جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

أخبار مصر

ثورة 23 يوليو.. نقطة انطلاق مصر نحو العالم الخارجي

تأتي احتفالات ثورة 23 يوليو التي أسقطت الملكية وأعلنت الجمهورية وغيرت من سياسة مصر الداخلية والخارجية، في الوقت الذي تبني فيه مصر علاقات خارجية دبلوماسية جديدة مع بعض الدول التي كانت قد تدهورت العلاقات معها عبر الزمن وخاصة مع تغيير القيادات في الفترة الأخيرة.

تأثير ثورة 23 يوليو تجاوز حدود السياسة الداخلية المصرية وتحويل مصر من ملكية إلى جمهورية، بل لايزال حتى الآن يلقي بظلاله على علاقات مصر الخارجية ونظرة الدول الإقليمية والدولية إلى السياسة المصرية.

الثورة خارجيًا

رفع الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” شعار القومية العربية بعد ثورة 23 يوليو والتحرر من الحكم الملكي، وقال حينها “هل لنا أن نتجاهل وجود الميدان العربي الذي يحيط بنا وينتمي لنا بقدر ما ننتمي إليه؟ فتاريخنا قد اختلط بتاريخه وتداخلت مصالحنا مع مصالحه”، “هل لنا أن نتجاهل أن هناك ما يسمى بالقارة الأفريقية التي كان مقدر لنا الانتماء إليها؛ فهي القارة التي كان مقدر لها أيضا أن تشهد صراع مروع على طول تاريخها، هذا الصراع الذي سيصب تأثيره علينا للأحسن أو للأسوأ سواء شئنا أم أبينا؟”، “هل لنا أن نتجاهل وجود العالم الإسلامي الذي نرتبط به لا عن طريق العقيدة فقط بل عن طريق الحقائق التاريخية كذلك؟”.

انطلاقًا من هذا المبدأ سعى “عبد الناصر” إلى توحيد الجهود العربية وحشد الطاقات لصالح حركات التحرر العربية، حيث أكد مرارًا أن قوة العرب في الوحدة العربية التي تحكمها العديد من الأسس بداية من الأسس التاريخية مرورًا باللغة المشتركة وصولًا إلى الأسس الاجتماعية.

أقامت ثورة 23 يوليو تجربة عربية في الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير عام 1958، كما قامت بعقد اتفاق ثلاثي بين مصر والسعودية وسوريا قبل انضمام اليمن إلى هذا الاتفاق، وساهمت الثورة في استقلال الكويت ودعم الثورة العراقية وإعلان الجمهورية اليمنية ودعم حركات التحرر في تونس والجزائر والمغرب حتى الاستقلال، لتصبح مصر قطب القوة في العالم العربي مما فرض عليها مسئولية الدفاع عن نفسها ومن حولها على حد سواء.

الثورة داخليًا

استردت مصر من خلال ثورة 23 يوليو استقلالها السياسي عن طريق الإطاحة بالملكية وإعادة السلطة لأبناء الشعب، حيث تم إعلان الجمهورية وإعادة السلطة لأصحابها وتحقيق الجلاء وإرساء دعائم الاستقلال وتطبيق الإصلاح الزراعي وتقوية الجيش وتسليحه وإقامة الصناعة الحربية وتأميم قناة السويس وبناء السد العالي وإدخال مصر معركة التصنيع وتوفير التعليم المجاني وضمان حقوق العمال والضمانات الصحية والنهضة العمرانية، كما أحدثت الثورة تغييرات جذرية في مختلف البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

التدخلات المصرية العسكرية

التدخل العسكري المصري خارجيًا لم يكن من سياسة مصر المعتادة مع الدول الخارجية، حيث تحاول القيادة المصرية بقدر الإمكان الحفاظ على سيادة الدول الإقليمية والدولية دون التدخل المباشر في شئونها، ولكن عندما يمس الأمر الأمن القومي المصري أو العربي يبدأ التدخل السريع، حيث تدخلت مصر 5 مرات عسكريًا منذ ثورة 23 يوليو عام 1952، بعدما رفع الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” شعار القومية العربية والانتماء للقارة الإفريقية.

