جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

بَِأي ذَنبٍ تُحَارَبْ حَبِّيَبتِي؟!

الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسطين رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين سابقاً عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وعضو اتحاد المدونين العرب عضو الاتحاد العام وملتقي الأدباء والكتاب، والأكاديميين والمثقفين والمدربين العرب المستشار الثقافي لمنظمة أجنة للسلام، والديمقراطية في الأمريكيتين، والشرق الأوسط عضو الاتحاد الدولي للإعلامين العرب، وعضو الاتحاد الدولي للصحافة الالكترونية dr.jamalnahel@gmail.com

من المعلوم في المجتمعات العربية، والإسلامية وجُودْ الَكَرمِ، والجُود، والذي يُقابل من البعض بالجحوُد، والجمُود، والخُمود، والخمُول، والخيانة!؛ واشعال لهيبِ الجمِر المشُتعِلْ أكثر؛ حيثُ أن السيئة تّعُم، والحسنة تّخُص، بمعني: لو فعلت طول عُمرك خيراً، فهذا الخير يكون خاصاً بِفاعلهِ وصاحِبهِ المُحسن، ولكن لو وقع هذا المُحسن، وفاعل الخيرات في كَبُوةٍ بغير قصدٍ، فَعَمِل سيئةٍ،

تقوم علي راسهِ الدُنيا، ولا تقعد، ويتم تكبير السيئة الصغيرة لِتُصبح كبيرة، وكأن هذا الرجل المُحسن الجواد لم يفعل خيراً قط في حياتهِ!؛ وغالباً ما يتنكر له القريب، والبعيد، والعدو، وحتي الصديقّ في،

وقت الشِدةِ والضيق!؛ ولا يبقي معهُ إلا من أحبها قلبهُ حَبّيِبَتُه. يقُول تعالي: ” هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ”؛ وقال صل الله عليه وسلم: “من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه”؛

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ»، فلا يعقل أن نكون سيوفاً بتارة نَّضِربُ بها رقاب من صنع لنا معروفاً، وكانت حبيبة علي قولبنا . إن الله عز وجل فضل بعض النبيين علي بعض، وكذلك فضل بعض المرسلين علي بعض،

وفُضلت بعض الأماكن علي أخواتها، وبعض الأيام والشهور، فُضّلِتْ علي بعض؛ فإن الله عز وجل الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ما كان ليخلق شيئاً ويتركهُ سُدي!؛ وحينما يختار سُبحانهُ وتعالي أرض، وشعب بلاد الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية ليكون منها النبي الخاتم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، سيد الأنبياء والمرسلين ليس صُدفةً، وحينما تكون فيها قبلة العرب،

والمسلمين مكة المكرمة المشرفة المطهرة، “البيت المعمور”، ومثله، وفوقهُ البيت المعمور في السماء تطوف فيه الملائكة”؛ يقول صلَّى الله عليه وسلَّم: (دحيت الأرض من مكة، فمدها الله تعالى، من تحتها، فسميت أم القرى)، وذكر كلٌّ من ابن عباس أنَّ مكة المكرمة سميت بأمِّ القرى؛ لأنَّ الأرض دحيت من تحتها؛ لكونها أقدم الأرض؛ وثَمَّةَ أسرارٌ كثيرة لا يستطيع العلماءُ حصرها في اختيار الله – عزَّ وجلَّ –

لتكون بلاد الحرمين الشريفين والتي فيها العلم والعلماء، وأهل السليقة والبلاغة والفطنة والذكاء واللغة، والكرم والجود وحسن الضيافة، وقوة الشكيمة والحجة، وقوة الجسد، والصبر والجلد والتحمل، و المملكة العربية السعودية في طبيعتها الجُغرافية، بِشعابها، وسهولها، وجبالها وأرضها المباركة أسرار عميقة، وحتَّى عُلماء الغرب اكتشفوا أخيرًا – خدعة وخطأ –

دِقَّة خط جرينيتش؛ ليثبتوا للدُّنيا كلها وللعالم أجمع أنَّ خط مكة أكثر دقة، وأنه وسط العالم، والمَمَلكة شّعَبِهِِا صاَحب قوة يمانية، ورحمة ربانية، وعطاء لا ينضب، وفي الشعب السعودي ثورة فكرية، وثقافية عالية، وكياسة سياسية،

وتواصل اجتماعي؛ ولو سألتُم حجاج بيت الله الحرام كيف تقدم المملكة العربية السعودية ملكاً، وجيشاً، وشعباً، خدمات جليلة للحجيج، ويسهرون علي توفير كل سُبل الأمن والأمان والراحة لهُم، ولذلك كانت الجزيرة العربيَّة مهبط الوحي من السماء إلي الأرض، والحضن الآمن للرسالة الخاتمة، وكل ذلك اختيار،

