جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

خَابَ مَن حَمَلَ ظُّلَماً زُخارف، ومتاع الحياة الدُنيا كثيرة، وجميلةٌ، ورَحبَة، وواسعة

الأديب الكاتب الصحفي، والباحث، والمفكر العربي الإسلامي والمحلل السياسي الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل “أبو عدي” رئيس، ومؤسِس المركز القومي لعلماء فلسطين، والعرب الأمين العام لاتحاد المثقفين والأدباء العرب في فلسطين عضو الاتحاد الدولي للصحافة الدولية، والصحافة الالكترونية عضو مؤسس في اتحاد الأدباء والكتاب العرب – القاهرة عضو مؤسس في اتحاد الأكاديميين، والعلماء العرب عضو مؤسس في جمعية البحث العلمي والدراسات dr.jamalnahel@gmail.com

خَابَ مَن حَمَلَ ظُّلَماً زُخارف، ومتاع الحياة الدُنيا كثيرة، وجميلةٌ، ورَحبَة، وواسعة، وبِرغَمِ جمالها تأتي علينا فيها أوقات حزينة، وأُخري رغيدة، وسعيدة، قال تعالي: وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ”

، وقال تعالي: “وعنَتَ الوجوهُ للحيِ القيُومَ، وقد خاَب من حَمل ظُلماً”؛ فَحينما يحيا الناس سواسية متساوين متُحابين مُتراحمين، مُتقين تري معيشةً إيمانيةً أمِنة إنسانيةً، اِنسَيابية طيبة،

وذلك حينما يكون العدل أساس الملك. فكانت الدُنيا في هذا الكُون سُكُونْ، وكأنها لم تَكوُن، وكان الله حينما لم يكُن أحد، ويبقي الله حينما لا يبقي أي أحد؛ فسُبحان الله الواحدُ الأحد، فحينما تفني كُل الخَلائق، وينادي الله عز وجل: “لمن الملكُ اليوم فلا مجيب فيقول الملك للهِ الواحد القهار”؛ وفي الحديث الشريف: “اللهُم أنت الأول فليس قبلك شيء،

وأنت الأخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس قبلك شيء، وأنت الباطن فليس دُونك شيء”؛ فهنيئاً لكُلِ مَن كان رسولاً في الخير، والبذل، والعطاء، وعمل الصالحات،

من غيرِ انتظار جزاءً من الناس أو شكُوراً؛ فمن زُحزحِ عن النارِ، وأُدِّخِلْ الجنة فقد فاز؛ وسينجُو إن شاء الله كُل من كان بشُوشَاً مُبشِراً مُيسراً غير مُنفراً، مُؤمناً أميناً جُواداً، كريماً، طيباً، سَمِحاً، مُسامحِاً، صاحب قلبٍ مخمُوم، وذوُ خُلقْ، ودين، ويسبق خيرهُ شرهُ، وعندهُ الحِلم، والأناة،

والصبر، والتحمُل، والتأمُلْ، والتفكر، وكثير التوبة، والاستغفار، وعاش بين الناس في الدُنيا، وكأنهُ غريب أو عابر سبيل جَابرً للخوُاطِر، قاضياً لحوائج الناس، ومُصلحاً ذات البين، وحينما تنظر في وَجَهِهِ تري فيه الضياء، والنور، والسرور، والسلام، والخير المبين، والكلام الرزيِن، والحكمة والعطاء،

والسخاء. وقَدْ خَاب، وخَسر من أشرك مع الله أحداً!؛ وخاب، وخسر من كان ظالماً ظلُوماً فَحينما تولى، وتَرَأَسَ، وتملك أمر رعية فظَّلَمَهُم، وشقَ وكَذب عليهم، ولم يرأف بهم، ولم يعدل بينهم،

ولم يرحمهم!؛ وخاب من كان بخيلاً لئيماً، وخاب كُل من كان سيء الأخلاق، سَليِط اللسان، فاسد البُنيانِ والبنان، والقلب، والأركان، قليل الإحسان، خائنٌ للأمانة، ومَنَانَ، وظالمٌ لنفسهِ وموُبقهُا!.

ولقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَدُلُّ أُمَّتَه على جَوامِعِ الخيرِ وأبوابِه، ويُرغِّبُهم فيما يُقرِّبُهم مِن الجنَّةِ ويُباعِدُهم عن النَّارِ -وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “

رَغِم أنفُ رجُلٍ ذُكِرتُ عِندَه، فلم يُصَلِّ علَيَّ”، أي: خاب وخَسِر وذَلَّ وعجَز ولَصِق أنفُه بالتُّرابِ كلُّ مَن ذُكِر عِندَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فلم يَقُلْ: صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، “ورَغِم أنفُ رَجُلٍ دخَل عليه رمَضانُ، ثمَّ انسَلَخ قبلَ أن يُغفَرَ له”،

أي: خاب وخَسِر وذَلَّ وعَجَز ولَصِق أنفُه بالتُّرابِ كلُّ مَن أدرَك شَهرَ رمَضانَ، فكَسِلَ عن العِبادةِ ولم يَجتَهِدْ ويُشمِّرْ حتَّى انتَهى الشَّهرُ فلم يَظفَرْ ببرَكةِ الشَّهرِ الكريمِ ولم يُغفَرْ له، “ورَغِم أنفُ رجُلٍ أدرَك عِندَه أبَواه الكِبَرَ فلم يُدخِلاه الجَنَّةَ”، أي:

خاب وخَسِر وذَلَّ وعَجَز ولَصِق أنفُه بالتُّرابِ كلُّ مَن بلَغ أبَواه سِنَّ الكِبَرِ فلم يَجتَهِدْ في بِرِّهما ويَسْعَ في إرضائِهما حتَّى يُدخِلَه بِرُّهما الجنَّةَ”؛ ونرجو الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم جميعاً مَفاتِّيحً للخيرٍ، ومغَالِّيقً للشَرِ، وممن تُقضي على أياديِهِم حَاجَاتُ الناس، فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما : أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله:

أي الناس أحب إلى الله؟

وأي الأعمال أحب إلى الله؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً،

ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد ـ يعني مسجد المدينة ـ شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ـ ولو شاء أن يمضيه أمضاه ـ ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة ـ حتى يثبتها له ـ

أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام.” رواه ابن أبي الدنيا في كتاب: قضاء الحوائج، ” جعلنا الله وإياكمُ منهم، وممن يرسمون البسمة علي شفاه المحرومين، والمظلومين والمُعذبين، ومن ومع المساكين، ويعطون بسخاءٍ من غير اِنتظارٍ للثناء..