جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

ستعيش على حدّ السيف والحراب

الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبدالله أبو نحل
الأستاذ الجامعي غير المتفرغ- المفوض السياسي والوطني
مدير المركز القومي للبحوث العلمية

مدير مكتب فلسطين

عُرفت بعد قيامها علي أنقاض نكبة الشعب الفلسطيني بدولة (إسرائيل) ومنذ ذلك الوقت إلي أن تقوم الساعة سوف ستعيش هذه الدول المارقة الغاصبة لفلسطين على حدّ السيف والحراب، وستستمر المواجه!، لأن هذا الكيان الاحتلالي الانحلالي المسخ، صاحب نظرية الأرض المحروقة والفصل العنصري، وعصابات المغتصبين المستوطنين الإرهابين المجرمين. قامت علي نظام العصابات من خلال القتل والمجازر والمذابح بحق الشعب الفلسطيني الأعزل؛ ممنذُ ما يزيد عن أكثر من نصف قرن من الزمن تستمر وتتواصل سلسلة تطول من الممارسات الاجرامية القمعية والهمجية والإجرامية لقوات الاحتلال الصهيوني منذ احتلالها فلسطين عام 1948م، جرائم يطول شرحها وتقشعر لها الأبدان ويندي لها جبين الإنسانية، والتي وصلت لدرجة الانحطاط الأخلاقي بل انحطاط أقل مما يقال عنه حيواني وخنزيريه صهيونية، فلقد تغول الاحتلال مؤخراً من خلال قيامهِ باعتقال الأطفال الُقّصر بفلسطين، وممارسة أبشع انواع القمع والفاشية بحقهم؛ فتحت ضغط المحققين الصهاينة، وأساليب التهديد، والوعيد، والشتائم، والترهيب، التي مُورست بحق الطفل الصغير الأسير/ أحمد مناصرة ابن الثلاثة عشر عامًا من أجل انتزاع اعتراف منه خلال ما يقارب ربع ساعة مصورة، شاهد الناس يوم 20/10/2015 شريط فيديو لعملية التحقيق مع الطفل الاسير الجريح احمد مناصرة 13 عاما، قامت وسائل الإعلام والفضائيات بنشرها ليراها العالم ويري بطش وهمجية وبربرية الاحتلال. إن ما حدث مع الطفل أحمد مناصرة ، يتكرر يومياً المشهد مع مئات الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال وبالتحديد في سجن هشارون المخصص للأطفال، حيث يمارس الاحتلال الإسرائيلي المجرم التعذيب بحق المعتقلين الأطفال لقتل الطفولة في قلوبهم، وكان الطفل الأسير أحمد مناصرة من القدس تعرض للشتم والاعتداء وهو ينزف قبل اعتقاله، وخلال التحقيق تم تهديده من قبل ضباط جهاز الشين بيت – المخابرات الصهيونية، فلقد وقف المحقق الاسرائيلي (موشيه كوهن) أمام هذا القاصر المصاب، والذي هشم الجنود و المستوطنون رأسه عند اعتقاله، دهسوه وضربوه ، رقصوا واحتفلوا حول دمه النازف ، داعين الى اعدامه وقتله، وبعدما نجا احمد مناصرة من الموت المستباح في شوارع القدس عندما لاحقوه وطاردوه وعذبوه، لكنه لم ينج من محاولات سحق طفولته وبراءته امام هذا المحقق كثير الصراخ، المتوتر، المريض، والذي يمارس الخنق والتعذيب النفسي على هذا الطفل…كان المحقق يتعذب لأن مناصرة لازال امامه حياً، وكلما صرخ فيه قال لهم ببراءة الطفولة: ” مش متذكر”، إن أحمد مناصرة قتل الاحتلال طفولته في المهد، هكذا أراد المحققون وضباط وقضاة دولة الاحتلال الذين شرعوا قانونا لأجل اعتقال الأطفال الفلسطينيين، هذا هو الاحتلال الصهيوني الفاشي الذي لا يرحم صغيراً أو كبيراً ولا يري أي فلسطيني أمامه سوي هدف مشروع لقتله، هذا الاحتلال الذي يعشق السادية والقتل والفتك، ويتلذذ في عذاب الضحية الفلسطيني، من خلال تعذيب الأسري وضربهم على رؤوسهم، وانتزع اعترافات منهم بالقوة والتهديد، فسجل الاحتلال حافل بجرائم اعدام الاطفال الفلسطينيين في كل مكان وفي المظاهرات وعلى الحواجز، وفي الزنازين وأقبية الظلام والظلم أقبية التحقيق؛ كما حدث مع الطفل الأسير أحمد مناصرة الذي لم يعد طفلا منذ الان، فلقد ضُرب وعُّذِب واعتقل في دويلة صهيونيه مجنونة مهووسة جردتها جرائمها الفاشية النازية من ذاتها الانسانية والاخلاقية، وصعدت فوق مدافعها وطائراتها تصطاد البشر الذين يثبتون الجدارة على