بقلم / عدي العبادي ” العراق “
يفتح الترميز فضاءات التأويل وقد كان محط اهتمام ودخلت في كثير من المجالات منذ ظهورها في فرنسا في أواخر القرن التاسع عشر كرد فعل للمدرستين الواقعية و الطبعانية و ظهرت إعمال كثيرة رمزية في الشعر والقصة الروائية و اجتذبت الحركة لها الكثير منهم الشاعر الفرنسي الشهير آرثر رامبو الذي تحول من الرومانسية الى الرمزية.
و أصبح شاعر رمزي و مع مرور زمن طويل على تداول الترميز و خروج تيارات جديدة الشاعر الكبير فارق بنجر يشكل في خطابه الشعري اعدة انزياحات يقول في احد نصوصه :
هذا حصادك هل في البوح منتظر
واليوم أنت بهذا المجد تأتزر
حلم من الوهج النهري رافده
من ديمة الشمس مخضل به النهر
الشعر نمنمها في غصن أيكته
ورنحتها الصبا والمزن والزهر
أجاد الشاعر في الربط بين عوالم خارجية كالنهر والشعر و بطل قصيدته هذا حصادك القصيدة الذي ارمز له بانت الضمير المخاطب لأنه يعرف ان تصورتنا ستحيلنا الى ان المقصود في الكلام شخص ثم ادخل وظف ديمة الشمس ان ليصنعان عبارة شعرية و لم يباشر في القول أنت انه يشتغل على وضع استعارات فنية يقول في نص ثاني :
ياعامُ ، أطلقْ لناهاماتِ ألويةٍ
مِنَ السماء تنادي بالسلام غَدَا
الأرضُ تضرِبُ في نارٍمُحمَّأةٍ
مِنَ الجراح وهُمْ قدأضرمواالرَّشَدَا
يشكل الحدث جانب مهم في شعر فارق بنجر الذي اشتغل عليه لذا تجد نصوصه عبارة عن مجموعة أفكار و أطروحات لانه يهتم بثيمة العمل اكثر من السرد وفي هذا النص المطروح امامنا يصور لنا علاقة السماء بالأرض من خلال لغة شعرية ومع انه تعدد في الطرح لكنه ظل محافظا على بنية النص و الايقاع الداخلي ان هذا التعدد يعود لقدرة الذات الشاعرة عند بنجر فهو بدراما شعرية يوصل لنا الحدث مكون من ما كتبه لحظة شعرية معبر عن حياته فالنص ينبع من ذاتية هذا أشبه بقصيدة ارض اليباب او ارض الخراب التي كتبها الشاعر و الناقد الكبير تي. إس. إليوت،ا .
