جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

ثقافة و فن

قراءة في تجربة الشاعرة العراقية ميسرة هاشم

10394530_718864054851188_452565621004079478_n

بقلم / عدي العبادي 

ان حضور الصورة الشعرية في النص يشكل تميز للشعر عن الخاطرة و من ميزات هذه الصورة المجاز حيث يذهب كوهن الى ان الشعر مجاز المجاز.

و كما أنها تحمل إبداع الذات الشاعرة التي يملكها الشاعر ويبرع في رسمها ضمن سياقات وهندسة نصية قد تكون هذه الصورة نتيجة انفعال عند الشاعر في عملية القبض على اللحظة او تراكمات في داخله وكل ما يعنينا كمتلقين جمالية الصورة وفنية نسجها من خلال المطالعة لنصوص الشاعرة العراقية ميسرة هاشم نجدها اشتغلت على الصورة الفنية مع محاور عدة .

دعني أمارس غوص الأفكار

أدون حماقاتي التي أحببتك فيها

منذ زمن اللهفة والصدفة

التي جمعتنا على هامش الفنجان

في زمن الحرب والسلام

والجريمة والعقاب

وبصمة ذلك الإبهام

ستكون بصمتي مختلفة

جأت في لحظة الإنفجار العاطفي والجسدي و نار الرغبة عند تفكيك هذا النص لدخول إلى عوالمه لكشف مدلولاته نعرف ان الشاعرة يتحدث عن واقعية و هي تترجم عن نفسها أحاسيس أطلقها بطريقة شعرية معبر عن ذاتية يذهب الناقد العربي سلماوي إلى إن النص ابن الشاعر أو تجربة ممسوخة منه اي مكون من حالة عاشها تبرز ملامح ما يشعر به وميسرة في كتابتها بوح عن تصوراتها من خلال فنية طرحها بأسلوب خاص فهي تملك موهبة تمكنها من التعبير عن

إرهاصات

و الوطن ليس منهم.

مدان بدمي مدان بعطش عمري

أسقي يا كهرمانة

أرض وطني ماتت

لأجلها الألف ألاحداق

فلا تسألي أمي عن النواح

وظفت الشاعرة في هذا النص الوطني كهرمانة وهي شخصية اسطورية عرفت في قصص الف لليلة ولليلة وجعلت الحوار مفتوح معها لكن الرسالة على من اعتبرتهم سبب خراب وطنها .

يرفض الكاتب الأمريكي الكبير كلنر الاعتراف بالمركزية و توحيد الرؤية فالإبداع ذاتي لا يملك علاقة بحركة او البقاء عليها لانه ترجمة لمشاعر عاشها المبدع وجسدها على شكل عمل .

وقد استطاعت الشاعرة ان تترجم لنا ما تشعر به اتجاه الوطن و جعلتنا في تناغم من ما طرحته التي طرحتها والأبدان أحجية تنحت ملامحها من حجر على عجل صرير مبتذل شارد بظلال العجز يسقني جرعات الهلع على عجل مناجاة كفن مجموعة أطروحات جمعت بنسق تحت مسمى النص .

وقد برعت الشاعرة باختزال شعري فكان اشتغالها بالتأويل تاركا للمتلقي عملية الاشتباك مع النص وفك شفرة لمعرفة ما تريد الشاعرة قوله فالمتلقي المرسل له المعني بالخطاب ولهذا يسعى كل شاعر إلى إيصال منجزه للذائقة وتسويق مشروعه الإبداعي ونلاحظ ان ميسرة جعلت الخطاب مفتوح حيث كانت البداية صورة جميلة و تشبيه حداثوي بقولها والأبدان أحجية تنحت ملامحها من حجر وتتضح الدلالة بهذه الصورة على انها ابتكارات ذو طباع خيالي معرفي حيث تحمل جوانب فكرية ناضجة.