جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

مقالات

فن ادارة الحياة

14030792_280357335676911_282791555_n

الشيخ د.محمد الخلاني

                 ممثل الطريقه الرفاعيه القادريه العراقيه في مصر

حقيقته عن.. العُمر الذي يعيشه الإنسان.. ؟
عزيزي القارئ الكريم هل تعلم أنَّ النقطة إذا تحرَّكَت رسَمَتْ خطًّا.. والخطّ إذا تحرَّك رسم سَطحًا.. والسَّطح إذا تحرَّك رسمَ حجمًا.. والحجم إذا تحرَّك شكَّل زمنًا..
لذلك قالوا: الزَّمن هو البُعْد الرابع للأشياء.. والزَّمن مُتعلِّق بالحركة.. والإنسان في حقيقته زمنٌ! لأنَّه يتحرَّك إلى نقطة ثابتة.. والأيام تمضي.. والأسابيع والأشهر و السنوات.. ثم يجيء الأجل و ينتهي العمر.. فالإنسان في حقيقته زمن.. والله عز وجل يقول:
﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾

ما هي خسارته؟
إنَّ مضيُّ الزَّمن يستهلك الإنسان.. فالإنسان أحياناً يتوهَّم أنَّه صَغر سِنُّه إذا عدَّ عمرهُ عدًّا تصاعدِيًّا يقول لك: (كبر سِنِّي) أما إذا عدَّ عمرهُ عدًّا تنازليًّا..يقول: (كم بَقِيَ لي؟) الإنسان إذا سأل هذا السؤال وقَع في حرجٍ، هل بقيَ بِقدْر ما مضى؟..إذا كان الذي مضى مضى كلَمْح البصَر فالذي بقي إذا كان أقلّ مِمَّا مضى سيَمضي بأقلّ مِن لمْح البصر.. ثمّ يفاجأ الإنسان انَّه أمام عمله.. إن خيرًا فخير.. وإن شرًّا فشرّ.. فالعُمر هو ظرف العمل .

فالله عز وجل عمَّر لنا العمر المناسب..لأنَّ موت الإنسان أخطر حَدَثٍ في حياته.. لأنّه انتقال كُلِّي مِن دارٍ إلى دار.. وخَتْمُ العمل.. وإغلاق باب العمل..والدليل قوله تعالى:
﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾ [ سورة الملك: 2 ].

قال الحسن البصري: ” ما من يوم ينشقّ فجره إلا ويُنادي يا بن آدم أنا خلق جديد..وعلى عملك شهيد.. فتزوَّد مِنِّي فإني لا أعود إلى يوم القيامة”.

نحن الآن في بحبوحة .
والقلب ينبض.. وتؤدِّي زكاة مالك.. وتؤدِّي الحقوق التي عليك.. اغتصَبت مال الورثة..هذا كلّه محاسب عليه فانْتَبِه وأدِّ ما عليك لأنَّ العمر محدود.. ولا يوجد تأخير.. فالمقتول يموت بِأجله والقاتل يُحاسب كَقاتِل.. (هكذا عقيدة أهل السنة.).

جاء في الاثر ..أنت بين خمسة أيام .. ويوم مفقود.. ويوم مشهود.. ويوم مورود.. ويوم موعود.. ويوم ممدود.. فالمفقود هو الماضي.. والمشهود الحاضر.. والمورود الموت.. والموعود يوم القيامة..والممدود إما في جنَّة إلى أبد الآبدين..وإما في نار إلى أبد الآبدين..(وأخطر هذه الأيام هو اليوم المشهود الذي تشهدهُ، لا تقل: سوف) أدِّ الذي عليك في الحاضر.. ولا تُسوِّف.. فلا تمت وأنت متلبّس بِمَعصية .