وتقدير من الله العليم الحكيم الخبير، للنبي سيدنا مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد المُطَّلب الهَاشِمي القُرَشيّ، وللمكان، والسكان، من قبيلة قريش؛ فكان قدراً مُنظماً مقدورًا، و قصدًا مقصودًا، وتدبيرًا حكيمًا؛

ولقد تشرفت الجزيرة العربيَّة دون غيرها بمولد النبي، وبعثته – صلَّ الله عليه وسلَّم ولأنْ يكونَ العرب هم الطليعة الأُولى التي تحمل إلى العالم مشعل الدَّعوة إلى الدين الإسلامي، ورحمة للإنسانية والبشرية كلها،

ومَهْدَ آخر رسالات السَّماء، وكان منها بزوغ الفجر الجديد لكل البشرية. إن المملكة العربية السعودية منذ نشأتها، وتوحيدها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، تُعتبر حسب التقارير الدولية، في قائمة أكبر عشر دول داعمة في العالم تحرص على مد جسور الدعم والمساندة للمجتمعات، والدول المحتاجة،

حتى أضحت في الريادة، وفي مقدمة الدول الداعمة للعمل الإنساني، والتنموي، والصحي، والإنساني الخ؛ و من غير أي تمييز على أساس دين أو عرق أو بلد، وذلك وفق ما تشير إليه إحصاءات المنظمات الأممية للعمل الإغاثي والإنساني. حيثُ قدمت، وتقدم المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها مساعدات إنسانية وتنموية وخيرية إلى مختلف الدول، في شكل منح إنسانية وخيرية وقروض ميسرة لتشجيع التنمية في الدول النامية؛

ووصل المبلغ الإجمالي للمساعدات السعودية الإجمالية أكثر من (33) بليون دولار، وألاف المشاريع الإنسانية المقدمة من خلال المنظمات الدولية، والأممية والوطنية، وحكومات الدول المستفيدة من المساعدات،

وتغطي المساعدات السعودية عبر مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للإغاثة والمساعدات الإنسانية قطاعات إنسانية وتنموية وخيرية عدة من أهمها: المساعدات الإنسانية والإغاثية في حالات الطوارئ، التعليم، المياه، الصحة العامة، النقل، الأعمال الخيرية الدينية والاجتماعية، توليد الطاقة وإمدادها، الزراعة، إضافة إلى قطاعات أخرى متنوعة، وتوزعت المشاريع السعودية على خمس قارات،

وساهمت المملكة في الدعم المالي الكبير للمنظمات الأممية، والهيئات الدولية والصناديق الإقليمية التنموية، والإنسانية، والخيرية العربية، وساعدت الكثير من الدول العربية، والإسلامية. ويطلع علينا اليوم بعضاً من الموتورين، ممن يعكر صفو العلاقات العربية، مُحاولاً أن يصيب الأشقاء الأحبة في مقتل فّيخرج علينا أحياناً بعض الجُهلاء، والسُفهاء، والجُبناء، والأذلاء الأشقياء، والأَعِماَء،

فّيَشُتمون، ويُخونون في بلاد الحرمين الشريفين، المملكة العربية السعودية الخ…!!؛؛ وحالهم في ذلك كمن صَمتْ دهراً، ونَطّقْ عُهراً!؛؛ أو كمن بَصق في الصحن الذي يَأكل منهُ، وكالمثل الشعبي القائل: ” أَكَالْ نَكَارْ”، يُنكر الجميل، والفضل!؛ وإننا لا نقول بأننا جميعاً ملائكة تمشي علي الأرض!؛ فالخير، والشر موجود في كل مكان، وزمان، فَأصابِعُك في يديك ليست واحدة،”

ولا تَزِرُ وازرةٌ وِزر أُخري”، فلا يعقل أن نبني علي موقف، هُنا أو هناك في مواقع التواصل الاجتماعي، أو في مكان ما، ونعمم الشر، وننكر الفضل لأهل الفضل، وكأن المملكة لم تقدم شئياً للعرب، والمسلمين!!؛ ويخرج بعضاً من أصحاب الأقلام المأجورة، والمسمومة، لتعكر صفو العلاقات بين الأخوة العرب، مُحاولاً الاصطياد في المياه العَكِّرة!؛ وهنا، لابد من وقفةٍ مع الذات،

فعلينا متطلبات، وواجبات كَمُفكرين وشعراء، وكتاب، وأدباء، وعلماء، وساسة، وشيوخ، واعلاميين، أن لا نجلد ظهور بعضنا، وأن لا ننسي الفضل بيننا، فَنَنّشُر كل ما يوحد، مع البعد كل البعُدْ، عن كل ما يُفرق، ونَبّنِي، ونُعُمر، ولا نُُخرب، ونُدمر، وتبقي المملكة العربية السعودية، بلاد الحرمين الشريفين كالنخلة الشامخة الصامدة مرُتفعةً، ومترفعة عن كل الصغائر، والصغار، وتُرجم بالحجر،

ولكنها تُعطي للعرب، وللمسلمين، وللعالم، وللإنسانية أجمل الثمر ..