصراع الذي تضعه حورية سليمان نجد شيء منه بهذا القدر الذي اطلعنا عليه فقد كانت بدايتها تتكلم عن أمها التي  صفعت الولد ولم يكون الخطاب عادي بل مشوق حين كانت إلام تقلب كفها مرتعبة من الضربة التي كادت تعلق عينه وتستمر بالسرد دون الحوار لقد أخذت فكرة الضربة ما يكفي لتشكل عند القارئ مفهوم قوة المرأة وتصرف الولد الذي انسحب وغلق الباب خاتمة جيدة ونجد الحبكة بطبق الفاكهة ورميه واعتذر بلهجة مصرية دراجة  لكي تكون الرواية قريبة من الذائقة العامة في خلاصة هذه الرحلة القصيرة في رواية ( اسود دانتيل ) نخرج نتيجة ان هذا العمل العربي شكل حضور في الذهنية عند المطالع العربي من حيث هو متكامل من كل الجوانب ومع اني وضعت التركيز على الواقعية الفنية تارك للمتلقي الاشتباك مع الرواية وفك شفرها والوصل لماهية الإبداع .