كان أول تدخل عسكري مباشر لمصر في دوله عربية بعد إعلان الجمهورية، هو التدخل العسكري في اليمن والذي استمر لمدة 8 سنوات وجاء بعد قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962، حيث اندلعت حرب بين أنصار المملكة المتوكلية اليمنية وبين أنصار الجمهورية اليمنية، وذلك عقب الانقلاب الذي قام به المشير “عبد الله السلال” على ملك اليمن الشمالي في ذلك الوقت “محمد البدر حميد الدين”، وانتهت الحرب بسقوط الملكية وإعلان الجمهورية العربية اليمنية، وهنا قدم “عبد الناصر” الدعم للجمهوريين حيث أرسل أكثر من 60 ألف جندي إلى اليمن، إضافة إلى المعدات والأسلحة والتعيينات والمستشفيات بكامل أطقمها الفنية والبشرية ومستودعات الوقود، ومخازن الأدوية وقطع الغيار والمهمات ومستلزمات المزارع، وورش إصلاح الأسلحة والسيارات، والمعدات الحربية والفنية.

وكان التدخل الثاني عندما قرر “عبد الناصر” التدخل عسكريًا لدعم الحاكم العسكري النيجيري “يعقوب جون” الذي أعلن حالة الطوارئ استعدادًا للحرب لاستعادة الإقليم الشرقي الذي أعلنه الحاكم العسكري لإقليم شرق نيجيريا “الكولونيل أوجوكو” مستقلًا عن الدولة في 30 مايو عام 1967، وأطلق على الإقليم “جمهورية بيافرا”، ومنع المسيطرون عليه توريد عائدات النفط للحكومة المركزية، وجاء دعم “عبد الناصر” للحاكم العسكري النيجيري عن طريق إرسال طيارين مصريين إلى نيجيريا، شريطة أن يكونوا من الطيارين المتقاعدين، رغم أن مصر وقتها لم تكن قد أفاقت بعد من آثار 5 يونيو.

أما التدخل الثالث فكان في قبرص عام 1978، في عهد الرئيس الراحل “أنور السادات” وهو الذي لا يعتبره البعض تدخلا صريحا، حيث قامت القوات المسلحة المصرية بقصف جزيرة قبرص في 18 فبراير عام 1978، وذلك ردًا على مقتل وزير الثقافة المصري في ذلك الوقت “يوسف السباعي” بإيعاز من الرئيس الليبي الراحل “معمر القذافي”، بإطلاق الرصاص على “السباعي” أثناء مشاركته في مؤتمر التضامن الأفرو أسيوي، بفندق هيليتون بقبرص، وأسفرت الأحداث عن إعلان مصر قطع علاقاتها مع قبرص وسحب اعترافها بالرئيس القبرصي “سيبروس كابرينو” واستدعاء بعثتها الدبلوماسية من ”نيقوسيا”، كما طالبت الحكومة القبرصية سحب بعثتها الدبلوماسية من القاهرة.

في عهد الرئيس الأسبق “محمد حسني مبارك” تدخلت مصر للمرة الرابعة، فقد شاركت القوات المسلحة في حرب تحرير الكويت عقب غزو العراق لها أغسطس عام 1990، وذلك ضمن تحالف دولي قادته الولايات المتحدة بمشاركة 30 دولة منها مصر، حيث شاركت بقوة مكونة من 35 ألف جندي توزعت بين أسلحة المدرعات والمشاة الميكانيكية والصاعقة والأسلحة المتخصصة.

جاء التدخل الخامس في عهد الرئيس “عبد الفتاح السيسي”، عندما قامت القوات المسلحة المصرية بشن ضربات جوية على معاقل المسلحين في ليبيا وخاصة تنظيم “داعش”، وذلك بعد ذبح التنظيم الإرهابي لـ21 مصري مقيم في ليبيا.

ا