الحياة، فلقد وجد الاحتلال خلف الابواب المغلقة جيل من الشباب ولدوا فوجدوا جدار الفصل العنصري أمامهم، ومئات الحواجز، وأزيز الرصاص والقصف للمدراس، فاشتموا وتجرعوا روائح الغاز السام الذي يطلقه جنود الاحتلال، وساروا في كل جنازة شهيد، فأصبح الأطفال في فلسطين يولدون كباراً ، ويولدون ومعهم قنابل أحلامهم المتفجرة ويحملون نعوشهم الصغيرة. إن البطل الطفل الأسير أحمد مناصرة لم يعد طفلا منذ الآن، والذي امامه يمثل دولة ناكرة انها دولة محتلة، تحشوا مناهجها التربوية والتعليمية بالبارود، وتفخخ عقول تلاميذها بالنار والكراهية للآخرين، انه التطرف والعنصرية التي لا ترى اطفالا في العالم؛؛؛ إن احمد مناصرة لم يعد طفلا منذ الآن، فالمحقق يعيش في دولة خوف اليهود كما قال الصحفي الاسرائيلي ناحوم بارينع، والى الابد ستعيش على حدّ السيف والحراب كما قال نتنياهو، لم يتصالح الثقافي مع السياسي في دولة اسرائيل ، ظل الاول مشحونا بذاكرة المنفى والاقصاء محبوسًا في غيتو المحاربين فوق الابراج ، داخل دائرة القنص والقتل، لا يمد الثاني الا بالبزة العسكرية ومفاتيح السجون وأناشيد حرس الحدود؛ فلم يعد طفلا في فلسطين منذ الآن، كلهم رجال – فلم يرتجف الضمير الانساني في العالم أو في دولة الاحتلال أمام مشاهد اعتقال القاصرين الاطفال والاعتداء عليهم بطرق وحشية جسديا ونفسيا، ولم يسألوا انفسهم لماذا لا يبتسم اطفال فلسطين؟؟ لا ينامون، ينفجر نعاسهم فزعا وصرخات، و دوماً يستيقظون علي صوت قصف الطائرات ومدافع الدبابات_ إن الطفل البطل الأسير أحمد مناصرة لم يعد طفلا منذ الآن، لأن دويلة الاحتلال غيرت نصوص وأحكام القانون الدولي والاتفاقية العالمية لحقوق الاطفال، فتحت سجن جدعون للقاصرين، حشدت المئات في عوفر ومجدو وعصيون وحوارة، واطلقت الكلاب عليهم، شبحتهم في البرد الشديد، فقدت توازنها عندما أصيب المحقق بهذيان وهو يصرخ: السكين السكين؛؛ وحينما خرج وزير التربية الصهيوني يحمل مسدسه وخرج الى الشوارع، ووسائل الاعلام الاسرائيلية عرضت لعبة لتعليم الاطفال على كيفية قتل ومحاربة كما يقولون : (المخربين ) الفلسطينيين ، إن الصهاينة ينشئون جيل من القتلة، لا يعرفون معناً للإنسانية أو الحب ولا يفهون معني السلام ولا الرحمة أو الشفقة إنها الخنازيرية الصهيونية التي وصلت لاعتقال أطفال فلسطينيين لم يبلغوا الحلم، وتحكهم بالسجن الفعلي اتني عشر عامًا؛ فمذ الأن كل جندي ومستوطن وقاضي صهيوني أصبح جلادًا وقاتلاً، ولهذا اعتقلوا أكثر من الف طفل منذ بداية شهر أكتوبر الماضي، واصدروا اوامر اعتقال اداري بحق اطفال قاصرين ، وجربوا على أجسادهم كل صنوف التعذيب، لم يعد أطفال فلسطين أطفالاً منذ اليوم فهم في معتقلات الصهاينة معتقلين بلا أُم وبغير أب ولا اصدقاء، أو أقارب ولا مغيث، لا هيئة الأمم المتحدة بل أصبحت هيئة لمم، ولا أمم متحدة، لقد سقطت الانسانية في العالم، أما الديمقراطية فهي كذبة كبيرة – الأن أحمد مناصره وحده في الزنزانة بعدما أصدر قضاة المحكمة المركزية للصهاينة، يوم الاثنين الماضي، حكمًا بالسجن الفعلي على الأسير الطفل أحمد صالح مناصرة والأسيرة إسراء جعابيص. لقد كبر أطفالنا ألف مرة؛؛؛ فيا دامي العينين والكفين إن الليل زائلٌ – فلا غرف التحقيق باقية ولا زرد السلاسل، والنصر حليف الشعب الفلسطيني البطل، وستبقي دويلة الاحتلال المسخ تعيش علي حد السيف والحراب حتى تقوم الساعة، وهذه الحقيقة القرآنية الخالدة التي أنزلها الله عز وجل وسطرها في كتابه الكريم في قوله تعالي: وإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إلى يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوٓءَ ٱلْعَذَابِ ۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلْعِقَابِ).

ربما تحتوي الصورة على: شخص واحد ، ‏‏‏محيط‏، ‏‏في الهواء الطلق‏، ‏ماء‏‏‏ و‏طبيعة‏‏