جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

في بعض الجامعات: الدكتور غير المتفرغ كبائع الّْفِّجلْ!

الكاتب الصحفي الباحث المفكر والمحلل السياسي الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل رئيس المركز القومي لعلماء فلسطين، عضو اتحاد المدربين العرب عضو الاتحاد العام للكتاب والأدباء والشعراء العرب عضو الاتحاد الدولي للصحافة الالكترونية

مدير مكتب فلسطين والمستشار الاعلامى والثقافى

حينما يهُان العلم، والعلماء، ويفشو الجهل، ويتكلم الرويبضة التافهين بأمر عامة الناس، ويرفع الوضيع، ويخُفض العالم الجليل!؛ ويكثر الهرج، والمرج، والشر، والقتل، والكذب، والسوء، فاعلم أن الساعة قد اقتربت، وأزفت الأَّزِفْةَ ليس لها من دون الله كاشفة؛ وأن الدنيا عليها السلام!؛ وحينما تصبح الكثير من الجامعات العلمية تعمل علي عكس من رسالتها، كمنارات علمية وتربوية وتعليمية؛ فتتحول لشركات ربحية خاصة؛ وتهضم حقوق المحاضرين غير المتفرغين فيها؛ وتخالف حتي الفطرة التي فطر الله عز وجل الناس عليها؛ إن الله عز وجل قد رفع مكانة، ومقام العلماء، فقال تعالي: ” شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ، وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”؛ وهنا لابد من التحرك ودق ناقوس الخطر، لأنه بالعلم ترقي الأمُم، وتعلو الهمم للقمم؛ وذلك حينما يكرم المُعلم، صاحب الرسالة السامية العظيمة؛ وهنا رسالتي إلي أخي، وصديقي معالي وزير التربية والتعليم بفلسطين الدكتور صبري صيدم، فنتمنى منُكم المتابعة، والمراقبة والمحاسبة الأكاديمية للجامعات العامة والخاصة، في قطاع غزة علي وجه الخصوص!؛ فمن المؤسف، ويندي له الجبين أن تكون جامعات بأسماء، ويافطات ودعاية كبيرة، وعظيمة، وتّبِينْ لسعادتكم حينما تزورنها، بأنها منارات؛ وتتزين هي، ومن فيها، وترسُم طابعًا نرجسيًا، ورديًَا كالملائكة!؛ والحقيقة المُّرةْ أن غالبية تلك الجامعات بعدما تأخذ ترخيص من وزارة التعليم العالي، تخالف المعاير، والقوانين، فتبخس الموظفين، وبخاصةً المحاضرين غير المتفرغين من حملة شهادة الماجستير، والدكتوراه حقوقهم ( فويلٌ للمطففين)، الذين يهضمون المحاضرين الجامعين حقوقهم؛ وسأقولها، وبكل صراحة، وبلا أي وجل، فنحن لا نخاف في الله لومة لائم – بماذا تُفسر سعادة الوزير الجامعة التي تعطي الأستاذ الجامعي المساعد من حملة شهادة الدكتوراه، غير المتفرغ بالجامعة ويعمل بنظام الفصل الدراسي أي ( أربعة شهور بالتمام والكمال) 3 ساعات أو 6 ساعات تدريسية، راتبًا فصلياً بعد أربعة شهور لهذا الدكتور أقل من راتب بواب في عمارة أو أقل مما يجمع بائع البصل والفجل في السوق شهرياً!!؛ ولا يأخذ الدكتور غير المتفرغ حقه الا بعد الفصل الثاني أي بعد فصل، ونصف أو فصلين كاملين، (عام دراسي كامل)، ويكون راتب ذلك الاستاذ الدكتور الجامعي غير المتفرغ بالجامعة في الفصل لا يتجاوز في الشهر ( 150$) ما يقارب في الفصل (600$) والله إنها مهزلة عظيمة، و قّمِْةَ الُظلم ما يحدث من التطفيف لحقوق العاملين من العلماء المُعلمين المحاضرين الأساتذة الجامعين غير المتفرغين!؛ فبعض الجامعات تخفض مخصص المحاضر علي مزاجها، بلا أي رقابة، ولا وازع ضمير فتحاسب المحاضر غير المتفرغ ممن يحمل شهادة الدكتوراه أقل من 9 دنانير بالساعة – فويلٌ للعرب من شر قد اقترب!؛ فُويلٌ لكُِل مُطُففٍ، وظالم، ويسمون أنفسهم برئيس جامعة، ومجلس أُمناء، ومجلس إدارة الجامعة الخ…. وجُلهُم مستثمرون بالجامعة يعملون (كتجار، فُجار، كلصوص بُِرخُصة)، ويلبسون ثوب العفاف، والتقوي، والعلم، وأجمل الثياب، وأرقي العبارات والابتسامات الصفراء؛ وقلوبهم سوداء مظلمة، وللأمانة مفروض أن يعمل بعضُهم تجار في سوق النخاسة في شركات ربحية “ضالة ظالمة” لمن يعمل فيها!؛ وهذا أفضل لهم من التكسب علي حساب المحاضر الغلبان المغلوب علي أمرهِ، والذي يأخذ أي بواب في عمارة أو بائع خس، وجزر، وفجل في سوق الخُضار راتب أكثر وأفضل من هذا الدكتور الجامعي الغير متفرغ بالجامعة، والذي إن عسعس، وتنفس بكلمة، قالوا لهُ نأتي بدلاً عنك كمحاضر واحد بمائة غيرك!!؟؛ أتمني أن تصل الرسالة لوزير التربية، والتعليم، وأن يرفع أولًا رواتب المعلمين بشكل عام لأنهم بناة الأُمم، والأجيال، والأوطان، وأن تُّفعِلوا نظام الّحِسابْ، والثواب، والعقاب، والرقابة؛ لأنه صدق القائل” ” من أِّمِنْ العِقاَب أساء الأدب”؛ فلا، ولن يستوي من رفعهم الله عز وجل، مع غيرهم. “لا يستوي الذين يعلمون، والذين لا يعلمُون، لذلك فقد، وجب علي الوزارة أن تتحسس الأمر بنفسها، وتعمل تحقيق، وفحص شامل، وكامل، وبحث، ومسح شامل لكل ملفات الجامعات من غير استثناء أحد، فإما أن تكون جامعات تلتزم مجالسها بالقانون العام، وتعمل بمهنية، وأمانة، وصدق، وتعطي العاملين حقوقهم، وأن لا يجعلون من الحاضر الغير المتفرغ لديهم مثل السلم يصعدون عليه ثم يلقونه في زوايا الغرف المًهملة، المُعتمة، أو “كالثور في الساقية”، يستغلونهُ بلا رحمة والمقابل المالي لمربي الأجيال المُعلم المحاضر يساوي صفر!؛ لذا وجب، ويجب، وآن الأوان لوقف تلك التجاوزات، فإما أن تكون جامعات، ومنارات علمية، رافعة للوطن، والطالب، والمحاضر، أو أن تعمل في تجارة أُخري غير مهنة التكسُب من التعليم، ومن قوت ودماء المًحاضرين الأوفياء !.